الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأملات على هامش الكينونة

اتريس سعيد

2021 / 7 / 8
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


1/ الحياة ليست الزاوية التي تراها عينك فقط، ففي الحياة زوايا جميلة لم تراها من قبل كفيلة بتغيير حياتك من جديد، يكفيك فقط الإلتفات إليها لتصبح حياتك أجمل.
2/ ‏ليس كل من يواسيك لا جرح عنده، ولا كل من يعطيك يملك أكثر منك, ‏الإيثار ليس إيثار متاع ومال فحسب، فقد يشاطرك أحدهم آخر زاده من الصبر، ويهبك ما تبقى في قلبه من أمل، ويقتسم معك آخر إبتسامة قبل أن ينفرد بحزن طويل, ‏فأحسِن إستقبال الود فإنه ثمين.
3/ الفراغ الساكن منعدم المعنى، هو ما يعطي جميع المعاني,
فواصل الصمت بين الأحاديث الدائرة في عقلك هي من يوقظك و يعيدك لواقعك,فواصل الصمت في الموسيقى لا تقل أهمية عن العلامات نفسها, حتى الفواصل بين الشهيق و الزفير هي جزء حيوي من ميكانيكية العملية,الفواصل مبدأ مهم جداً في الحياة, أعطِ نفسك فواصل من الراحة بعد عمل مجهد, أعطِ نفسك فواصل من العزلة لتعود لروحك, أعطِ نفسك فواصل من العلاقات من الواجبات من المتع و اللامبالاة, من جلد الذات و عقد الذنب و أحاديث ضوضائية لا تنتهي في عقلك, أعطِ الفواصل فقط و إجلس جانباً و راقب كيف أن الأمور تترتب من تلقاء ذاتها عندما تنسحب لبرهة.
4/ الإيجو هو الأنا السفلى أو الأنا المزيفة، هو كل كلمة أو وصف توصف به وتعبر به عن نفسك، هو كل معرفة أو خبرة أو قناعة تبنيتها وتستمد شخصتيك وكيانك منها وهي لا تعبر عن كينونتك الحقيقة، بإختصار هو كل شيء تعرف به نفسك إذا من أنا الحقيقي، هو أنت بدون كل الألقاب أو الأوصاف التي سبقت.
5/ يتكون الإيجو منذ الصغر تقريبا فى سن الثالثة من ما تلقينا من معلومات من الأسرة فى المقام الأول وطريقة التربية، ثم من المحيطين ثم من المدرسة والأصدقاء وتعاملاتك مع الناس عموما، كذلك تأثرك بمشاهدة التلفزيون وما يقدمه من أفلام وخلافه والتأثر بها، فتتكون لديك صورة ذاتية لنفسك ولكنها مزيفة، صورة نفسك أمام ذاتك، وصورتك أمام الناس، وهنا أنت تأخذ في الإعتبار آراء الناس عنك وما سيقولونه عنك، فيكون شغلك الشاغل هو إنطباعهم عنك وعن تصرفاتك وستحاول أن يكون شكلك أو تصرفاتك مرضية لهم حتى لو أضطررت إلى تمثيل أدوار معينة لا تعكس شخصيتك الحقيقية القائمة في الواقع، لأنك فى هذه الحالة تعتمد على الناس فى تقييم نفسك وتخشى إنتقادهم لك.
6/ ‏منذ القدم والبشر لا تعاقب إلا من يقول الحقيقة، إذا أردت البقاء مع الناس شاركها أوهامها، الحقيقة يقولها من يرغبون في الرحيل.
7/ عندما تختار أن تتخذ إختيار غيرك بدافع الحب فأنت هنا إحتفظت بروح الحرية والتمكين في إختيارك، أما إن إخترت أن تتخذ إختيار غيرك بدافع الخوف فأنت هنا قد وقعت في وعي الضحية وتخليت عن حريتك وقوتك، وفي كلا الحالتين أنت من بيده الإختيار.
8/ هناك حقيقة يذكرونها في علم النفس ألا وهي العجز التلقيني في النفس والتي تتكون إبتداءً بسلب الإيمان من الشخص ثم في المرحلة الثانية إيجاد القناعة التامة على إنعدام القدرة على التغير لديه ثم الرضا والتسليم بالواقع الموجود والوهم المتصور بأن هذا قدره المكتوب وعليه أن يعيش فيه إلى أن يموت، و العبرة هنا من هذا الكلام هي أن لا تستسلم لما يبدو لك واقعا لا يتغير، كن فاعلا يتفاعل الكون معك.
9/ إحراز النصر و تحقيق الأهداف يتوقف على تغيير الواقع المحيط بالشخص.
10/ في كل ليلة نستعد للخلود إلى النوم ولسنا متأكدين من أننا سننهض من الفراش في الصباح، لكننا مازلنا نخطط للأيام القادمة، هذا هو الأمل.
11/ كل ما يبدأ بالإيمان، ينتهي بمعجزة.
12/ هاته الأفكار التي تقفز فى ذهننا فجأة و تلك المشاعر التي تسيطر علينا وتقيدنا فجأة من أين تأتي؟ هل أذهاننا مستباحة من كيانات أخرى؟ هل أرواحنا تسكنها مشاعر عشوائية تتدفق إليها من مصادر غيبية مجهولة تنبع من بئر مظلم؟ هل وعينا و إدراكنا محض العشوائية؟ من نحن إذا كنا مجرد كيان يتغذى من مصدر مجهول؟هذا المصدر المجهول الذي يسوق الأفكار والمشاعر داخلنا يسوق سفينتنا و لا نعرف من هو و ماذا يريد؟ إذا لم تعرف من و ماذا هو فأنت مازلت عنصر من عناصر الماتريكس مازلت روبوت و آلة تنفذ الأوامر دون أدنى إرادة منها؟ عفريت العلبة هو القبطان اﻵلي و عندما تغيب عن وعيك يتولى قيادتها، إنه لايفهم شيء سوى أن يحافظ على حياتك، لا يفهم الأفكار، لايفهم المشاعر، إنه يعبث بلوحة مفاتيح غرفة القيادة دون وعي، يضخ أي موجات؟ أي ترددات؟ أي أحلام؟ المهم أن تبقى تشعر وتشعر بماذا؟ لا يهم؟ فهو لا يعرف الفرق؟ تجدهم متشابهون هؤلاء النائمون، نسخة واحدة، إصدار واحد من نفس البرنامج، أنت لست برنامج، أنت لست آلة، إستيقظ و إستلم قيادة سفينتك قبل أن يغرقها عفريت العلبة، ألغي القيادة الآلية، لا تسلم نفسك للآلات.
13/ في كلّ منا عالمين، أحدهما خارجي يشبه تماما تمثيلية أو فيلم من إنتاج أفكارنا نختار فيه الشخوص والأحداث، ونحدد فيه ما يحزننا وما يفرحنا، نضع فيه قيمنا الخاصة ونرتب فيه ما نريد وما لا نريد، نتأثر ونؤثر، نراقبه بكثافة لدرجة أننا نتدخل في كل جزئية فيه كي لا يخرج عن الدراما التي رسمها فكرنا وعقلنا عنه في لحظة ما، عندما تبالغ في تصديق هذه الدراما التي صنعها عقلك وعند محكّات ومواقف شديدة الألم سينهار كل هذا البناء الدرامي مرة واحدة بصفعة صاعقة ومباغتة وستقف عاجزا أمام عالمك الثاني،عالمك الداخلي الحقيقي، حيث الشخوص التي إخترتها في عالمك الأول لا تناسبه أبدا ولا تصوراتك عما يجري في العالم الأول تناسبه، ستصعق من أنك كنت تعيش سعادة واهمة وهزيلة وأحزان ليس محزنة أصلا، لقد كنت في عالم عاجز وهمي من صنع أفكارك فقط، بينما حقيقتك ومعنى الحياة كلها في عالمك الداخلي، العالم الذي أهملت حقيقته التي تجسد وجودك السامي لأنك غرقت وإستغرقت في دراما الوهم التي صنعتها وظننت أنها كاملة وحقيقية وصدقتها، ستعرف في لحظة ما أنك كل ما عشته ليس أنت، وكل ما جلبته إليك شخوصا أو مواقفا أو أفراحا وآلاما كلها لا تعنيك أصلا، لكنه كان ضروريا لتميز ما ليس أنت مما هو أنت حقيقةً، ثم يبقى خيارك أمام هذا الذهول أن تختار أن تكون أنت أو تستمر بكل غباء لتكون ما ليس أنت، وتنتظر صفعة أخرى أكثر قسوة ليذكرك (أنت) بأن ما تعيشه هو (ليس أنت) هذا هو خيارك أن تبقى في وعي أرضي أو وعي حقيقي كوني.
14/ الإبتلاء هو ذاك الامتحان العسير الذي يثبت مدى تعلقك و إستعانتك بالله، تلك الشدة التي تكشف طينتك و نوعية سلوكك تجاه الأقدار المرسومة لك من خالقك، عند الإبتلاء، تذكر أن خالقك يحبك، لأنه تعالى إذا أحب عبدا إبتلاه، وأنك في إمتحان و ليس إنتقام، وأنك في درس مرسَل لك من الحكيم العليم ليطلعك على أمور ما كنت لتكتشفها إلا و أنت في قلب أزمة، وأن خالقك ما كان ليبتليك إلا ليهذبك، أو ليطهرك من الذنوب أو ليمنحك أعلى الدرجات.
15/ ‏‎مع مرور الزمن يتخلّى المرء عن محبة الناس، يتوقف عن تبديد العاطفة، ويصبح أكثر حذراً وأشد إنتقائية.
16/ مثلما يستحيل إلتقاط موجات الراديو عبر الأثير من خلال جهاز مٌعطل، كذلك يستحيل إلتقاط طاقة النور الإلهي من خلال جهاز نفسي معطل بالخوف والقلق والكراهية.
17/ إن أنقطعت الأسباب فعليك أن تتعلم مهارة التسليم لتطوف على وجه الواقع وإلا غرقت فيه كمن عاند الماء وشد أعصابه فغرق فيه، فعليك بالتسليم الكامل، حتى تطفو على وجهه لاتعاند ولاتجهد نفسك جهدا يؤدي بك الى التهلكة، فقط سلم وإطمئن وتصالح مع واقعك وموقعك في الحياة.
18/ في العالم من القسوة ما يكفي أن يجعل حياة البشر تبدوا كأنها جحيما لا يطاق.
19/ جرب أن تظل وحيدا لفترة طويلة، ستجد أن البشر بلا أي فائدة، سوى إنهاكك في تفاهات سطحية لمشاكلهم النفسية طوال حياتك.
20/ قد تحطم الحياة شيئا بداخلك، وقد تسرق منك أشياء، وقد تريك أمورا لم تكن تريد أن تراها، وقد تجرك الى مواقف كنت تحاول عدم الإقتراب منها، لذا لا تتذمر فهناك أمور لا يوجد لها تفسير. الحياة ليست شكلا هندسيا تحسب بقلم ومسطرة ومساحات وزوايا ومعادلات ضرب وطرح وقسمة
بل هي أعمق من هذا، فلا تحجم حياتك، فيضيق عليك الكون، ولا توسع أفق أحلامك، فيضيع منك الواقع،كن وسطيا وعش اللحظة بالتفاؤل، والأمل بالله.
21/ من جرب تعب الإنجاز يُدرگ بأن تعب الراحة أشد، ‏ومن أزعجته كثرة الأشغال، يعلم بأن صمت الفراغ مزعج أكثر، ‏أن تستيقظ بلا هدف أو معنى أو رسالة من أثقل المشاعر على النفس، فأوجد لك دورا وقم بواجبك إتجاه الحياة، فلگ مكان في هذا العـالم.
22/ لا تبحث عن الحقيقة بعيدا عنك،كل شيء يتجلى في ذاتك الباطنية، و يتمظهر حولك في كل الإتجاهات.
23/ الرمزيات المقدسة تعبر عن تجليات صور الحقيقة العليا في عالم النفس البشرية، أما مظاهر الطبيعة فهي تعبر عن تمظهر الحقيقة العليا في العالم المادي،وحده الوعي السامي يستطيع إدراك ماهية التجليات التي تجمع بين وحدة النفس البشرية المرتبطة بروح الطبيعة في إتحاد أسمى يجسد الحقيقة العليا.
24/ أقوى جيش ستواجهه في حياتك هو جيش أفكارك، التي تدور في عقلك، فهذا الجيش قادر على تحطيمك، أو نصرتك، فكن قائدا لجيش أفكارك، ولاتكن تابعا لها.
25/ الأخلاق أو المثل هي كينونات إنبثقت من العقل الكلي و هي قادرة علي الخلق مثلها مثل المصدر الذي خرجت منه، تشمل الصفات اللهية أو معاني أسماء الربوبية المقدسة، و هي إنبثاقات كاملة لا تدرك وجود خالقها، لكنها قادرة على عملية الإنبثاق أو الخلق، القيم أو المثل أو الإيونات أو الفضائل أو الأخلاق هي أسمائها الظاهرة، لكنها كيانات كاملة في الملأ الأعلى أو الباليروما، هنا يأتي دور النفس الكلية التي تظهر على الأرض في صور مختلفة، و هي نحن، لتؤكد وجود تلك الأخلاق أو تختبرها، بتعدد الشخصيات يتطور الذكاء و يتمدد الوعي ليصل إلى تجسيد تلك الأخلاق، و منها للوعي الكلي و بالتالي النفس الكلية و العقل الكلي إختاروا الإنسان ليعكس ملامح الأيونات و يكون ميكروكوسميك لماكروكوسميك العظيم، المادة هي ثمرة ذلك التفاعل، لذلك وجودها أساسي في المعادلة، هل هو إختبار أم تجربة أو عهد للوصول؟ حتما سيثبت الإنسان ذلك بقصته و عمل روحه الظاهر في الجسد.
26/ تأويل الغنوص يسلبه روحه, عدم تأويله لا يظهره أبدا كحقيقة، تلك الجملة ببساطة هي سبب إحتجاب مصر القديمة، و كل روحانيات باطنية أصيلة، الخلق، الحق، يطلب سديم دائم, دخان حر يرسم معالم الحقيقة، إذا ظهر ,فهو ليس منه، و لا يعرفه، الحكمة قد تبررت من بنيها، تلك هي الحقيقة التي يهرب منها أشد الفلاسفة و أعتى الباحثين عن الحياة، إنها الرقة التي إذا تجسدت إنفصلت، المعبد ليس مجلس يسكنه الله, بل هو هيكل يذكرنا أنه كان هنا و رحل،
لذلك لا يتم بناء معابد الأديان إلا بعد رحيل الأنبياء, لأنهم حينها يعبدون منهجهم و ليس روح الله الذي بعث الأنبياء.الروح حرة لا تقيدها حجب, إلا إذا كانت فقط عابرة من خلالك، معبدك بداخلك، الغنوص حر من كل تصور، و الحقيقة ستظل رقيقة.
27/ خدعوك فقالوا أن الضربات التي لا تقتلك تجعلك أقوى، دعوني أحدثكم عن الناجين من الضربات القاتلة، هؤلاء اللذين لا يمكنهم أن يحدثوكم عن هذا الوجع الذي يلازمهم بقية حياتهم، الخوف من اﻷيام، الخوف من ضربة جديدة، يمكنهم أن يحدثوكم عن كيف فقدوا الشعور باﻷمان والثقة في اﻵخرين، لا شيء يحزنهم، لا شيء يسعدهم، أصبحوا يعرفون جيدا حقيقة أن لا شيء يدوم، يعيشون وحيدين، مهما كان الزحام حولهم هم يعلمون جيدا أن الجميع سيهرب من حولهم حال تلقيهم ضربة جديدة، الضربات القاتلة تجعلك قويا، لا يعرف أحد شيئا عن اﻷنقاض التي يحملها بداخله.
28/ ليس المطلوب منك عندما تتخلى، أن تتنازل عن حقك في الحياة، عن حقك في السعادة، عن أي حق لك، بل على العكس من ذلك، فالمطلوب منك هو التخلي عن التفريط في حقوقك مادية كانت أم معنوية، التخلي عن الخوف و القلق، التخلي عن كل ما يؤلم روحك، التخلي عن الشريك النرجسي، عن الصديق المستغل، التخلي عن التضحية بنفسك أو حقوقك، التخلي عن كل ما يهدر و يبدد سعادتك، التخلي عن كل ما يهدد سلامك و سكينتك، التخلي عن جلد الذات و تأنيبها، التخلي يجب أن يكون في صالحك، و أي تخلي بخلاف هذا هو خدعة من قوى الظلام و تلاعب في معنى الفضيلة، بعد كل هذه التخليات، لا بد و أن يتجلى واقع يجسد روح الصفاء، و السكينة، و القوة، التي تجلت فيك بتخليك.
29/ عندما تكون رغبتك في النجاح كمثل رغبتك في التنفس عندها ستكون ناجحاً.
30/ ‏في كل مرة تحكم على شخص ما فإنك تكشف عن جزء منك يحتاج إلى الشفاء.
31/ الحياة ليست بحثآ عن الذات، ولكنها رحلة لصنع الذات، يتوجب عنك أن تخلق من نفسك شيئآ يصعب تقليده.
32/ سحق الرغبة يجرد الإنسان من المشاعر الزائفة، ليكتشف ذاته الروحية المجردة عن الملىء،حيث تقبع الفضيلة في عالم منفصل تماما عن الطبيعة البهيمية القائمة على عنصر تحقيق اللذة و إنتفاء الألم.
33/ في النهاية لا تثق في البدايات فأصدق الكلام يقال في اللحظات الأخيرة.
34/ ‏في زِحام الأقنعة وكثرة المتلونين صار الأشخاص الواضحون كنزاً حقيقياً.
35/ في كل بَحث نقوم به في الحياة و نرى أنه يضيف قيمةً معينة لوجودنا، لكن دون أن نفهم مبدأ أن الخارج هو إنعكاس تام للداخل، فلا قيمة له مطلقاً، وحدها الروح تعرف الشغف و الهيام،و أي شئ نقوم به أو نتوق إليه أو نتمسك به، طالما وُجِد خارج اليقين فإذا هو وهم لا محال.
36/ نعشق الصور خوفًا من زوال العشق إن مر بنا و رحل و لم يعد، نعشق الصور و نعشق ذواتنا العاشقة و نظن أنفسنا حكماء عندما نعشق الله في صور قررنا أن الله فيها،من قال أن الله موجود في كل شيء، الله هو كل شيء، و لا وجود حقيقي إلا لله وحده، و نحن موجودون فقط لحظة نكون حاضرين مع الله، لا توقد ناراً و بعدها نار خوفاً أن تنطفىء،
أنت شعلة لا تموت، أنت رمل أبيض على شطآن بيضاء تمتد إلى لا نهاية.
37/ ما بعد الرغبة المُلِحّة إلا النفور، و أي هيام خارج الحضور إلا و بات يوماً كرهاً، و ما من شغفٍ وُلِد في الذات إلا و كان وهماً، و كل هذه المشاعر التي ظاهرياً هي تجلي للحياة و توقاً لها هي في الحقيقة نُسَخ مزيفة لخواص الروح نقدّسها ظنًاً إنها السبيل إلى الحقيقة السرمدية.
38/ ما دام الجميع يفتقر للأسس المنطقية الضرورية للإثبات أي معتقد، لذلك يكون من الأجدر عدم التعلق بإثبات المعتقدات أو نفيها.
39/ أن بيستانثروفوبيا هي حالة نفسية قد تصيبك فتجعلك تتصرف وكأنك تثق بكل الناس ولكنك في الواقع لا تثق بأي أحد وتتعامل بحذر شديد مع الجميع بحيث تصبح الثقة مقدسة لديك ولا تمنحها بسهولة، هذه الحالة تأتي نتيجة تجارب سلبية سابقة أو بسبب أشخاص تغيروا عنك.
40/ أن تستكن روحك داخل جسدك متصلة بقلبك، عندها تكون المراقب والشاهد وعندها ستنكشف الحقيقة في الثوابت و سينقشع الوهم في المتحرك، فكل ما يتحرك ويتغير حولك هو مجرد أوهام وسراب، وبالسكون ستعرف السراب فتكف عندها عن ملاحقته لتجد أن الحياة كلها أصبحت تأتي إليك، الحياة كلها أصبحت أمامك ولك أن تُشكلها كيفما تشاء.
41/ هل تشعر أحيانا وكأنك فقدت شغفك وكأنك إنتكست وعدت مراحل إلى الوراء، لا تبتئس طالما أن النور في قلبك قائما، لا تجزع طالما أنك على يقين في أعماقك أنك على الطريق الصحيح، إذا شعرت أنك تعبت أو أنك عدت بأدراجك إلى الخلف، لا تجزع، فقط إعلم أن الكون ذبذبي متموج فطبيعي أن يكون متأرجحا وليس ثابتا، لا يوجد إرتفاع متواصل إلى القمة في تيار واحد، الإرتفاع والتقدم يحصل بتذبذب وفقا لطبيعة هذا الكون، وهكذا من الطبيعي جدا مثلا أن تجد نفسك تخطو ثلاث خطوات إلى الأمام ثم خطوة أو خطوتين إلى الوراء، حينما تكون في هذه الحالة فقط إسمح لنفسك أن تأخذ إستراحة من كل شيء ثم تنفس بعمق وإسترخي بكل سلاسة وإنسيابية مع الكون فأنت جزء منه فلا تقاومه، ثم إنطلق إلى الأمام مرة أخرى وأركب أمواجك، أفهم ذاتك وتقبل نفسك بكل حب دائما وفي كل حالاتك.
42/ الباعوض يبحث عن دمك من محل إشباع رغبة لأن هذه هي فطرته، رغم أن الإنسان مخلوق ذا عقل و وعي إلا أن هناك من يتصرف معك كالباعوض قد يحط على الجلد لكنه يبحث عن دمك فقط، وبعدما يمتص ما يريد يرحل ويتركك تحك مكان اللسعة.
43/ أثناء مُراقبتك لما يحدث من حولك، سترىٰ وستفهم وستدرك من زاويتك أنتَِ، وقبل أن تحكم, عليك أن تعلَم بأن هناك زوايا أخرى, يرى ويعمل من خلالها الآخرون، هنا علي أن تُفعِّل لديكَ خُلُق التغافل وأن تعود وتركِّز على نفسك فقط،
44/ أتعلمون ما هو الأمر المقيت في أوجاعكم؟ إن الأذى لا يأتي من الغرباء في وسط المجهول وقت الضعف، بل يأتي من أقرب الأشخاص الموثوق بهم في أسعد أيامكم و بداية صمودكم ليطيح بكم أرضاً مراراً و تكراراً كأن ذلك الأذى وحش يتربص بك حتى يظهر جانبك المشرق فينقض عليه و يهدم كل شيء.
45/ لكنني أستطيع رؤية جراحك المميتة تحت درعك الذهبي، أشعر بروحك قد أنهكت و أوشكت على الرحيل، إعلم يا صديقي أن البدايات الجديدة ليست بالشيء الهين و لكن كلانا نعلم أن الطريق الذي قطعته حتى الآن قد سلب قوتك و قتل كل ماهو جيد بداخلك.
46/ أؤمن أحيانا أن بعض البشر لا يتحدثون من أفواههم بل يتغوطون.
47/ أخبرني أحدهم أن الجميع أوغاد ما لم يثبتوا عكس ذلك
48/ إحذر من إقترابك للقاع في كل مرة تدفع بأحدهم إلى أعلى و تذكر دائماً، أنت لا يمكنك إنقاذ الجميع.
49/ فلتركض يا صغيري مبتعداً، ألقي بما يثقل كاهلك في طيّ النسيان و إكره الجميع كما تشاء، لكن في النهاية ستتذكر كل ما يؤلمك بأغنية قديمة، برائحة ما في مكان يعج بالذكريات أو بحلم قَاسٍ يوقظك باكياً كأن كل الأسوار التي بنيتها تحطمت فوق رأسك، شئت أم أبيت كل ما حدث لك كان سبباً لكونك ما أنت عليه اليوم و لا أحد يا صغيري يستطيع أن يهرب من نفسه.
50/ يقولون بأن الظلام يظل رفيقك الوحيد إلى الأبد، فإن إنتهى الليل تلاحقك الظلال،و إن تلاشت الظلال،فإن الظلام بداخلك باقٍ.

___بقلم الماستر الأكبر سعيد اتريس___

__7 يوليو 2021__








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بمشاركة بلينكن..محادثات عربية -غربية حول غزة في الرياض


.. لبنان - إسرائيل: تصعيد بلا حدود؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أوروبا: لماذا ينزل ماكرون إلى الحلبة من جديد؟ • فرانس 24 / F


.. شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف




.. البحر الأحمر يشتعل مجدداً.. فهل يضرب الحوثيون قاعدة أميركا ف