الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من هم حكام العراق الحقيقيون؟

عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي

2021 / 7 / 5
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في العراق مؤسسات ضخمة تستنزفه أقتصاديا وترعي الفساد الذي يدمره ويسحق شعبه، ويسلب سيادته وإستقلالة، مؤسسات تحمل بلا أي مضمون أسماء مثل حكومة، برلمان، رئاسة وجهاز قضائي، لكن العراق رغم كل ذلك لا يمتلك أي شكل من أشكال الدولة، والحديث فيه عن دولة أو دولة عميقة ليس سوى ثرثرة فارغة.

حتى المؤسسة العسكرية الرسمية مغلوب على أمرها، محاصرة، ملجومة وملغومة ومخترقة من قبل الجهات التي تدير الأمر في العراق، وهي المليشيات الشيعية الطائفية التي أخصت الجميع وتلاعبت وتتلاعب بهم كما يحلو لها.

الأحزاب السياسية جميعها، بلا أي استثناء مخصية، ولا يجرؤ أي منها على تسمية الأشياء بأسمائها والإشارة الى قادة المليشيات الحاكمة بأسمائهم وأدوارهم.. ليس ثمة حزب يتحدث مثلا عن قيس الخزعلي وجرائم ((عصائب أهل الحق))، ولا عن مقتدى الصدر عن ((سرايا السلام)) و ((القبعات الزرق)) وقبلهما ((جيش المهدي))، ولا عن هادي العامري و((فيلق بدر))، ولا عن أحمد المحمداوي و((كتائب حزب الله _ العراق)) ، ولا عن علي الياسري و(( سرايا خراساني)).

لا أحد يجرؤ على القول أن ((الحشد الشعبي)) ليس منطمة وطنية تطوعية لمواطنين همهم الدفاع عن الوطن وحماية أمنه، وأنما مجرد أطار يجمع مليشيات مسلحة لكل منها قيادته ومرجعيته الطائفية، وولاءاته العابرة للحدود الشرقية.

كل الأحزاب بما فيها من يعلن دعمه لحراك الشبيبة السلمي، يتجنب الإشارة إلى هذه الجهات أو الى أي من قادتها الذين يقررون أحوال البلاد، وشكل الحكومة والبرلمان والجهاز القضائي. ولا يتقرر أو يقر أي أمر في البلاد دون التوافق بينهم.

دون الأعتراف بهذه الحقائق وامتلاك القدرة على الأجهار بها ، والجرأة على تحمل تبعات مواجهتها، سيظل العراقيون يقاتلون طواحين الهواء. ويوجهون نقدهم لأشخاص متحكم بهم في واجهة السلطة، مثل رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وحكومته ورئيس البرلمان وأعضاء مجلسه ومجلس القضاء والأجهزة التي تتبعه، ولا يجسرون على توجيه النقد، ناهيك عن توجيه أصابع الإتهام، الى حكام البلاد الحقيقيين، قادة المليشيات المتحكم بهم من سلطة الولي الفقيه في طهران.

ما استخذت القوى السياسية عن الأجهار به، صرخت به الشبيبة في الشوارع والساحات، هتف شبيبة النجف ((مقتدى قاتل)). وجهرت به والدة الشهيد مهند القيسي حين زارت ضريح والد مقتدى الصدر وخاطبت صاحب الضريح بالقول: أبنك قتل أبني .. أيرضيك هذا؟

لهذا يبدو من السخف الأستمرار في توجيه النقد لهذا ((المسؤول الواجهة)) أو ذاك وتحميله مسؤولية جرائم القتل والفساد، أو عقد الأمال على البدائل من ((مسؤولي الواجهة)) أو خيبة الأمل فيهم.
عبدالمهدي والكاظمي أوأي واجهة أخرى، ليسوا سوى أدوات يتحكم بها قادة المليشيات المتحكم بهم، هم بدورهم ، من قبل إيريج مسجدي سفير الولي الفقية في بغداد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجناح العسكري لحركة حماس يواصل التصعيد ضد الأردن


.. وزير الدفاع الروسي يتوعد بضرب إمدادات الأسلحة الغربية في أوك




.. انتشال جثث 35 شهيدا من المقبرة الجماعية بمستشفى ناصر في خان


.. أثناء زيارته لـ-غازي عنتاب-.. استقبال رئيس ألمانيا بأعلام فل




.. تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254