الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة الراهن التونسي

هيثم بن محمد شطورو

2021 / 7 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


تسير تونس حثيثا نحو إغلاق الدائرة السياسية برمتها التي تشكلت ما بعد أحداث 2011، المفترض في كونها ثورية. هكذا تدحرج التوصيف للحدث الانفجاري في 2011 من ثورة إلى المفترض أنها ثورة. هذا ما وصلت إليه الأمور نتاج العبث السياسي الكبير الذي ألم بالبلاد، فغدت الدكتاتورية بكل مساوئها أفضل بكثير من الوضع الذي وصلت إليه الدولة من ضعف وإهدار للمال العام واستهتار بالشعب لدى حكومات لا نقول أنها مراهقة سياسيا فذاك أفضل حالا منها، فهي عديمة الحس السياسي جملة وتفصيلا وعديمة الفكر السياسي، وهم فعلا أناس لا علاقة لهم بالدولة وجدوا أنفسهم نتاج الصدفة وحدها في مراكز القرار ليشغلوا دور الموظفين عند القوى النافذة داخليا وخارجيا.
ماذا نقول؟
هل بلغ اليأس مداه؟
هل تمكنت القوى المعادية للثورة ولحرية أي شعب عربي سواء عربيا أو دوليا من تمريغ تونس في الوحل انتـقاما لباب الجحيم الذي فتحته؟
من الممكن الاسترسال في سرد عديد الكلمات والآراء التي يتـناقـلها الناس، ولكن يبقى رأي واحد هو الطاغي عند الأغلبية وهو أن الغنوشي وحركة النهضة الاسلاموية مصيبة على البلد وهي المسئول الرئيسي والفاعل الرئيسي في أزمة الدولة والاقتصاد والمجتمع.
هي السبب الرئيسي في تحويل الثورة من مشكل التـنمية إلى مشكل الهوية، وهي الفاعل الرئيسي في النهب للأموال العامة باستهتار شديد، فحتى أعمال صيانة السدود مثلا تم الاستغناء عليها منذ 2011، لتعرف تونس اليوم أزمة في المياه لم تعرفها من قبل. انظر حجم الاستهتار بالشعب حتى أن راشد الغنوشي ذات مرة في حضور تلفزي قال أن التونسيين يجب أن يحمدوا الله أنهم يتمتعون بالماء والكهرباء دون انقطاع.
وتـنتـفض أبواق حركة النهضة دوما لتصف أن التهجمات عليها هي تهجمات على الثورة والديمقراطية. وإذا تماشينا مع هذا المنطق المعوج، فإذا كانت الديمقراطية تعني أزمة في توزيع المياه والكهرباء وأزمة معيشية وأزمة اقتصادية وأزمة دولة نلمسها في كل شيء وفوضى وسيادة الفاسدين وغياب القانون. إذا كانت هذه هي الديمقراطية فتبا للديمقراطية. هذا هو الرأي الذي يمكنك الاستماع إليه من أي مواطن بسيط في الشارع إن لم يكن طبعا من أنصار حركة النهضة الإسلاموية.
وهنا نستخلص نتيجة هامة جدا، وهي أن الأزمة تتلخص في الرأي العام ليس في الديمقراطية فهو بقدر ما يسبها لارتباطها بحركة النهضة والسماح للإسلاميين بالدخول للسلطة، إلا انه يدافع عن حرية التعبير وعن كرامة الإنسان أمام البوليس. الرأي العام توصل إلى قناعة راسخة اليوم وهي انه لا يمكن أن تكون ديمقراطية ودولة بواسطة الإسلاميين، وان الإسلام يجب إبعاده عن السياسة والحكم..
لا نريد التعليق وإنما التوصيف لما يتم التعبير عنه بواقع الأزمة الشاملة والتي يتـفنن كثيرون في محاولة المراوغة والقفز على حقيقة الرأي العام الذي له الدور الأساسي في تشكيل السلطة سواء في الديمقراطية أو الدكتاتورية. فالاستبداد لماذا يحاصر الكلمة الحرة، أليس لكونه بقدر ما يحكم بالإرهاب للنفوس بقدر ما هو مرتعب من الرأي العام ومن الشعب. ذاك أن الرأي العام الشعبي هو المحدد الرئيسي للسلطة وأعمالها وخطابها.
وبالتالي فالأزمة في تونس اليوم وبكل موضوعية قائمة على الأساس الذي ذكرته، فحقيقة الأزمة الشاملة التي تعيشها تونس اليوم في مختلف جزئياتها، هي أزمة نهايات الإسلام السياسي وحركة النهضة تحديدا في السلطة والدولة وربما في المشهد السياسي برمته.
هذه النهاية التي ستكون أبدية لان الحكم فيها من طرف الشعب أو الرأي العام الاغلبي فيه. وإذا تمكنت التركيبة السلطوية القادمة من الانجاز للشعب ومن مزيد من التعرية للفترة التي حكمت فيها حركة النهضة، فان الحكم عليها سيكون مطلقا ونهائيا وحاسما تاريخيا إلى الأبد. هذا الحكم الذي سيكون له دور المحفز للانتـقال سياسيا إلى مرحلة تقدمية ولكنها تقدمية على كل المستويات..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ضربة أصابت قاعدة عسكرية قرب أصفهان وسط إيران|#عاجل


.. القناة 12 الإسرائيلية: تقارير تفيد بأن إسرائيل أعلمت واشنطن




.. مشاهد تظهر اللحظات الأولى لقصف الاحتلال مخيم المغازي واستشها


.. ما دلالات الهجوم الذي استهدف أصفها وسط إيران؟




.. دراسة جديدة: اللحوم النباتية خطرة على الصحة