الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القسم الثالث. النصولي والدولة الاموية

عصام حافظ الزند

2021 / 6 / 30
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


3/3
فتوح أم غزوات البداوة
هذه الحلقات هي جزء يسير مقتطع من دراسة واسعة نعدها
لا نتوخى من خلالهاالانحياز الى أي طائفة على حساب
أخر بل هي مجرد قراءة لتاريخ لم يشار اليه بموضوعية
بقليل أو كثير ربما لاسباب طائفية


أما الفصل الخامس فقد بحث ماسماه الفتوح الاموية ولعل كل المسلمين او الغالبية العظمى جدا تسمي ذلك وتعد تلك الغزوات سواء في زمن الخلفاء الراشدين وخاصة ابو بكر وعمر وبقية الخلفاء ومن ثمة في العصر الاموي ومابعده تعبر عن فرحها وافتخارها بتلك " الفتوح "والتي توسعت وكبرت في العصر الاموي وهذا طبعا نتيجة التربية والتكرار في هذا الامر أعتبرها الناس من الامور العظيمة والانجازات الاسلامية في حين تعتبر الحملات الفرنسية والانكليزية والاميركية والايطالية وغيرها بالحروب والاحتلالات الاستعمارية وهذا امر غريب وكما يقال الكيل بمكيالين ويقدمون مختلف الحجج الواهية لاثبات ان تلك كانتت فتوحات لتحرير وسعادة الشعوب ونشر الاسلام وفي واقعها فان من الانصاف والشجاعة وصف تلك الحملات وكثير منها كانت بطريقة همجية بالغزوات الناجمة عن قيم وطبائع البداوة أن الغزو والاستيلاء على اراضي وخيرات الغيرعمل لايمكن ان يبرر لاي سبب كان. فلقد خصص الكثير من الصفحات لهذه الغزوات وامتداداتها وهو لاينسى أن يشير الى المعاملة الطيبة لاهل البلاد المستولى عليها ، يتناقض في وصفه ذاك بالحديث عن الجزية والغنائم بل والصراع بين الامويين وبعض قوداهم طمعا في السلطة والغنائم كما في الصراع بين القائد قتيبة وسليمان الذي لقب "بهبنقة العاءشي" وهو تشيبه بأنه يعطي ويولي الاهتمام بفئة معينة دون سواها ( هبنقة هو يزيد بن ثروان كان يؤثر علف ابله السمان على الغير )وهو يقول "أنا لا اصلح ما افسد الله" ، وكان قتيبة يحرض على سليمان ألا أن جنده لم يستجيبوا له بل ثاروا عليه وقتلوه ، وهذا هو شأن البداوة لا تركن الى حال ، وهكذا توسعت " الفتوحات" واصبحت مصر المركز لغزوات شمال افريقيا . ويربط ذلك الفصل بآخر تحت عنوان العدل والاصلاح في الدولة الاموية، ويبدأ هذا الفصل بنفس الغرابة التي يكتب فيها فيقول : "ثبت الامويون عرشهم على الجماجم ، فأعملو السيف والنطعن وراحوا يفتكون بأعدائهم فتكا ذريعا ، وليست الاعمال الرهيبة التي قام بها مروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان في العراق والحجاز والشام عنا ببعيدة ، فلما أستتبت لهم الاحوال جعلوا يبسطون الحق في الجهات المختلفة ، ويحذرون من ارتكاب الأغلاط الادارية الفاحشة والتي قد تكلفهم نتائجها أضرارا جسيمة ومسؤلية عظيمة، فكان عبد الملك يأمر بالرفق والتريث في الأحكام والاهتمام بالمشاورة وطلب النصيحة." فهل يعقل بعد كل هذا الذي اعترف به وهو حقيقة تأريخية يعترف بهم كأمة عظيمة، ثم أن المقطع الثاني من فقرته يظهر وكأنه لاعلاقة له بالمقطع الاول حين يتحدث عن الادارة فالمقطع الاول سياسة ومنهج سلطة هذا علاوة على أن الادارة كانت متطورة قبل الامويين فلا ننسى أنها كانت احدى الاجزاء المهمة للدولة البزنطية ، ولا شأن لهذا البدوي بالنظام الاداري.وفي سرده ذلك يتحدث عن عظمة شخصية عبد الملك بن مروان ويا للعجب يستشهد بمقولة لعبد الملك عن نفسه " ما أعلم مكان أحد أقوى على هذا الامر مني ..... وأن أبن الزبير لطويل الصلاة كثير الصيام ، ولكن لبخله لايصلح أن يكون سائسا" ولكنه في هذا السرد يقع في خطأ فيقول في ص 149 " توفى عبد الملك بن مروان سنة 86ھ/706 م فكانت خلافته ثلاثة عشر سنة وخمسة أشهر تقريبا وقد واراه التراب خارج باب الجابية في دمشق ..." والمعروف الاغلب أن تولى الحكم بعد وفاة والده سنة 65 ھ/684م وبعض المصادر تذكر حتى سنة 64ھ وكل ذلك يعني انه حكم أكثر من 21 عاما وربما 22 عاما وليس كما حسبها النصولي حتى بالاشهر ويكيل المديح له في حين أن عصره شهد ثورة التوابين ثم حركةالمختار الثقفي هذا اضافة الى ابن الزبير الذي استمر خروجه على الامويين بل وكان قاب قوسين من الخلافة لكل المسلمين فقد وصل سلطانه الى الاردن وكل الجزيرة والعراق هذا الى جانب الخوارج بفصائلهم المختلفة ، خاصة الأزارقة والصفرية ، ثم ثورة عبد الرحمن الاشعث وقد حدث في عهده توقف أو تراجع الغزوات التوسعية " أو ماسميت "بالفتوحات "حيث كانت احدى نجاحات الامويين الكبرى" هذا عدى بعض النشاطات في افريقيا ، واما الاعمال التي تحسب له مثل سك النقود الذهبية فأنه في الواقع لم يكن من ابتكاره بل انه فقط جعل الكتابة فيها عربية اسلامية ، واما تعريب الدواوين فقد كان لابد منها خاصة وقد مضى على الامويين عقود طويله وهم يستخدمون الخبرات البزنطية ، ويبقى بناء قبة الصخرة فأننا نعتقد انها وغيرها من الابنية مثل الجامع الاموي كان الهدف منه تقوية مركز اسلامي موازي لمكة كما فعل العثمانيون فيما بعد قرون وأما واسط فقد كان الفضل فيها للحجاج ولأهداف عسكرية وليس لامر آخر كما هو الامر مع تونس ، وفي نهاية الامر فأن تقيم عبد الملك لايقوم على فصاحته وذكائه وادبه فأننا لسنا بصدد تقيم عالم أو فقيه بل بصدد تقيم رجل دولة وخليفة وماذا تميز عصرة وقد شهدنا تلك الاضطرابات اليومية الكثيرة . ثم ينتقل الى الوليد بن عبد الملك والذي مكنه والده من ولاية العهد مزيحا ولي العهد عبد العزيز بن مروان وهذا الخروج والتنكر يجري حتى اليوم في العالم العربي فكثيرا مايخالف الخليفة أو الملك اوامر وتعينات والده أو جده لتسلسل الخلافة في الحكم ، من حظ الوليد ان اباه في نهاية عصره وبمساعدة قواده وعوامل اخرى تمكن من القضاء على كل الفتن والثورات والانتفاضات التي سادت عصره لذا فأن الوليد الاول كان ينعم داخليا بهدوء كبير لذا توجه الى الى توسيع الغزوات الخارجية واستطاع اكمال مابدأه ابوه وهو بناء بيت المقدس وبنى الجامع الاموي على أن الوليد كان هو الاخر قاسيا سليطا مثل والدة فأستخدم السيف بشدة بحجة مصالح الخلافة فقد عرف تأريخيا بأنه مريق للدماء كما أنه لم يكن يتمتع بالذكاء ولم يجدي معه التدريس والتعليم فبقي على غبائه وقد عرف عنه التاريخ أنه لحان في اللغة لايعرف ابسط قواعدها .وتوفى الوليد عن 46 عاما أو قيل 48 عاما وكان قد حكم عشر سنوات ورغم أن له كما قيل 19 عشر من الاولاد من ثلاث نساء احدهن شاهفريد بنت كسرى بن فيروز بن يزدجر الا انه لم يسمي وليا للعهد من ابنائه لذا خلفه اخوه سليمان بن عبد الملك وقد حاول مخالفة ماسبقه بأن اقال جميع الولاة ممن يميلون للحجاج بل انه وعندما كان واليا على فلسطين اجار يزيد بن المهلب وقد كان معارضا شديدا للحجاج ، ورغم قصر خلافته التي كانت اقل من ثلاث سنوات إلا انها شهدت اضطرابات عديدة وخاصة تمرد قتيبة بن مسلم حيث استطاع القضاء عليه وقتله ، وقد عرف تأريخيا بأنه كان حقودا حسدودا وكتب سليمان في ايام حكمه كتابا بتولية ابن عمه عمر بن عبد العزيز كولي للعهد وفعلا كان عمر بن عبد العزيز الخليفة الثامن في العصر الاموي ويعده الاخباريون في التاريخ من أفضل الخلفاء رغم قصر مدة خلافته ، وقيل أن حياته ايام شبابه كانت مختلفة عندما بدأ يتولى المسؤوليات حيث زهد وتواضع وحرص على أموال المسلمين وخفض بعض الرواتب والعطايا وأحتكم الى العدل ولانه كذلك خصص له النصولي اكثر من أربعة عشر صفحة متشبثا بالمديح والمزايا التي كانت في ظل خلافته على الرغم من أن خلافته لم تستمر اذ حكم اقل من سنتين ونصف وفوق ذلك مات مسموما بتدبير من الامويين انفسهم لانهم لايطيقون اخيار الناس ومن لايعطيهم القدح المعلى. وعموما فأننا وأن نعترف بالرأي الموجب تجاهة ألا اننا لا ننفي صفة المبالغة والتخيل في تلك الاخبار فأن الفترة التي حكمها وفي ذلك الزمان لاتكفي لكل ذلك، وعموما هذا شائع في التاريخ العربي بل يكاد يكون هو الاساس.على مدى عشرين صفحة تناول النصولي اربعة من الحكام الامويين ممن راقو له ليثبت من خلالهم ( اذا استثنينا معاوية) عظمة الحكم الاموي ولم يتحدث عن أن الفساد يكاد يكون المطلق للغالبية(اربعة عشر خليفة) حتى الذين تحدث عنهم لايخلوا التاريخ السني قبل غيره من ذمهم في كثير من الامور ومنها التي ذكرها النصولي نفسه ، ومقابل ذلك بين من اسباب الانهيار الدولة الاموية تفسخ وفساد أواخر حكامها كما سنأتي على ذلكالفصول الاخرى في كتاب النصولي لاتعنينا وليس لها أهمية بدراستنا فهناك فصل عن العمران الاموي يتحدث في غالبه عن الشام ويليه فصل عن أحوال الاجتماع الاموي الذي يبحث فيه مختلف جوانب الحياة من التجارةوالنقود والدواوين والموازين والبريد وا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بشكل طريف فهد يفشل في معرفة مثل مصري ????


.. إسرائيل وإيران.. الضربات كشفت حقيقة قدرات الجيشين




.. سيناريو يوم القيامة النووي.. بين إيران وإسرائيل | #ملف_اليوم


.. المدفعية الإسرائيلية تطلق قذائف من الجليل الأعلى على محيط بل




.. كتائب القسام تستهدف جرافة عسكرية بقذيفة -الياسين 105- وسط قط