الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صراع البوركيني_ اللامؤاخذة_ الشرعي !

فريدة رمزي شاكر

2021 / 7 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ماتزال دول الخليج مصدر كل أزياء القبح ، والتي تصدر لنا أزيائها الخليجية بإسم الدين ، والمصيبة أنها تمنح أزيائها شرعية من حُراس الفضيلة و رُقباء الأخلاق! عشان نخرس ونلبس أزيائهم بدون نقاش، وأن الزي ده من الدين ويحمل فيه عفة البنت ، فما أقذر التجارة بالدين! حتى أصبحنا شعب خارج الزمن والتاريخ!

فتاة الفستان، و فتاة لمؤاخذة البوركيني ، واقعتان حصلوا في نفس التوقت، لو نظرنا للواقعتين سنجد أن ثقافة إحداهما وهو البوركيني يتغول ويطرد فيها ثقافة الأخر، فثقافة البوركيني تحتقر ثقافة الفستان و لاتقبل التعايش السلمي معه، فهي ثقافة طاردة لكل ماهو سواها.
لأن البوركيني الشرعي كما الحجاب الشرعي، من دواعي أسلمة المجتمعات، ولم يكتفوا به في مصر وفي بلادهم العربية بل هناك محاولات مستميتة لفرضه في الأماكن السياحية بدول الغرب.
فالمايوه الشرعي هو نوع من التحايل على كل ما نمارسه بالطبيعة، وهو نوع من الخلل النفسي والأمراض التي تصيب المجتمعات الشعبية المتدنية والمصابة بالجهل المدقع.

_ فتاة الفستان حبيبة طارق طالبة بجامعة طنطا، تنمرت عليها المراقبة في الإمتحان و وصفتها بأنها جاية الإمتحان ونسيت ترتدي البنطلون تحت الفستان!
وإللى أثار اعصابهم أنها فتاة مسلمة، فلو كانت مسيحية كافرة كانت أعصابهم هدأت و وجدوا مايوصموها به من إنحلال أخلاقي وأنها بنت مش مؤدبة ماشية على حل شعرها!
ولكن ما أثار الضجة إن البنت مسلمة وإستعملت أبسط حقوقها و حريتها مع تزايد موضة الفساتين هذه الأيام.

كده كتير أوي يا حبيبة ، وكأنك أخرجتي للمقهورات وللحيزبونات لسانكِ وتقولي لهم: " موتوا بغيظكم" . وإن كل إللي أقنعونا به في الصغر بأن اللبس الشرعي من حجاب ونقاب ومايوه لمؤاخذة شرعي بيوصَّل دوغري لطريق الجنة . كله راح بلاش، ضيعته البنت أم فستان وشعر مكشوف!
و لأننا متدينين بطبعنا أصبحنا أكثر المجتمعات عنفاً ضد المرأة، والدول الأولى على مستوى العالم في التنمر والتحرش، والمصيبة أن النساء المقهورات هي التي تمارس إسقاطاتها من عنف وتنمر ضد الفتيات التي تريد أن تمارس حقها في الحياة، مهو الصراع النفسي الداخلي ينشأ لما تصطدم التعاليم الدينية وتوجيهات الأسرة في الإجبار لما هو ضد طبيعتي وضد إنسانيتي. حتى أنهم شككونا في ثقافتنا المصرية وفي تمدننا وفي عاداتنا المصرية الأصيلة.

كام بنت تم قهرها بالعنف الأسري لإجبارها على الحجاب لأنهم زنَّوا على وِدانها منذ الصغر إن الحجاب لبس البنت الملتزمة وانه مقياس للعروسة، فيكثر حولها العرسان وتتزوج بسرعة، وأن الوظيفة هاتفوتها لو ماكنتش محجبة،، فأصبحت الأزياء الإسلامية مظهر من مظاهر النفاق المجتمعي.

أما البنت التانية، فتاة البوركيني، إللي يا كبد أمها شعرت بالقهر لما رفضوا دخولها بالمايوه الشرعي في منتجع بالم هيلز، وإتضح أنها بنت الطبيبة هبة قطب إللي مشاركة في مصنع بالإمارات لتصنيع المايوه الشرعي .. يعني كمان البوركيني من أزياء الخليج كالحجاب إللي صدروه لنا في السبعينيات.والبنت طلعت بتعمل دعاية للمايوه لترويج بضاعة أمها!
_ تعودنا ييجي الصيف وتظهر معاه مِحنة البوركيني لمؤاخذة الشرعي والعياذ بالآلهة .. من إسمه" البوركيني " لمؤاخذة، على وزن" البيكيني"، يدل إسمه مباشرة أنه مثل الحجاب والنقاب من أدوات الإسلام السياسي التي تغزوا العالم لمناهضة كل ماهو سواهم.

ليه المحجبات أصحاب المايوهات الشرعية بيحبوا يقتحموا المسابح المخصصة للبيكيني، ده بيحصل مش في مصر فقط بل في دول أوروبا إللي في منها بلاد سمحت بالبوركيني تحت مسمى التسامح الديني وإللي بيستغله بعض المسلمين في فرض زيهم على تلك المجتمعات الغربية ؟! لدرجة أن بعضهن ترتدي البيكيني فوق البوركيني في منظر يثير الشفقة.
لماذا لم يتعودوا على إحترام قواعد المكان، فلكل مكان لبسه المناسب، لماذا يعتبرون أنفسهم فوق البشر، ومن حقهم إختراق القوانين واللوائح؟!
على الأقل علشان ماتشعرش إنك غريب في مكان أنت وحدك إللي شاذ في مظهرك ! فتشعر بالدونية وأنك أقل من المتواجدين فتبدأ في ممارسة إسلوب المضطهِد وتشكوا القهر والظلم الواقع عليك زي ماعملت بنت هبة قطب.
إسلوب قديم ومفضوح و رخيص، لفرض مظهرك المخالف على مكان له لوائح عند دخوله
وبعدين تشتكي إن إدارة الفندق قامت بإضطهاد الحريرات العفيفات من المؤمنات،وحرمتهم من نزول البيسين برداء لاعلاقة له لا بالمكان ولا بالسباحة، هو رداء ديني من باب " خالف تُعرَف" .

أختي المؤمنة ، مادمتِ إرتضيتي تدخلي مكان يبقى تلتزمي بآداب المكان وقواعده
فلا تكوني مزعجة لرواد المكان ولاشاذة عنهم في المظهر والسلوك. و طالما مقتنعة بمايوهكِ الشرعي لاتتطفلي به على أماكن ومسابح البيكيني لتتعدي على حريتهم وتزاحميهم في المساحة الصغيرة المخصصة لهم، زي ما إللي بتلبس البيكيني لا تتطفل على أماكن البوركيني التي هي أكثر بكثير ومنتشرة بنسبة 95 % من الأماكن السياحية داخل مصر.
ماينفعش تلبسي شبشب بصباع وإنتِ رايحة تحضري حفلة رسمية، وتقولي دي حرية شخصية وتكسري قواعد وأصول المكان. عشان من حق الناس الطبيعين غير المصابين بالخلل النفسي إنهم يجدوا اماكن ترفيه ليهم

_ وأخيراً يتبع تيار الإسلام السياسي سياسة الغزو والحشد، فما كانت حالات فردية في الماضي أصبح فرضاً سائداً اليوم، مثلما حدث للحجاب في سبعينيات القرن ماضي عند انتشاره في الوسط الجامعي، إرتدوه من باب المشاركة والحرية الشخصية ثم بعدها بفترة أصبح زي الأغلبية بالتحايل والفرض والغصب والغزو والنبذ والتمكين والإحتقار ممن لايرتدون أزيائهم، وبالمثل يحدث الآن لفرض بوركينهم.
فبمجرد قبول بعض دول أوروبا للبوركيني زادت المنظمات الإسلامية بأوروبا ضغوطها عليهم في طلب مسابح خاصة للمسلمات يا إما تخصيص أيام لسباحة نسائهم فقط، فشعرت النساء الأوربيات بأن مسابحهم قد إحتُلت من المرتديات للبوركيني
ما أدى لأن أصبح البوركيني في أوروبا كما الحجاب رمزاً للفصل العنصري والديني بين المسلمين والأوروبيين كما الحال عندنا في مصر وكل دول العرب.

وأخيراً سؤال قرأته من الكاتب والإعلامي حامد عبد الصمد يتسائل فيه كما أتسائل ، وهو: لماذا لا يعترض الإسلاميون على عربات المترو المخصصة للنساء، لكنهم يعترضون على المسابح المخصصة لمرتديات البيكيني؟!

أليس لمرتديات البيكيني الحرية أيضاً في ممارسة حياتهم الطبيعية ، بلا تنمر ولا تحرش من باب التضييق عليهم وإظهار أنهم الشاذين عن القاعدة ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد