الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في شوق الرفيق المغاربي عزيز محب إلى رفيقه المناضل الراحل شوقي لطفي .. فِكْرَاً وَحُبَّاً وَوَفاءْ  

غازي الصوراني
مفكر وباحث فلسطيني

2021 / 7 / 8
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


في كتابه "شوقي لطفي.. مسار الحركات الاجتماعية الشعبية" الصادر في فبراير 2021 عن منشورات التحرر الديمقراطي، يجسد الرفيق عزيز أجمل معاني الحب والوفاء الرفاقي عبر اهداء الكتاب لرفيقه الراحل شوقي ، واسمه الحقيقي لطفي الشنجلي (1967 – 2020) مخاطباً روحه بهذه الكلمات التي أودع فيها عزيز قطعة من روحه، فيقول :"إلى لطفي الإنسان المتواضع إلى أمين المناضل في الخفاء، إلى شوقي المثقف الثوري الذي لم يتنازل، فكرا وممارسة، عن التزامه النضالي كمثقف ثوري حر، عهداً لك على مواصلة العمل لاستكمال مسارات المشروع بنفس القدر من التواضع ونكران الذات والالتزام النضالي والنزاهة الفكرية والصرامة النقدية".
تخليداً لذكراه  ، يستعرض الرفيق عزيز محب تجربة صديقه رفيقه الراحل المناضل المفكر لطفي الشنجلي في إطار تناوله الحديث عن حركة 20 فبراير ومسيرة النضال الوطني الثوري في خضم الصراع الطبقي للخلاص من النظام الملكي المخزني في المغرب.
ففي تقديمه للكتاب يقول الرفيق عزيز: "ولد شوقي لطفي سنة 1967 بالمغرب وترعرع كمناضل في أحضان اليسار الثوري بفرنسا، لكن ولادته كمفكر كانت سنة 2011 مع انطلاق الموجة الأولى من السيرورة الثورية بالعالم العربي والمغاربي. فمن مدرجات ميادينها وساحاتها، استقى أفكاره، وفي مواجهة دعاة أطروحة "الاستثناء المغربي" بلور أطروحته البديلة: "المغرب يبحث عن ثورة ". وفي طليعة الباحثين، سلك شوقي لطفي طريق "التحدي"[1].
كانت حركة 20 فبراير والحركات الثورية التي أفرزتها السيرورة الثورية بالمنطقة العربية والمغاربية، بالنسبة لشوقي لطفي، هي ذلك "الحدث التاريخي" التي "طال انتظاره" لامتحان أفكاره وتصوراته حول العديد من قضايا الصراع الطبقي خلال هذه المرحلة. ومن بين أهم القضايا التي امتحنها الرفيق شوقي على ضوء هذا الحدث التاريخي: مسالة الحركات الاجتماعية الشعبية ومكانتها في مسلسل الصراع الطبقي بشكل عام ودورها السياسي في الثورات الشعبية بشكل خاص.
وخلافا لغيره من المثقفين والسياسيين، لم يكن شوقي لطفي ينظر إلى "الحركات الاجتماعية" و"المبادرات الشعبية" كمجرد "حركات فئوية وقطاعية" أو انفجارات عابرة ، بل هي تعكس بالنسبة إليه، مؤشرا على انطلاق "طور جديد" في مسلسل الصراع الطبقي مختلفا، شكلا ومضمونا عن طوره في المرحلة الماضية.
في تقييمه لتجربة حركة 20 فبراير يقول الرفيق عزيز: "إذا كانت حركة 20 فبراير قد فشلت في التحول إلى حركة سياسية شعبية مستقلة، فهي قد نجحت بالنسبة لشوقي لطفي، في كونها شكلت "حركة تأسيسية" لتلك الحركة السياسية الشعبية المنشودة والتي ستنبثق من المعارك الاجتماعية والكفاحات الشعبية الراهنة والمستقبلية.
ويعتبر كتابه الأخير "تحديات مغربية. حركات اجتماعية ضد الرأسمالية المفترسة" الذي صدر قبيل وفاته بأيام بمثابة "دليل سياسي" و "مرشد عملي" لنشطاء الحركات الاجتماعية والحراكات الشعبية تحضيرا للانخراط الفاعل في بناء هذه الحركة السياسية الشعبية للتخلص بشكل نهائي من الدكتاتورية وجهازها القمعي والتحرر من سياساتها الاجتماعية اللاشعبية.
هنا، يؤكد الرفيق عزيز محب على ضرورة إعادة التفكير في مضمون الثورة الديمقراطية الطبقي الماركسي ورهاناتها وقواها المحركة من أجل (إعادة) تحديد محاور بناء قطب اجتماعي للأغلبية الشعبية وهيمنة سياسية مضادة، ويرى أن تيارات اليسار المناضل، الإصلاحية والثورية على السواء، لا زالت مشدودة إلى تجارب تاريخية وإيديولوجية لم تعد كافية لفهم هذه التحديات المعقدة واستيعاب التحولات الجارية على مستوى الشروط العامة للنضال والتسييس، وكأن موجات التجذر الراهنة والقادمة ستلتقي بشكل طبيعي مع مرجعيات وتقاليد يسار ولد خلال موجة تاريخية أخرى.
بناءً على ما تقدم، يتحدى الرفيق عزيز شعار المرحلة مؤكداً على ضرورة " رفض الشعارات والمطالب التي من شانها احتواء النضالات الشعبية وتوجيهها نحو أهداف سياسية دستورية (دستور ديمقراطي أو ملكية برلمانية)" لإنها -كما يقول بحق "لا تترجم في هذه المرحلة، ضرورة إسقاط المخزن ووضع حد للنهب والقمع، ولا تعكس حاجة الجماهير الشعبية إلى تلبية مطالبها الاجتماعية الحيوية، علاوة على كونها تساهم في تقسيم الحركة الاحتجاجية حول طبيعة "الحلول السياسية".
ويوضح الرفيق عزيز محب هدفه من هذا الرفض، هو "الحيلولة دون احتواء الحركات الاحتجاجية الشعبية عبر توجيه ديناميتها السياسية نحو ميادين لا تتمتع فيها الجماهير بالقدرة والأدوات للبروز كسلطة تأسيسية مضادة لفرض تغيير دستوري من تحت والتدخل كفاعل سياسي مستقل. كما يعني رفض الفصل بين الحاجة إلى " توزيع عادل للثروات" وضرورة "سلطة شعبية ديمقراطية".
لهذا، كما يضيف الر. عزيز " يجب أن يعكس الشعار المركزي للحركات الاحتجاجية الشعبية، في هذه المرحلة، ضرورة إسقاط المخزن كعائق أمام تلبية الحقوق والحاجيات الاجتماعية".
وبالعودة إلى الرفيق لطفي الشنجلي (شوقي لطفي) يستذكره الرفيق عزيز بقوله: "خلافا لغیره من المثقفین والسیاسیین، لم یكن شوقي لطفي ینظر إلى النضالات الاجتماعیة والمبادرات الشعبیة كانفجارات "عابرة" أو مجرد "حركات فئویة وقطاعیة" تشكلت كرد فعل ضد السیاسات الاجتماعیة اللاشعبیة، بل تعكس بالنسبة إلیه مؤشراًعلى انطلاق "طور جدید" في مسلسل الصراع الطبقي.وهنا بالضبط تتجلى رؤية رفيقي المناضل الماركسي عزيز محب باعتبار الصراع الطبقي هو الوعاء الحقيقي للثورة.
ثم يضيف الرفيق عزيز قائلا :" لقد انطلق شوقي من تحلیل المنطق العام لنظام التراكم الرأسمالي (إنتاج وإعادة إنتاج الرأسمال) لیستنتج أن الحركات الاجتماعیة في المرحلة الراھنة، لیست مجرد "فاعل اجتماعي جدید"،بل تعكس احد أبرز مظاھر انطلاق مسلسل إعادة تشكل جدید للقوى الاجتماعیة الشعبی".
وعلى غرار كبار المفكرین – كما يستطرد الرفيق عزيز – "توج شوقي لطفي رؤیته الفكریة بتقدیم عناصر أطروحة جدیدة حول الأفق السیاسي لتجاوز أزمة الحركة العمالیة التقلیدیة، وكمناضل سیاسي ملتزم بقضایا التغییر الاجتماعي، كان شوقي لطفي قد شرع قبل وفاتھ في تناول مسالة المھام والبرنامج لإعادة بناء حلقات التمفصل السیاسي والبرنامجي بین الیسار الاجتماعي التحرري والیسار الدیمقراطي المناھض للرأسمالیة، ضمن إطار ”حركة سیاسیة شعبیة“ تتجاوز في نفس الآن، ”عفویة“ الحركات الاجتماعیة و“ نخبویة ” النموذج الحزبي التقلیدي ".
لم يكن الرفيق المفكر الراحل شوقي لطفي يأمل في تكيف الحركة مع تصوره العام، بل كان شديد الحرص على تدقيق واغناء "تصوره العام " على ضوء المعطيات الملموسة لتجربة الحركة وعلاقتها بواقع الصراعات الاجتماعية والسياسية. ونستطيع القول ودون مبالغة أن الكثير من الاستنتاجات (النقدية) التي استخلصها شوقي من دراسته وتقييمه لحركة 20 فبراير، تشكل عناصر تأسيسية لرؤية سياسية مستقبلية حول "الحركات السياسية الشعبية" و دورها في مسلسل التغيير الاجتماعي والسياسي، ما بعد مرحلة توقف حركة 20 فبراير، وما تفرضه من دروس وتحديات.
يقول الرفيق عزيز محب : "بعد توقف حركة 20 فبراير انصب اهتمام شوقي لطفي حول دراسة عوامل محدودية هذه الحركة والتقييم النقدي لتجربتها، لكن ليس من منظور النقد كهدف في حد ذاته، بل بهدف الوقوف على نقط القوة والضعف في هذه التجربة تحضيرا للموجة القادمة، التي ضل حتى آخر الأيام في حياته يتوقع انطلاقها.
لقد أدرك شوقي لطفي أكثر من غيره، أن حركة 20 فبراير هي "حركة سياسية من نوع جديد"، "حركة بدون قائد أو زعيم” حسب تعبيره.
فهي "لا تعترف بالتاريخ السياسي كمعيار لفرز قيادتها". كما ربط شوقي لطفي أفق تحولها من حركة احتجاجية إلى "حركة سياسية شعبية"، بقدرتها على تجاوز التنظيمات التقليدية، السياسية والاجتماعية، ونجاحها في فرز "قيادة ذاتية" من صلب الحركة، وقدرتها على التنظيم الذاتي لجماهير وقطاعات شعبية واسعة ، وهي شروط، لا يمليها توجه إيديولوجي أوخط سياسي على الحركة، بل يمليها الشرط التاريخي الذي برزت فيه.وإذا كان النظام  المخزني قد نجح في تدجين المعارضة وارشائها من خلال مؤسسات الواجهة الديمقراطية واليات الحوار الاجتماعي، فانه كان يدرك أكثر من معارضيه، استحالة القضاء على الاحتجاجات الشعبية واحتواء النضالات الاجتماعية، وهذا ما جعله يبقي على إستراتيجيته الدائمة القائمة على القمع الانتقائي والموجه لإجهاض كل محاولات إعادة تشكل قوة اجتماعية وسياسية متجدرة شعبيا وقادرة على تجميع النضالات وتوحيدها حول نفس الأهداف ونفس الأفق السياسي .
وبما أن مطالب الأغلبية الشعبية تتناقض مع منطق الرأسمالية التابعة القائمة على النهب والاستغلال الفاحش، فان النظام يدرك عجزه على تلبية المطالب الشعبية والأهم من ذلك إدراكه عجز النقابات والأحزاب "الإصلاحية" على احتواء النضالات والالتفاف على الحركات الاجتماعية الشعبية التي تتشكل على قاعدة هذه المطالب.
إن الهدف الرئيسي للحملات القمعية هو إجهاض تشكل مسلسل نضالي شعبي على قاعدة المطالب وباستقلال عن أحزاب ونقابات الواجهة الديمقراطية.
إن القمع الذي نحن بمواجهته – كما يقول الرفيق عزيز – "ليس مجرد "مقاربة أمنية" أو "انتهاك" لحقوق الإنسان، بل هو عنف سياسي تمارسه طبقة سائدة ، مصالحها المادية والسياسية مرتبطة بنظام اقتصادي تتوسع تفاوتاته الطبقية استمرار، وهو عنف مرتبط عضويا بالسياسة العامة لمراكمة الثروة وإعادة إنتاج السيطرة الطبقية. لهذه الأسباب تزداد حدة العنف والقمع كلما اتخذت النضالات شكلا يهدد بإرباك شكل التراكم والسيطرة (احتلال الشارع والإدارات العمومية وقطع الطرق وشل المقاولات والمواصلات(".
أما بالنسبة لحكومة الإسلام السياسي الإخوانية،يضيف الرفيق عزيز بقوله: "لم تمنح حكومة حزب العدالة والتنمية أي نفس جديد للواجهة الديمقراطية. فدعم وقيادة هذا الأخير للسياسات اللاشعبية ومحاولة إضفاء الشرعية على الحملات القمعية، علاوة على خطابه السياسي الإيديولوجي الرجعي، جعله عاجزا عن تدبير آليات "الحوار الاجتماعي" لفرض سلم اجتماعي. كما لم يعد بإمكان القصر الملكي إخفاء مسؤوليته المباشرة عن الفساد والنهب ورعاية أقلية مافوية تتحكم في الموارد المالية والاقتصادية ، كما أنهت هذه التجربة، رغما عنها،كل الأوهام التي رافقت "العهد الجديد" (الانتقال الديمقراطي، المفهوم الجديد للسلطة، التنمية الاجتماعية....( وأسقطت عن الملك قناع "ملك الفقراء"، لتكشف عن مدى حب الملك للثروة وتشبثه بالسلطة، حتى لو كان ثمن ذلك تجويع الفقراء وقمع الاحتجاجات وتكبيل الحريات ورعاية اشد القوى رجعية وفسادا في المجتمع".
في كتابه هذا، يستعرض الرفيق عزيز محب حالة التراجع التي أصابت الحالة الثورية العربية في تونس ومصر وسوريا والسودان والجزائر ، فيقول: " لقد كشفت السيرورة الأخيرة في السودان والجزائر، بغض النظر عن مآلاتها الأخيرة، على أن موجة الثورة المضادة التي اجتاحت المنطقة منذ 2013 لم تضع حدا لحالة عدم الاستقرار الاجتماعي والسياسي. وأن السيرورة الثورية التي انطلقت سنة 2011 هي سيرورة طويلة المدى، بغض النظر عن حالات المد والجزر التي تتخللها. فالأنظمة التي نجحت، ظرفيا، في احتواء الموجة الأولى، ليست بمناى عن تجدد الانتفاضات الاجتماعية، مادامت أسبابها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لا زالت عميقة. ولا يخرج الوضع العام في المغرب عن هذا الإطار، مهما كانت خصوصياته.
لكن الدينامية الاجتماعية الراهنة تشكل تحديا بالنسبة للقوى التي تتبنى مشروعا تحرريا. فالمسالة الاجتماعية التي تؤسس، عبر مختف أبعادها، لتناقض سياسي، غير قابلة للاستيعاب من خلال تحليل طبقي مختزل في تحليل علاقات الاستغلال ، فهي تفرض رؤية شاملة تستحضر حركة إعادة إنتاج الرأسمال ككل، على صعيد المجتمع وفي تقاطعها مع مختلف أشكال الاضطهاد التاريخية، سواء تعلق الأمر باضطهاد الفلاحين والنساء والجماعات الامازيغية أو تعلق بالمسالة الايكولوجية بمعناها العام. فالحركة الشاملة لإعادة إنتاج الرأسمال، تساهم بدورها في إعادة تشكيل فضاءات النضال والاحتجاج الممكنة. وهو ما يطرح السؤال، هنا أيضا، حول فعالية استراتيجيات النضال الديمقراطي التقليدية.
بشكل عام -كما يضيف بحق الرفيق عزيز- "تفرض هذه التحولات الاجتماعية في مجموعها، تحليلا أكثر عمقا للتناقضات الاجتماعية والقوى التي لها مصلحة موضوعية في التغيير الجذري. هنا ، يتعلق الأمر بإعادة التفكير من جديد في مضمون الثورة الديمقراطية ورهاناتها وقواها المحركة من أجل (إعادة) تحديد محاور بناء قطب اجتماعي للأغلبية وهيمنة سياسية شعبية. كل هذه الأبعاد لها علاقة مباشرة بطبيعة البديل السياسي و علاقاته بالحركات الاجتماعية. وسواء على هذا المستوى أو غيره، لا زالت تيارات اليسار المناضل، الإصلاحية والثورية على السواء، مشدودة إلى تجارب تاريخية وإيديولوجية لم تعد كافية لفهم هذه التحديات المعقدة واستيعاب التحولات الجارية على مستوى الشروط العامة للنضال والتسييس.
إن الدينامية الاجتماعية الحالية تسائل أساسا المنظورات الكلاسيكية للسياسة كمجرد بنية فوقية وميدان خاص بالتنظيمات والأحزاب، وهو ما يستلزم إعادة النظر في تصورات سادت لمدة طويلة، لكن بدل مساعدة اليسار على الخروج من عزلته، ساهمت، باستقلال عن العوامل الموضوعية، في تهميشه وتعزيز الميولات داخله نحو المأسسة في فترة عادت فيها المسالة الاجتماعية، التي يرتبط بها عضويا، لتحتل الميدان السياسي من جديد.
أخيراً يقول الرفيق عزيز: "لا يزعم هذا الكتاب بأي حال من الأحوال الإحاطة بكل القضايا أو بلورة أجوبة مكتملة ، لكن من بين أهم أهدافه تناول الدينامية الاجتماعية والسياسية الخاصة بالحركات الاجتماعية بارتباطها مع تحليل عام للرأسمالية المحلية وللنظام السياسي، تناقضاتهما وأزماتهما، الى جانب هدف مكافحة أطروحة "الاستثناء التاريخي" والمقاربات التي تنظر لاستحالة تجاوز النظام الحالي.
كما يستهدف الكتاب، الوقوف على نواقص اليسار المناضل ونقاط ضعفه، ومن خلال ذلك فتح نقاش بات ضروريا. وإذا ساهم هذا الكتاب، وان بشكل متواضع، في تشجيع القناعة بضرورة البلورة والتفكير والعمل بشكل جماعي، فانه يكون قد حقق هدفه.
ختاما، هو كتاب يهديه الرفيق العزيز عزيز محب "إلى هؤلاء المجهولين الذين أصبحوا مناضلين عضويين للحركات الاجتماعية، في الريف وجرادة وايميضر وتنسيقيات المكرهين على التعاقد ومختلف أشكال المقاومة،كبيرة أو صغيرة، في هذا المغرب الناهض من جديد. إلى كل هؤلاء الذين لم يتنازلوا، سواء في الشارع أو خلف القضبان، عن كرامتهم كرجال ونساء أحرار. ما مفاكينش "
أخيراً ، لا أملك سوى تسجيل أصدق مشاعر الفخر والاعتزاز بالدور النضالي – السياسي والمعرفي- لرفيقي العزيز عزيز محب ، مؤكداً على أهمية تفاعل نضالنا السياسي والمجتمعي الطبقي الماركسي من أجل توعية جماهير شعوبنا وتحريضها وتنظيمها لمواصلة النضال من أجل تحقيق أهدافها في مشرق ومغرب الوطن العربي في تحقيق الثورة الوطنية الديمقراطية بآفاقها الاشتراكية.


[1] في نهاية حياته قاوم الرفيق لطفي الشنجلي بتفاؤل وحزم " وكأنه على موعد مع  المرض والدكتاتورية حتى النهاية ،وتوفي يوم 20 نوفمبر 2020 وقد تصادفت وفاته مع صدور كتابه الأخير” تحديات مغربية وحركات اجتماعية في مواجهة الرأسمالية المفترسة"، وعلى غرار"كل المجهولين”، وقع شوقي لطفي خاتمة مقدمة كتابه ونهاية حياته بإهداء إلى كل هؤلاء الذين لم يتنازلوا، سواء في الشارع أو خلف القضبان، عن كرامتهم كرجال ونساء أحرار. ما مفاكينش "، بدأ نشاطه السياسي في صفوف الشبيبه الشيوعية الثورية بفرنسا، وبعد عودته إلى المغرب منتصف 1990 إلتحق بالتيار الماركسي الثوري، وساهم في تأسيس "مجموعة التضامن من أجل بديل اشتراكي"، وساهم بدور رئيسي في تأسيس المنتدى الاجتماعي المغربي. استقر بعد سنة 2002 بفرنسا، وساهم في تأسيس "حزب مناهضة الرأسمالية" وعمل بنشاط في تأسيس مبادرة "ندوة اليسار المتوسطى" ، وخلال الموجة الثورية التي عرفها العالم العربي عام 2011 ساهم في تأسيس حركة 20 فبراير بفرنسا وأوروبا وساهم أيضاً في تأسيس موقع "البديل الثوري" وموقع "تحرريات"، له العديد من المقالات والدراسات المنشورة في مجلات ومراكز دراسية دولية، من أهمها:
1- من أجل بديل ثوري في المغرب.  2- المغرب: الثورة قادمة. 3- قطيعة مع المخزن أم مع الرأسمالية 4- دينامية وتناقضات السيرورة الثورية في العالم العربي. 5- الرأسمالية المفترسة.صدر له كتابات: 1- السرفاتي: مسارات سياسية لمناضل ثوري (2011) 2- تحديات مغربية: حركات اجتماعية ضد الرأسمالية المفترسة (2020).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. امتعاض واعتراض وغرامات.. ما رأي الشارع العراقي بنظام المخالف


.. عبد الله حمدوك: لا حل عسكريا للحرب في السودان ويجب توحيد الم




.. إسرائيل أبلغت دول المنطقة بأن استقرارها لن يتعرض للخطر جراء


.. توقعات أميركية.. تل أبيب تسعى لضرب إيران دون التسبب بحرب شا




.. إبراهيم رئيسي: أي استهداف لمصالح إيران سيقابل برد شديد وواسع