الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة نظام , أم نظام أزمات ؟

عبد الهادي الشاوي

2021 / 7 / 3
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


عندما أقدمت الولايات المتحدة الأمريكية على احتلالها للعراق في نيسان 2003 لم يكن ذلك الا تنفيذا لسياستها الاستعمارية بالجيوش ومساعدتها من قبل الدول السائرة في ركابها حيث كان هدفها السيطرة على موقع العراق الاستراتيجي " جغرافيا " ونهب ثرواته الطبيعية والبشرية , حيث كان الحزب الشيوعي العراقي يؤكد ويرفض دائما التغيير من الخارج مؤكدا على ان يكون التغيير من الداخل لكن الغالبية مما يسمون بالمعارضة كانت تستعين بأمريكا والدول الأوربية لتحقيق التغيير من الخارج فكان لها ما ارادت وتم احتلال العراق وتدميره عسكريا واقتصاديا . ونفذ الحاكم المدني برايمر ما تم رسمه له حيث قسم قوى المعارضة التي تدعي انها تمثل الشعب العراقي ( سنة وشيعة واكراد واقليات اخرى ) ومنحها ما تريد من اغراءات مالية ومناصب فكان نظام المحاصصة والفساد والذي قاد البلاد الى التخلف والتجهيل والتجزئة وتمزيق وحدة الشعب على قاعدة ( فرق تسد ) , حيث ولدت مجالس النواب على اساس الطائفية والأثنية وتوزيع المناصب وبيعها بسعر مناسب . ومن مجلس النواب تنبثق الحكومة لكل حصته من الوزراء ووكلائها والدرجات الخاصة والمناصب العليا , ونشأت الحكومات المتعاقبة على هذا الأساس بدلا من ان تحمل الهوية الوطنية وهوية العراق وبدلا من احداث تطور للنظام لخدمة الشعب كان الأمر بعكسه تماما حيث كانت الدورة الأولى افضل من الثانية وهكذا حتى ساءت الأمور وازداد الفساد واستقوت الدولة العميقة وسيطرة الأحزاب ( الكتل ) التي لها اجنحة عسكرية وميليشيات مسلحة منفلتة فأشاعت في الأرض الفساد وسيطرت على مصادر الثروات بالتقاسم فنهبت موارد المنافذ الحدودية ومصادر الضرائب والرسوم والجزء الكبير من النفط الخام المصدر بسيطرتها على موانئ التصدير وحولت العراق الى بلد مستهلك وسوق تجاري لتصريف منتجات دول الجوار , ايران وتركيا والسعودية والأردن الذي يزود بالنفط العراقي مجانا ويصدر بحدود 400 منتج صناعي بهوية الأردن وبإعفاء تام من الرسوم الجمركية, وبذلك تم القضاء على القطاع الزراعي والقطاع الصناعي اللذان يمثلان العمود الفقري للاقتصاد الوطني العراقي , وبذلك اصبح العراق يعتمد في اعداد موازناته السنوية على اساس تصدير النفط الخام الذي جعل الاقتصاد العراقي اقتصادا ريعيا مرتعا للفساد وبذلك ارتفعت نسبة البطالة والفقر . اذن ليس هناك حل الا التغيير الجذري واقامة نظام وطني عراقي يحمل الهوية العراقية ويخدم كافة ابناء الشعب العراقي دون تمييز ويحقق المساواة ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب حتى تتحقق العدالة الاجتماعية وهذا ما يصبو اليه ابناء الشعب العراقي المبتلى بالمتخلفين والجهلة وخونة الوطن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرد الإسرئيلي على إيران .. النووي في دائرة التصعيد |#غرفة_ا


.. المملكة الأردنية تؤكد على عدم السماح بتحويلها إلى ساحة حرب ب




.. استغاثة لعلاج طفلة مهددة بالشلل لإصابتها بشظية برأسها في غزة


.. إحدى المتضررات من تدمير الأجنة بعد قصف مركز للإخصاب: -إسرائي




.. 10 أفراد من عائلة كينيدي يعلنون تأييدهم لبايدن في الانتخابات