الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


« حالة تَعبْ و عَتبْ! »

لخضر خلفاوي
(Lakhdar Khelfaoui)

2021 / 7 / 4
الادب والفن


*سرد تعبيري واقعي:


***
كان و لا يزال يأبى ـ نزيف القلب ـ المُستمرّ بما لا تشتهيه النّفس! نون النوايا و نبال الحياة و نوائب الأمور و نُحوري آلاف المرات على عتبات معابد أسفاري في أغوار المجهول و مطاردة آفاق تنطفئ بمجرّد ملامستي لطيفٍ جميل منها يدخل الفرح إلى قلبي ، النسوة و النوى و نحيب ذكرى الماضي مترسم في وجه أمّي في ذاكرتي المعتوهة التي لم يسعفها الحظ لتَؤُمّني بما فيه الكفاية و نسور باديتي الكاسرة الجارحة التي كسَّرت نفسي قبل عضمي و نوادي المنكر و نعال أبي التي كنت أكرهها و لا أحب اقتفاءها قبل أن يتوب عليه الله و يمنَّ عليه و يصبح صالحا دون ناقة تظهر في بادية « أولاد فاضل » تُكلّم « أحفاد الخليفة البهلول » .. انتوى القهر في أغوار « الغاضب المغاضب » و النواة تجمّرت. ها ناطحات أسبابي تريد أن تأتي بوجهي إلى التّراب ؟ سأصّاعَد بمعارج الكبرياء .. مهلا .. نواة جمر قلبي صارت نخلة تأكل من عراجينها الياقوتية الخضراء « عروس » السماء السادسة.. أمثالي لا يموتون في إنحناء و الإنتصاب مذهبهم المقدس!
إن تقطّع سروالي .. سأريهم آيتي الكبرى لعلّهم يبصرون!
*لست « ساخطا » أو رافضا لمشيئة االرّب و ما أنا بنعمته بمجنون و أُفقي المُخضَرّ انتصاب .. و لكن كبريائي جيئ بمناخيره أرضا من طرف « تَعَب ماطر » سفّاح عظيم يُسمعني على مدار الأنّات في خلواتي و في ضجيج صمتي نجوى الجريح: أنا « تعبااااااااااان جدّا.. جدا .. جدا يا ربّى»!
ـ سَلهم يا قلبي أيُّهم بذلك سقيم .. الإشتياق إلى رؤية انكشاف « ساقه » المقدسة، أنا الذي بدأ رحلة السجود مبكرا قبل بلوغي الحلمَ و مذ ذلك لم انقطع، و استمرّ قذفي لبذور الأحلام لكنها ولدت مشوهة أو غير مُخلّقة أو أفرغت من محتواها ابتلاءً..
ـ كأني لم أذق طعم السجود له ، أشتاق الآن إلى السُّجود في الضفة الأخرى بعد إنقضاء الوقت في قاعة الإنتظار « البرزخية » أحنّ عند تعبي إلى روئيته أكثر من حنيني إلى الرحم الذي انبجستُ منه ذات العاشر من أغسطس -واحد و سبعون من القرن التاسع عشر قبل الميلاد بلحظات مفصلية لأُودِعَه أوزار قلبي الساذج العاهر الذي نكحته كل « التنوينات الممكنة و أخواتها بالإضافة إلى عشائرهن في معاجم السفر المتعب» !
ـ تعبتُ من رؤية وجهي يوميا في المرآة.. تعبتُ من طولي و امتدادي في زمن الإنكماش .. تعبتُ من الأكل القسري للضرورة البيولوجية .. تعبتُ من وظائفي الحيوية و التكرار لها.. تعبتُ من ظلي .. تعبتُ من نفسي أولا و من أهلي و من أسرتي و أحبتي و غالييني و من أصدقائي إفتراضا و واقعا .. تعبتُ من الإستيقاظ و تعاقب الليل و النهار .. تعبتُ من الكفاح على مختلف جبهاته و أصعدته التي فتحتها قبل عقود .. تعبتُ من « الإلتزام » ، من « الصدق » من « الوفاء » لنفسي و للآخرين و من « الإخلاص و المثالية » تعبتُ من الإستقامة ، تعبتُ من الحرّ و من الشتاء و من كلّ الفصول، تعبتُ من شكل الناس و لغطهم و تواجدهم في الطروقات و في كل مكان .. تعبتُ من ضجيج الأشياء .. . تعبتُ من انتظاري و لا أدري ما الذي انتظره بالضبط .. تعبتُ من أخطائي من حسن أعمالي و أبلغها .. تعبتُ من إيماني و من فكري و من إدراكي و وعيي العقيم! تعبتُ من الدّعاء و من الصلاة و من سجّادي أيضا .. تعبتُ من مشرق الشمس و من مغربها .. متعبُ جدا من هذا « الوقت » .. تعبتُ من عالم الغيب و الشهادة .. تعبت من الملائكة و الشياطين و الجن و ما يروى عنهم .. تعبتُ من الحديث عن الجنة و النار .. و أنا أسرد مدوّنا القائمة الإسمية الطويلة المعنية بتعبي ، قريني اللعين يقترح عليّ بخبث كبير صارخ إضافة إسم « الله » جلّ و علا ضمنها .. لكم هي مزلزلة و مقيتة على وقع النفس و عظيمة أن يقول قائل « تعبتُ من الله! » ؛ لكن نفسي الزكية لعنته من خلالي و استغفرته : « استغفر الله .. سبحانك ربي .. أَنِّي مَسَّنِيَ التعبُ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ . »
- ـ باريس الكبرى ـ جنوبا
4 جويلية 2021








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف


.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي




.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال


.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81




.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد