الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اشتراكية السوق

مصعب قاسم عزاوي
طبيب و كاتب

(Mousab Kassem Azzawi)

2021 / 7 / 9
مقابلات و حوارات


حوار أجراه فريق دار الأكاديمية للطباعة والنشر والتوزيع في لندن مع مصعب قاسم عزاوي.

فريق دار الأكاديمية: كيف تنظر إلى الفرق بين نهج الاقتصاد الياباني وذلك القائم في الصين راهناً بعد تبنيها لمبدأ «اشتراكية السوق»؟

مصعب قاسم عزاوي: من الناحية المنهجية لا بد من النظر إلى مصطلح «اشتراكية السوق» بريبة تنطلق أساساً من تكوينه التلفيقي معرفياً. حيث أن نظام اقتصاد السوق يقوم من الناحية النظرية على نموذج مجتمع دارويني فيه البقاء للأصلح والأكثر فتكاً وقدرة على اجتراح حصة أكبر من الإنتاج في المجتمع، والتي ليس من سبيل سوى ذلك للحصول على أي جزء منها. والاشتراكية على المقلب الآخر نموذج فكري اجتماعي يقوم على مبدأ التعاضد بين الأفراد المتشاركين في المجتمع واتفاقهم على كفالة ورعاية الفئات الضعيفة أو المستضعفة فيها، وحمايتها من عسف الحياة وشرورها. وبشكل مبسط كما أن خلط الماء والزيت لا يستقيم فإن خلط منهجين متفارقين في أهدافهما وسبلهما الموضوعية والتطبيقية كما هو الحال في منظومتي اقتصاد السوق، والمجتمع الاشتراكي بحسب منظريهما أنفسهم والمنافحين عنهما لا يستوي أيضاً من الناحية المنهجية بالحد الأدنى، وإن كان لوي عنق المعرفة وتحويل الأبيض أسوداً والشمس مشرقة من الغرب حرفة السياسيين المتحذلقين في تبرير انزياحهم عن دورهم في خدمة من يمثلونهم من الناحية النظرية إلى موقع جلاديهم ومستبديهم وطغاتهم تحت أي يافطة رنانة مثل «اشتراكية السوق» أو ما كان على شاكلتها.
ومن الناحية العيانية المشخصة فإن البنية الجوهرية لرأسمالية الدولة المتغولة على المجتمع عمقاً وسطحاً سارية في الصين راهناً كما هو الحال في اليابان مع اختلاف الأهداف الموضوعية المرحلية في كلتا الحالتين. ففي الحالة الصينية فإن المجتمع ككل هو عبارة عن ورشة عمل كبيرة لتجميع نتاج «مجتمعات الأغنياء الأقوياء»، دون الإمساك بتلابيب الصناعات الجوهرية ذات التقنية العالية، من قبيل «المعالجات الحاسوبية» و«صناعات أنصاف النواقل» التي يتم تصنيعها في المجتمعات الصناعية المتقدمة في اليابان و الولايات المتحدة و بعض الدول الأوربية، ومن ثم يتم توريدها إلى الصين ليتم تجميعها هناك مع بعض ما أنتجه الصينيون في نتاجات «اللمسة الأخيرة» وفنون «التغليف والتعليب»، لإعادة توريدها إلى المجتمعات الصناعية نفسها، مع تحمل المجتمع والشعب الصيني فواتير التلوث البيئي الناجم عن تلك الصناعات، وهول القبضة الحديدية لرأسمالية الدولة التنينية في الصين الممسوسة «بواجبها المقدس» في الحفاظ على أجور العمالة التصنيعية المنخفضة إلى درجة شبه صفرية، مقارنة بما يتقاضاه العمال في المجتمعات الصناعية المتقدمة في الغرب أو في اليابان نفسها، وضمان عدم التحقق الفعلي لأي من حقوق الطبقة العاملة التي ينادي بها أباطرة «الاستبداد البيروقراطي والأمني» على الطريقة الصينية تلاميذ المدرسة «الماوية وثورتها الثقافية لغسيل الأدمغة»، والتي ليس فيها سوى فيض من الشعارات الطنانة «عن اشتراكية خلبية قائمة بالفعل»، وأكداس هائلة من السجون والمذابح على طريقة «مجزرة ساحة تيانامين في العام 1989»، وغيرها من الذي لم نسمع به لعلة في نفس «يعقوب»، و استنساخاته المتغلغلة في نسيج الفئات المهيمنة على مصادر السلطة و الثروة و الإعلام على المستوى الكوني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احمد النشيط يصرح عن ا?ول راتب حصل عليه ????


.. تطور لافت.. الجيش الأوكراني يعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسي




.. أهم ردود الفعل الدولية حول -الرد الإسرائيلي- على الهجوم الإي


.. -حسبنا الله في كل من خذلنا-.. نازح فلسطين يقول إن الاحتلال ت




.. بالخريطة التفاعلية.. كل ما تريد معرفته عن قصف أصفهان وما حدث