الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العالم قبر.. فصل من مسرحية .

عايد سعيد السراج

2021 / 7 / 1
الادب والفن


العالم قبر - فصل -1- من مسرحية

: تقول القبر حياة

قلت : أسَئـِمْـت ِ

قالت: لا

قلت: أقَـرِفْـت ِ

قالت: لا

قلت : أَمَـت ِ

قالت: نعم

عشت ُ بين الأحياء الأموات

وأيقنتُ أن الموت حياة

قلت : أجَـرَّبْـت ِ القبر

قالت : بالصبر

قلت : مامعنى الصبر

قالت : أن تموت وتعرف أنك مَـيْـت

قلت : والحياة

قالت : أن يكون كلّ ناسك أموات ْ

فَـتَصبّـرتُ كثيراً

وتفكرتُ كثيراً

وقلت في نفسي ماذا يعني القبر ؟

قالت: القبر هو الصبر

والقادم مما لاتعرف من أيام

وتعيش الوهم حقيقة

ويضيع عمرك بالأوهام

وتعيش في ذات اللحظة عَـمـَّا نسيته الأيامْ

وتعرف كم ضاق بك العيش وضاق بك النطق وما عاد

يجدي كلام ْ

قلتُ: لماذا القبر أجيبي؟

قالت : دود ٌ وجلمودٌ وبقايا ذكرى وهموم

شعوب تتصارع لدخول القبر

قتل ٌ وفؤوس ٌ

لارحمة فيه ولاناموس ْ

خيمٌ تتعارك لتحيا

وأطفال جوعى داشرة ، وكلاب تنهش ُ جثثَ الأحباب ْ

نساء تعوي لإرضاء السيد

أجساد تتصاهل فيها الريح

دمٌ يتخثر في الطرقات

ناس ٌ تُـزاور بعض وتسن سكاكين ْ

حرابٌ تبقر بطون حوامل ْ

سواطير ٌ تتلذذ بتقطيع اللحم ِ البشريْ

مجانين ٌ وسكارى

مرضى يعادون الرحمة ، ويعادون الله

شباب ٌ مردٌ يتهاوون مفجوعين من هول القبر ْ

أعجاز ٌ عواجيز ٌ ملعونون ويبصقون دماء فعلتهم

محشوون بالقطن العفن وبالخسة ْ

رؤوس ٌ يتنابت فيها الأموات

مقطعة ٌ تتهارشُ كالأيدي المقطوعة تحركها الريح

أنوف ٌ تبصق ُ وجعا ً

وعيون ٌ تتبول ُ صديدا ً وبكاء ْ

أحشاء ٌ تتناثر ُ في محيط القبر ْ

والدودُ النهم يصيح ْ

ماذا أرسلت لي الريح ْ

لازلتُ مفجوع ٌ بالجوع ْ

؛ سيدتي هل قلت ِ الرِّمْس ْ

قالتْ : نعم لقد عشت بداخله أمسْ

ثعابين وعقارب

ووحوش تنهش أجساد المخلوقات بهمس ْ

والناس تصرخ بلا أصوات ْ

ولا صوت للأحياء الأموات ْ

" لا يوجد أحد يعيش بثبات ٍ ونبات ْ "

الكل يخفي السر ْ

ومن بيته يُهَجَّـر ْ

والرَّم قولي لي مالرَّمْ؟

قبو مظلم ْ

لو تعلم ْ

آه ٍ لوتعلم ْ

كم فيه من الجرذان وخنافس من الرعب تتكلَّم ْ !!

قلت ُ :وهل لكلِّ هذه المخلوقات في الدنيا ضريح ْ

قالت ْ : كلهم كلهم فالدنيا كل الدنيا ضريـحْ

بأشكال مهولة ْ

ورأيت بعض البشر ككلاب ٍ لهم نباح مبحوح ْ

هذا جزاء من قتل أخاه بسلاح ْ

فالأمر صريح ْ

هذا ماقلته ُ لي َ الريح ْ

ذئاب تنهش قلوبهم وهم أحياء ْ

مثل جهنم …. مثل جهنم

أبداً أبداً لا موت ولا حياة ْ

ونزلت ُ إلى أسفل ٍ سبع درجات ْ

في عُـمْـق ِ عُـمْق ِ اللَّحد

ورأيت ُ رأيْت ُ سبع سماوات طِبـَاقا

كل ّـ سماء فيها

أشباه بشر ْ

بأظافر من حجر ْ

تقتلع حناجرهم ْ

من ظلم الناس وعاش بالكذب يفاخر

وهم لانوم لهم ْ

فالنوم " عليهم " محرم ْ

والوخز بأضلعهم بأظافر من نار

هؤلاء هم التجار ْ

من غشّ وباع الوطن والناس الاحرار ْ

وكان السمسار ْ

بين خونة الوطن والتجار ْ

قالت : مااوجع هذا الرَّمْ

كان حَفِـيـْراً هذا الرَّمْس ْ

: وقالت رأيت ُ أشباه بشر بعيون حمر ومناقيراً كأفاعي
"الأناكوندا " لهنّ رجوم شياطين ْ

ينامون على هجع ٍ وخوف ٍ

قبورهم. أفران وسيوف ْ

ذوقوا ماجنت أيديكم من خذلان المعروف ْ

: من أسماء القبر باللغة العربية.
الرَّمْ .. الرَّيْم. .. اللٍَّحدُ … الحَفِير… الضَّريح.. الجدث… القبر. .. الشق… اللحد….. الرَّمْس…. الرَّجَم… الجَنَن.. مِنهال…. Grave.
Nederland. 30/6/2021








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية


.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-




.. المغربية نسرين الراضي:مهرجان مالمو إضافة للسينما العربية وفخ


.. بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ




.. كيف أصبحت المأكولات الأرمنيّة جزءًا من ثقافة المطبخ اللبناني