الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المستقبل المغاربي في ضوء نظرية حدوة الحصان

سعيد هادف
(Said Hadef)

2021 / 7 / 1
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


نظرية حدوة الحصان «The horseshoe theory» هي نظرية سياسية تقول أن اليمين واليسار "المتطرفين" متشابهان، كطرفي حدوة الحصان، في تطرفهما الأيديولوجي.
لكن مقالي لا علاقة له بهذه النظرية، بل بنظرية أخرى، هي نظرية شعبية طريفة تروي أن رجلا فقيرا كان يحب الفروسية، وظل يحلم أن يصبح فارسا كفرسان بلدته. وذات يوم، وهو يمشي، عثر على حدوة حصان فحملها ونفضها من الغبار ثم قال في نفسه: لا ينقصني سوى ثلاث حدوات وحصان وأصبح فارسا.
تذكرت هذه القصة وأنا أتأمل "فروسية" الزعماء المغاربيين طيلة العقود التي مضت، حيث كان كل زعيم يمسك بالحدوة التي جاد بها عليه الزمن ظنّا منه أنه امتلك سر القوة التي ستجعل منه فارس الديار الذي لا يشق له غبار، وكان الذي كان.
بعد مرور تلك العقود العجاف بكل ما خلّفت من بؤس، لا أدري إن كانت النخب المغاربية استخلصت الدروس وفهمت أن سياسة الغطرسة لا تجدي نفعا في عالم مهما برز فيه بعض الجبابرة سيبقى محكوما بقانون خفي هو قانون القوة المتواضعة والمتبصرة التي تعرف حدودها وتحترم القوى المحلية المتشبعة بالحكمة، وتعرف متى تقف بالمرصاد لكل قوة طائشة.
البلدان المغاربية بدون استثناء تعيش حراكا متعدد الجبهات، سيتمخض، مستقبلا، عن وضع جديد.
في تونس ضاقت سبل الحوار، وتعاظم العنف، بل انتقل إلى المؤسسة التي من المفترض أنها فضاء للحوار، ووصل الأمر بأحد البرلمانيين إلى النهوض من مكانه والتوجه إلى زميلة له في هذه المؤسسة التشريعية، وبكامل وعيه ينهال عليها بالضرب على مرأى النواب وتحت عين الكاميرا. وهو أمر يدعو إلى التساؤل حول مصير الديمقراطيا في تونس.
أما النخب الليبية ما زالت تعيش نقاشا حادا حول المسألة الدستورية وعلاقتها بالاستحقاقات القادمة، وأيهما أسبق من الأخرى، فضلا عن الجدل المحلي والأممي حول الميليشيات والمرتزقة.
الجزائر من جهتها وبعد تجاوز عقبة الانتخابات التشريعية، تترقب بروز حكومة جديدة تدعمها أغلبية رئاسية تحت قبة المجلس الشعبي الوطني، لن تكون مهمتها سهلة في خضم الوضع السياسي الداخلي المرتبط بالحراك من جهة واصطفاف عدد من الأحزاب ضد الرئيس عبد المجيد تبون.
المغرب ليس أحسن حالا من أشقائه، وهو يخوض صراعا مفتوحا على عدة جبهات محليا، إقليميا وأمميا في أفق الاستحقاقات التي لم يبق على انطلاقها سوى ثلاثة أشهر أو أقل. أما موريتانيا البلد المغاربي الذي يبدو أفضل حالا من حيث تخففه من الأعباء السياسية التي تثقل غيره، فمعركته ضد الفساد لن تنتهي بسهولة، ولا تحتاج إلى إرادة سياسية فحسب، بل إلى مخطط نسقي يسير بشكل متواز مع السياسة التنموية.
الشعوب المغاربية رغم تضاؤل ثقتها في النخب السياسية، ما زالت تتطلع إلى مستقبل أفضل؛ فهل النخب السياسية والفكرية المغاربية تتمتع بالكفاءة المعرفية والأخلاقية للخروج ببلدانها إلى وضع أكثر أمنا وازدهارا، أم أنها ستعيد إنتاج تلك الأوضاع البائسة التي أنتجتها السياسات التي خلَتْ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تحشد قواتها .. ومخاوف من اجتياح رفح |#غرفة_الأخبار


.. تساؤلات حول ما سيحمله الدور التركي كوسيط مستجد في مفاوضات وق




.. بعد تصعيد حزب الله غير المسبوق عبر الحدود.. هل يعمد الحزب لش


.. وزير المالية الإسرائيلي: أتمنى العمل على تعزيز المستوطنات في




.. سائح هولندي يرصد فرس نهر يتجول بأريحية في أحد شوارع جنوب أفر