الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مُزحَةُ دِلدِل

علي الجنابي
كاتب

(Ali . El-ganabi)

2021 / 7 / 9
كتابات ساخرة


(صفحة من كتاب ” صديقَتي النَّملة “)..

-آسرني حَديثُكَ يا سيدي عن “غَبَشِ الغُرورِ وجَهلِهِ” ومَآخِذِه.

– أكنتِ بهِ مُتَلَذِّذةً ولغيرِهِ نابِذة؟

– نعم, سحرني رَصُّ النصِّ وبصهلِ حرفهِ مُستَنفِذَة، وليس لغَبَشِ الغرورِ وجهلِ صَرفهِ مُستَحوَذة.

– أعلمُ أنّكِ تَمقتينَ الغرورَ يا دلدلُ فلا داعيَ لمُلاوَذَة؟

– وَدَدتُ أن أمزحَ معكَ سيدي فلا مُؤاخَذَة.

– لكِ ذلكَ ياصَديقتي النملةُ، يالِواذَ الأساتِذة.

– هل تُحِبُّ الأزهارَ بأفنانِها؟

– نعم يا دلدلُ, ومن ذا الذي لا يحبُّها و يُحِبُّ تقسيمَ ألوانِها, ويعشقُ تسنيمَ عطرَها، و تجسيمَ أكوانِها؟

– إذاً فماليَ أراكَ قد غَلَوتَ في زراعةِ نبتةِ “الصّبارِ” في حديقتنا هاهُنا، وسَلَوتَ بِأشواكها وشنآنِها؟

– أو أزعَجَتكِ أفنانها؟

– كلا, لكنهُ فضولٌ، فأغلبُ النّاسِ ينفرونَ من كيانِها؟

– إنّ لنبتةِ الصّبارِ عندي منزلةٌ غلَبَت كلَّ شَجَرٍ وثمرٍ في رِهانِها, وسأنبؤكِ عنها قريباً، في ساعةٍ سيحينُ بإذنِ ربِّ النّملِ آذانها.

– ستَنسانا وتنسى اللقاءاتِ وأوانِها، دعنا يا سيدي نُحددُ ميقاتٍ لزمانِها والضِّفَّة؟

– لكَ ذلِكَ, غداً بعد الفجرِ, في لحظاتِ نقاءِ النَّفسِ والعِفَّة؟

– نعم, وهذه المرّةُ سأُحضِرُ بعضَ أهلِ قريتي مُنصتينَ ولن يَنبُسوا بِبنتِ شِفَّة؟

– لاضير، ومن سُروري أن تَحضرَ القبيلةَ أجمع – إن شئتِ – في موكبٍ زَفَّة, ومُتَيقِنٌ بأنّهم لن يَنبُسوا ببنتِ شفَّةٍ, لأنّهم لايَملكونَها, ولذلك فأنتم لاتَعرَفونَ تَبَرطمَ ولا تَّفَّ. أيُجيدُ النّملُ يادلدلَ التَّفَّ؟ آخ…

أظنُّ أنَّهُ ما كانَ لي أن أمزحَ بثُقلِ دمٍّ حَسِبتُهُ خِفَّة، وكانَ ليَ ألّا أنقرَ على الدَّفَّ؟

-بل لكَ ذاكَ ليَتَوَازَنَ الميزانُ في الكَفّة، فواحدةٌ في كَفَّتي، بواحدةٍ لكِ في الكَفَّة ؟ومزحتُكَ هذهِ بمزحةِ رَصِّ نصِّ الغُرورِ تيكَ في الدّفَّة.
لكَ ياسَيّدي أن تمزحَ , فبيانُكَ كلّهُ رَحرَحُ، ذو شجونٍ تَسرحُ، وماهوَ دَحدَحُ، ذو متونِ تَجرحُ، بل ذو رقَّةٍ وخِفةِ ظِلٍّ لاتقدحُ ، وسواء أكان هزلاً يَمرحُ، أم كانَ فصلاً يَفصحُ.
شكراً على لُطفِ ذرفٍ يَنضحُ لايَفضحُ، وتَرفِ حرفٍ يَمنحُ لايكبحُ، ثُمَّ شكراً أن صيَّرتني أتَأرجحُ في بيانٍ مُرَجَّحِ، فأفرحُ ولا أتبجَّحُ، وأبرحُ ولا أتَلَحلَحُ.

– بل أنتِ مُتَفَضِلةٌ عليَّ بفضفضةٍ من فِضّةٍ إيّاكِ, وماأفضتُ لفَضفَضةٍ في لَمعانِها إلّا في فَلاكِ,
وقد قيلَ لي مرةً: ” كيفَ أنتَ إن بَلَاكَ بَلَاكَ، وآذاكَ أذاكَ، وآساكَ أساكَ، وسَلَاكَ سَلاكَ، وأباكَ أباكَ، وأخاكَ خلاكَ”، فَرَددتُهُ:
” كيفَ أنتَ إذ الإنهاكُ أنهاك، فَأتاكَ فتاكَ : “طَيفُ دِلدِلَ” فغَشَاكَ وماشَكاكَ، وواساكَ وماسَلاكَ، وسَقاكَ وماقَلاكَ “.

موعدُنا الصُّبحُ يادلدلُ، وحسبيَ سِواكِ وسَلواكِ.

– رافقكَ -يا ومضَ الفُؤادِ- سَناكَ ورِضاكَ، رِضىً مابَرِحَ يَتَلَمَّسُ فَلَقَهُ نِداكَ ونَداكَ، ويَتَحَسَّسُ ألَقَهُ فَاكَ ويَداكَ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف أصبحت المأكولات الأرمنيّة جزءًا من ثقافة المطبخ اللبناني


.. بعد فيديو البصق.. شمس الكويتية ممنوعة من الغناء في العراق




.. صباح العربية | بصوته الرائع.. الفنان الفلسطيني معن رباع يبدع


.. الأسود والنمور بيكلموها!! .. عجايب عالم السيرك في مصر




.. فتاة السيرك تروى لحظات الرعـــب أثناء سقوطها و هى تؤدى فقرته