الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتكاسة لليمين المتطرف في انتخابات المناطق والوحدات الإدارية في فرنسا / الشيوعيون يضاعفون مقاعدهم

رشيد غويلب

2021 / 7 / 4
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


دأبت مؤسسات الإعلام المهيمنة في المراكز الرأسمالية وامتداداتها في بلدان الأطراف على تناول التحولات الانتخابية بعموميتها، وتجنب الدخول في التفاصيل، خصوصا عندما تؤشر الأخيرة نجاحات لقوى اليسار الجذري، وتقارير هذه المؤسسات التي تناولت انتخابات المناطق والوحدات الإدارية التي جرت على التوالي في فرنسا بجولتين في 20 و26 حزيران الفائت، تدخل ضمن هذا السياق. ومن هنا تأتي أهمية هذا التقرير.
على عكس العديد من استطلاعات الرأي، لم تتميز هذه الانتخابات بتنافس ثنائي بين حزب الرئيس ماكرون “إلى امام” وحزب “التجمع القومي” اليميني المتطرف (نازيون جدد) بزعامة مارين لوبان، هذا ما أكده المتحدث باسم الحزب الشيوعي الفرنسي ايان بروسات.
لقد تميزت الانتخابات برفض ثلثي الناخبين المشاركة في التصويت، ولم تغير المناشدات الكثيرة التي سبقت الجولة الثانية هذا الواقع، الذي لم تشهده فرنسا منذ عام 1945. وكانت نسبة المقاطعة عالية في المناطق المكتظة سكانيا، ووصلت إلى 75 في المائة في أوساط العاملين هناك، و87 في المائة بين الفئات العمرية 18 – 20 عاما، وهو ما وصف بالأمر الخطير. وتحدثت وسائل الاعلام الفرنسية عن “اضراب انتخابي”، وعن “ازمة الديمقراطية” المتصاعدة. ولم تجد نفعا تبريرات رئيس الوزراء الفرنسي بشأن تأثيرات ازمة الوباء، وعدم الاهتمام بانتخابات المناطق والوحدات الإدارية، والعزوف العام عن المشاركة السياسية. وردا على سؤال لجريدة اللومانيتيه، قال أحد المواطنين: أشعر بالاشمئزاز من هذا النظام السياسي. “ نصوت ولا شيء بالنسبة لنا يتغير “، “إنهم يجلسون على مؤخراتهم في مكاتبهم ليقضوا ساعات في الاجتماعات بدلاً من ان يفهموا كيف نعيش”.

فشل لليمين المتطرف وهزيمة لحزب الرئيس
مني اليمين المتطرف بزعامة لوبان بفشل ذريع، ولم يحقق ما وعدته به استطلاعات الراي بالحصول على مواقع متقدمة في 7 مناطق من أصل 13 منطقة فرنسية، وحتى في منطقة (PACA) في جنوب فرنسا التي حصلوا فيها على 36,38 و42,7 في المائة على التوالي، حسمت لصالح مرشح اليمين المحافظ، نتيجة لانسحاب تحالف اليسار التكتيكي، الذي حصل على 16,83 في المائة لصالحه، لحرمان اليمين المتطرف من هذه الفرصة. وفي مناطق أخرى وصلت خسارة اليمين المتطرف إلى 8 في المائة، مقارنة بانتخابات المناطق في عام 2015.
عد “الجمهوريون” اليمينيون المحافظون (ديغوليون سابقون وحلفاؤهم من المعسكر البورجوازي الكاثوليكي السابق) الفائزين في هذه الانتخابات، اذ تمكنوا من الفوز مرة أخرى في المناطق السبع التي حكموها في السابق، والحصول على مقاعد إضافية، وحصلوا عموما على 29,56 و38,9 في المائة على التوالي. وشكل ذلك نقطة انطلاق لليمين المحافظ للدخول بمرشح خاص في انتخابات الرئاسة بعيدا عن الرئيس الحالي ماكرون.
وبالمقابل مني حزب الرئيس ماكرون “إلى امام” بهزيمة، ولم يحصل سوى على 85 مقعدا من مجموع المقاعد البالغ 1700 مقعدا، بعد أن حصل على 8,8 و5,4 في المائة على التوالي. وأكدت النتائج ان حزب ماكرون لا يمتلك قواعد راسخة، وانه حزب جمعته قوى الليبرالية الجديدة لانتخاب ماكرون رئيسا للجمهورية في عام 2017.

نتائج أفضل لقوى اليسار والخضر
كانت نتائج قوى اليسار والخضر، بشكل عام، أفضل من التوقعات التي سبقت عمليات التصويت. واستطاعوا الدفاع عن المناطق الخمس التي كانوا يحكمونها، ولم تتحقق اماني بعض اليسار في الفوز بمناطق إضافية، وعموما حصل اليسار على 24,14 والخضر على 11.28 في المائة في الجولة الثانية، وهذه النسب لا تعكس النتائج بشكل دقيق، وذلك لأن الخضر شاركوا في قوائم اليسار في ثلاث مناطق، وحسبت النتائج باسم اليسار. ومن أفضل نتائج القوائم المشتركة حصول رئيسة منطقة أوكسيتانيا بجنوب فرنسا الاشتراكية كارول ديلغا على 56,85 في المائة بتحالفها مع الخضر والشيوعيين في الجولة الثانية.
ومن النتائج اللافتة لليسار في منطقة لا ريونيون الفرنسية فيما وراء البحار (جزيرة في المحيط الهندي) ، حيث استطاعت المرشحة والقيادية الشيوعية المحلية السابقة، الرفيقة هيوغيت بيلو ازاحت الحاكم اليميني السابق في المنطقة، بحصولها على51,9 في المائة.
الشيوعيون يضاعفون مقاعدهم
دخل الشيوعيون الانتخابات بقوائم متنوعة بعضها مع الاشتراكين والخضر، وكذلك مع حركة “فرنسا الأبية بزعامة اليساري الشعبوي جان اوك ميلينشون، وفي بعض الدوائر بقوائم منفردة للحزب. وحصل الشيوعيون على 62 مقعدا مقابل 29 مقعدا في انتخابات عام 2015. وفي بيان أصدره الحزب في 28 حزيران قيم عاليا النتائج وعبر عن ارتياحه، لعموم نتائج اليسار والخضر، وأداء الشيوعيين. بالإضافة إلى ذلك استعاد الحزب تمثيله في 17 برلمان محلي. وفي بيانه شدد الحزب، وعلى أساس حساب النواب المحليين على كامل التراب الفرنسي، على أن الحزب لا يزال “القوة السياسية الثالثة في فرنسا “. وأشار البيان بفخر إلى مساهمة الشيوعيين في جميع المناطق والإدارات بهزيمة اليمين المتطرف.
********








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف مستمر على مناطق عدة في قطاع غزة وسط تلويح إسرائيلي بعملي


.. عقب نشر القسام فيديو لمحتجز إسرائيلي.. غضب ومظاهرات أمام منز




.. الخارجية الأمريكية: اطلعنا على التقارير بشأن اكتشاف مقبرة جم


.. مكافأة قدرها 10 ملايين دولار عرضتها واشنطن على رأس 4 هاكرز إ




.. لمنع وقوع -حوادث مأساوية-.. ولاية أميركية تقرّ تسليح المعلمي