الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نرفع القبعات لبلدة بيتا الفلسطينية وهي تهزم مشروع الاستيطان على أرضها

عليان عليان

2021 / 7 / 7
القضية الفلسطينية


نرفع القبعات لبلدة بيتا الفلسطينية وهي تهزم مشروع الاستيطان على أرضها
في مسيرة الثورة والمقاومة ، تمرس شعبنا الفلسطيني في الداخل في اشتقاق أساليب نضالية لم تخطر على بال الاحتلال ، الذي بات مربكاً في مواجهة هذه التكتيكات والأساليب، التي أضافت الكثير الكثير لاستراتيجية حرب الشعب طويلة الأمد ، فالشعب الفلسطيني هو الذي أبدع انتفاضة الحجارة وانتفاضة الأقصى ، بحيث باتت كلمة " الانتفاضة" اصطلاحاً متداولاً في كل لغات العالم .
وهو الذي أبدع في استخدام سلاح الدهس والسكاكين في الضفة الغربية، بعد أن عز السلاح جراء مصادرته من قبل أزلام أوسلو ودايتون ، وهو الذي تمكن من استخدام سلاح الصواريخ وتطويره، رغم ضيق الرقعة الجغرافية لقطاع غزة ومحاصرته براً وبحراً وجواً، وهو الذي أبدع في استخدم سلاح الإرباك الليلي إبان مسيرات العودة من خلال البالونات الحارقة ،التي ألحقت ولا تزال تلحق بالعدو خسائر اقتصادية فادحة ، وهو قبل كل ذلك أبدع في تنفيذ العمليات الاستشهادية .
لا نبالغ إذ نقول أن الملكية الفكرية لهذه الأساليب النضالية ، ينبغي تسجيلها في الأكاديميات العسكرية التي تدرس تكتيكات الحرب غير النظامية في مواجهة الاحتلال ، وهذه الأساليب باتت تتكامل مع تكتيكات مقاومة حزب الله في مواجهة العدو المشترك .
ها هي بلدة بيتا التي لعبت دوراً فاعلاً في انتفاضتي الحجارة والأقصى ، عادت لتتصدر المشهد الكفاحي منذ الثاني من شهر أيار (مايو) الماضي ،في مقاومتها لإقامة بؤرة " جفعات أفيتار " الاستيطانية على جبل صبيح جنوب نابلس ، الذي تعود ملكيته لأهل القرية ولبقية البلدات المجاورة "يتما وقبلان" ، مستخدمة الأساليب الكفاحية المختزنة في انتفاضتي الحجارة والأقصى ، من استخدام للحجارة والمقاليع ، ومن تنظيم المسيرات الليلية والنهارية ألخ مضيفةً إليها خبرة المقاومة في قطاع غزة إبان مسيرات العودة في مجال فعاليات الإرباك الليلي "ممثلةً بتطيير البالونات الحارقة باتجاه "كرافانات" المستوطنين ، وتشكيل وحدات متخصصة لإطلاقها طوال الوقت ، وإشعال إطارات السيارات ليطير دخانها باتجاه البؤرة الاستيطانية ، وتسليط أشعة الليزر أثناء الليل باتجاههم.
واللافت للنظر في معركة بلدة بيتا ضد الاستيطان ، ليس مشاركة شبيبة القرية فحسب فيها على مدى شهرين ، بل مشاركة عموم سكان البلدة من رجال ونساء وشيوخ وأطفال بدعم ومشاركة من أبناء بلدتي "يتما وقبلان" ، في إطار عملة تخصص نضالية ، فهنالك فريق أوكلت إليه مهمة إحضار الإطارات المستعملة، من مدينة نابلس ومن بقية البلدات المجاورة ، وهنالك فئات عملت بالتناوب في عمليات الإرباك الليلي من تطيير للبالونات الحارقة ومتابعة إشعال النار في إطارات السيارات المستعملة ، وتسليط أشعة الليزر على المستوطنين ، وهنالك فريق أوكلت إليه مهمة إنشاء مستشفى ميداني وتوفير مستلزماته الطبية بدعم من أبناء شعبنا في عموم الأراضي الفلسطينية المحتلة ، لمعالجة المصابين من أبناء البلدة جراء إطلاق الرصاص الحي والرصاص المعدني وجراء إطلاق قنابل الغاز ، ناهيك أن قيادات هذه الحراك المقاوم ، عملت على تظهير المعركة إعلامياً عبر إجراءات لقاءات إعلامية مع مختلف الوسائل الاعلام المحلية والدولية ، لكشف حقائق الاستيطان التي يريد العدو فرضها ، تمهيداً لتهجير سكان القرية والقرى المجاورة من أرضهم .
لقد راهن العدة الصهيوني على عامل الوقت، وعلى الخسائر البشرية في هذه المعركة معتقداً أن سكان البلدة سيصابون بالإحباط ، وأن استشهاد عدد من أبنائها ( 4) شهداء وجرح المئات، سيدفعهم عن التوقف عن مواصلة مسيرتهم الكفاحية ضد الاستيطان ، لكنه فوجئ بأن عامل الوقت لن يكون في صالح المستوطنين ، وأن ارتقاء شهداء من القرية يشكل دافعاً للاستمرار في المعركة مهما غلت التضحيات حتى تتم إزالة هذه البؤرة الاستيطانية من أراضيهم.
وأمام هذه البسالة في المواجهات مع قوات الاحتلال والمستوطنين ، وأمام صلابة الإرادة في مقاومة الاستيطان وطول النفس لدى أبناء القرية ، اضطر العدو للتراجع عن إقامة هذه البؤرة الاستيطانية ولو مؤقتاً ، بإصداره التعليمات لقطعان المستوطنين بمغادرة جبل صبيح ، إذ أنه في الثالث من شهر تموز (يوليو ) الجاري غادر المستوطنون، الجبل دون إزالة هياكل البيوت المتنقلة التي أقاموها، فيما تعهد الأهالي بالمقاومة لهذه البؤرة المقامة على أراضيهم حتى التخلص منها بشكل نهائي وإلى الأبد.
أبناء القرية الذين احتفلوا بانتصارهم في هذه الجولة ، يدركون أن العدو سيحاول مرةً أخرى إقامة هذه البؤرة الاستيطانية بمسميات أخرى على نحو " إقامة مدرسة دينية عسكرية" وهم جاهزون للمواجهة ،ويختزنون في ذاكرتهم أن العدو لجأ إلى إقامة هذه البؤرة للسيطرة على الجبل ثلاث مرات خلال ثلاث سنوات ، وفشل في إقامتها جراء مقاومتهم الباسلة ، ويدركون شأنهم شأن جميع أبناء الشعب الفلسطيني ، أن غول الاستيطان ينطوي على أكبر الأخطار، من زاوية الاستيلاء على الأرض كخطوة أولى لترحيل الفلسطينيين من قراهم وأراضيهم.
وأخيراً لا بد من الإشارة إلى أنه في الوقت الذي تتكامل فيه المقاومة ضد الاستيطان والتهجير في كل من حي الشيخ جراح وسلوان وبيتا ، تنشغل أجهزة أمن السلطة في التنسيق الأمني ، وفي قمع مسيرات شعبنا المنددة باغتيال المناضل نزار بنات ، دون أن تقدم أي دعم لأبناء شعبنا في مقاومة الاحتلال والاستيطان ، ونراها تختفي بسرعة الضوء عند دخول أي دورية إسرائيلية في أي حي من أحياء مدن وقرى الضفة الفلسطينية.
انتهى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شولتز: المساعدات الأميركية لا تعفي الدول الأوروبية من الاستم


.. رغم التهديدات.. حراك طلابي متصاعد في جامعات أمريكية رفضا للح




.. لدفاعه عن إسرائيل.. ناشطة مؤيدة لفلسطين توبّخ عمدة نيويورك ع


.. فايز الدويري: كتيبة بيت حانون مازالت قادرة على القتال شمال ق




.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة