الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
هل ستسيطر حركة طالبان على كابل عاصمة أفغانستان , و ماذا بعد ... ؟ ( 3 )
آدم الحسن
2021 / 7 / 8مواضيع وابحاث سياسية
الكثير من المتابعين للشأن الأمريكي و استراتيجياته في الساحة الدولية يرون أن الصين هي ليست فقط المنافس الأول لأمريكا و إنما هي التهديد الحقيقي لهيمنتها العالمية .
في الفترة الأخيرة , تَرنحتْ السياسة الأمريكية بين سياسة ادارة بايدن الحالية التي ترى أن قوة امريكا هي في تقوية اواصر علاقة امريكا بحلفائها في الناتو حتى لو تطلب ذلك شيء من التضحية الأمريكية على الصعيد الاقتصادي و التجاري لصالح حلفائها و إخضاع بعض القرارات الأمريكية للتدقيق و المصادقة عليها من قبل شركاء امريكا في الناتو .... و بين توجه الرئيس الأمريكي السابق ترامب الذي عمل على جعل محددات العلاقة الأمريكية مع دول العالم هي مصلحة امريكا أولا , اذ لا فرق لدى ترامب بين حليف و غير حليف عند تعلق الأمر بالمصالح الاقتصادية و التجارية الأمريكية الوطنية .
الإدارتان , إدارة ترامب و ادارة بايدن اقرتا ضرورة انسحاب أمريكا من المستنقع الأفغاني فمثل هذه القرارات الحاسمة لا تقرها الإدارة الفوقية لأمريكا بل تقرها الدولة العميقة فيها , و هنا لا نتحدث عن نظرية مؤامرة , فمن بين أهم اركان الدولة العميقة في أمريكا هي المؤسسة العسكرية و وكالات الأمن و الاستخبارات و المخابرات الأمريكية .
ما تريده و تخطط له أمريكا في هذه المرحلة هي أن تكون في الخطوط الخلفية لتحريك الحركات الجهادية بطريقة تخدم مصالحها و لجعل روسيا و الصين في مقدمة المواجهة مع الجماعات المسلحة الإسلاموية في الشرق الأوسط و امتداد الى أواسط اسيا , و هذا ما يفسر النشاط المشوش للأعلام الأمريكي حول قضية الإيكور في الصين حتى بانت امريكا و معها البعض من حلفائها كأنهم مدافعين عن حقوق المسلمين الأيكور , رغم هشاشة هذا موضوع ....!
كل المؤشرات حول الأزمة الأفغانية تؤكد أن أمريكا ستفشل في توريط روسيا أو الصين في أي شكل من اشكال النزاع المسلح في أفغانستان , اذ ما سيحصل هو قيام روسيا و الصين بعملية احتواء كبيرة لحركة طلبان و معها الأزمة الأفغانية و الاعتراف بحركة طالبان باعتبارها أحد القوى الوطنية الأفغانية و سيدعمان المصالحة الوطنية للقوى الأفغانية المتصارعة و يؤيدون مسعى حركة طلبان برفض أي وجود عسكري أجنبي داخل أفغانستان حتى لو كان هذا الوجود من دول جوار افغانستان أو من دول إقليمية مسلمة كتركيا مثلا و بذلك ستتمكن روسيا و الصين من رعاية دور إيراني باكستاني مشترك لإخراج افغانستان من دوامة العنف الدموي المستمر لأكثر من اربعين سنة .
و بذلك ستتمكن روسيا و الصين و وفق خطة مدروسة بعناية من قلب الطاولة في وجه صانعي الاستراتيجية الأمريكية و إجبارهم على التخلي عن سياسة خلق الأزمات في العالم .
من أهم الأمور الواجب دراستها و متابعة تطوراتها في الملف الأفغاني ما يلي :
اولا : أن حركة طلبان كأي حركة لها نهج و برنامج أيديولوجي فيها جناح متطرف و جناح معتدل , أو كما يطلق عليهم احيانا بالصقور و الحمائم , الخلاف بين الجناح المتشدد و الجناح المعتدل مجمد حاليا لعدم وجود تحدي خارجي كبير يؤجج الخلاف بينهما .
ثانيا : هنالك وجود لتنظيم القاعدة فرع أفغانستان لكن هذا الوجود مغمور و هو مساند حاليا بشكل شبه كامل لحركة طالبان .
ثالثا : يمارس تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي في أفغانستان الآن تكتيك مرن من خلال ممارسة نشاطه المسلح تحت غطاء طالباني , لكن أيديولوجية هذا التنظيم لا تسمح له بالاستمرار في هذا النهج لأن ذلك يتعارض مع نهجه العقائدي الإسلاموي المتشدد الذي يعتبر العالم كله ساحة جهادية واحدة و لا يجوز , حسب أيديولوجيته , التوقف في الجهاد عند حدود جزء من أفغانستان أو عند الحدود الأفغانية و إن على كل المجاهدين و من ضمنهم مجاهدي طلبان مبايعة خليفة المسلمين الذي يسيرون على نهجه و أن يقسموا على السمع و الطاعة له و إلا سيتم تكفيرهم و قتالهم لا محال .
لذا يمكن القول أن في الساحة الأفغانية خليط من المجاهدين : الجناح المتطرف من طالبان و الجناح المعتدل من هذه الحركة و تنظيم القاعدة فرع افغانستان بالإضافة الى تنظيم الدولة الإسلامية .
و عند توقف زحف طالبان للسيطرة على كل الأرض الأفغانية و اهمها العاصمة كابول أو الدخول في أي عملية سياسية مهما كان شكلها سيتفجر الصراع الدموي بين كل هذه الخلطة المعقدة من المجاهدين و ستدخل افغانستان في دوامة دموية جديدة و حولها طوق من سياسة الاحتواء الذي ستشارك فيه كل دول الجوار الأفغاني مدعومة من الصين و روسيا .... و معهم ربما دول أخرى و سينتظر الجميع انجلاء غبار المعركة الطاحنة بين المجاهدين لمعرفة من بقى في الساحة الأفغانية لكي يتم التعامل معه بخطة جديدة .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فيتو روسي ينهي النظام الأممي لمراقبة العقوبات على كوريا الشم
.. وضع -كارثي ومرعب- في هايتي مع تواصل تدفق الأسلحة إلى البلاد
.. المرصد: 42 قتيلا بقصف إسرائيلي على حلب بينهم عناصر من حزب ال
.. -بوليتيكو-: محادثات أميركية لإنشاء قوة حفظ سلام في غزة | #ال
.. العدل الدولية: على إسرائيل زيادة عدد نقاط العبور البرية لغزة