الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسلم سوف لا يتعض او يتنور حتى يكتوي بنارهِ !

نيسان سمو الهوزي

2021 / 7 / 10
كتابات ساخرة


إذا ما نظرنا الى خارطة طريق سير المسلم نجدها رجعية ومتعطشة للعودة للوراء . هذه العودة تسحبها عطشهِ لمذهب لم يشبع او يرتوي منه بعد . في رأس كل مسلم لم يعيش تجربة المذهب الكاملة نقطة سيطرة وقيادة تطالبه بتكملة الدورة المعيشية . هذه النقطة هي الاهم والأكثرحركة وديناميكية في دماغ كل مسلم . هي التي تأمره بالحركة والتوجه والتعلم . هي التي تقوده وبشدة للوراء ( لازم يُكمّل الدورة حتى يأخذالشهادة ) . هي المسيطر الرئيسي في حياة كل مسلم . لهذا نجد بأن المسلم لا يستطيع ان يرى او حتى يُفرق بين الحاضر والماضي . بين التطور والتخلف ، بين التعلم والتجهُل ، بين التحرر والتقيد ، بين العالم والأمي ، بين التكنلوجيا والخرافة الوهمية ، لا يرى ويرغب ان يرى او يتعلم قبل تكملة الدورة المدرسية ، دورة المذهب المنتمي إليه حتى دون ان يعي ماهو المذهب او لماذا انتمى الى هذا او ذاك او ليس الآخر ( المهم الشهادة الجامعية ( من المرجعية طبعاً ) .
لقد اورثوهُ ومنذ البدأ وأحشو دماغه بوجوب الحصول على تلك الشهادة ( دونها لا معنى للحياة ) لهذا نجد المسلم وفي كل العالم ومختلف المناطق لا تحرك ولا هدف له غير التوجه نحو الحصول على تلك الوثيقة . لا يعتبر نفسه انساناً كاملاً دون المرور بذلك الطور . في كل ارجاء ذلك العالم إن سمحت له الفرصة لا يتحرك في أي اتجاه غير العودة للمذهب والتشبع منه . وسبب كل هذا الصراع الدموي بين هذا الجزء وذاك هو قيادة الحكومات لتلك الشعوب ومنعها من تلك العودة ! الاجزاء التي تُسيطر عليها الحكومات بالعنوة تمر في اوقات سبات قد تطول في احيان كثيرة ولكن ما إن خرجت السيطرة من تحت ابطأ الدولة انتقل وانتشر الصراع نحو العودة وبشكل قد يصل في احيان كثيرة الى الارهاب المنظم ( أحسن من ارهاب غير منظم ) . والصراع الدائر والذي طال امده لعشرات القرون ماهو إلا نتيجة تلك التقلبات والإنفلاتات التي تحصل هنا وهناك . فما إن رخت او تهاونت الدولة في هذه البؤرة او تلك خرجت المطالب عالياً وحارقتاً لكل مَن يحاول منعها او الوقوف في طريق عودتها .
هذه الحالة يمكن تشبيهها بحالة طفل جوعان ومحروم من حليب والدته وعندما يُشاهد والدته لا يمكن إيقاف غريزته للتوجه نحوهها ( لازم يشرب لعد إشلون ) . لهذا شخصياً اعتقد بأن البؤر التي خرجت من تحت سيطرة الدولة كالعراق واليمن ولبنان وسوريا وغيرها لا يمكن إصلاحها او إستقامتها او توجيهها حتى ان ترتوي من الحليب إلى ان يجف ( راح اتشوفون ) ! والسؤال المهم هنا هو متى سيجف ! راح يجف وينشف .
ففي إيران مثلاً لقد شبع الطفل حليب المذهب وعلِم بأن الحليب المجفف المصنوع في المصنع او المعمل افضل واكثر صحي من حيلب الام . هذا الشعب عندما وصل الى قمة احلامه بالوصول الى نقطة المذهب بشكل كامل وبدأ يرتوي من ذلك الحليب علم في النهاية بأن طريق الغذاء الصحيح ليس من حليب المذهب بل من حليب النيدو . لهذا نجد بأن الحكومة التي تُسيطر على ذلك الثدي قد اجبرت نصف الشعب للتسلح من اجل السيطرة على النصف الآخر الذي يُطالب بالحليب المجفف . اكثر من نصف الشعب اضحى من الحرس الثوري لقمع النصف الآخر الذي يرغب في العودة الى الحقيقة . إفغانستان مثال آخر . وكما هذا الصراع موجود ومنتشر في الكثير من ذلك العالم والذي لازالت الحكومات فيها قوية وقامعة لتلك الرغبة المذهبية ماهي إلا فترات لا تعلم متى يخرج المفطوس من تحت السيطرة ويبدأ الدورة التكميلية ! جمر ملتهب تحت غطاء متحرك .
لهذا فلا اعتقد بأن ذلك العالم سيسكن ويهدأ ويرتاح ويتجه نحو الامام دون اكمال الدورة بشكل كامل إلا ان يصل الى نقطة في دماغه تمحو الوهم الذي كان قد غُرس فيه ويستبدل النقطة القديمة بالجديدة ! واعتقد هذا النهج الذي تتبعه الولايات المتحدة والغرب في جعل ذلك الشعب متعطش دوماً لإكمال الدورة وسوف تجعله بين الصغط هنا وفتح هناك وغلق هنا والتسريب هناك كي يبقى لقرون اخرى في هذه العمليةالعمياء . في هذا الصراع والذي هو في النهاية وقود الرأسمالية ومُغذي شريانها الاقتصادي ( عندما يدخل الرئيس الامريكي لأي مسجدكأنه الطنطاوي او المرشد الاخواني ، بينما عندما يدخل اي كنيسة كأنه دخل فندق شيراتون ) !
اختصاراً لكل هاي السفسطة الفارغة اقول : لا بُد لكل مسلم ان يدخل الى ذلك البيت إلى ان يكتوي بناره ويتعلم ويخرج لوحده ناقماً ذلك الطور . ( وليتكن المراقبة من بعيد البعيد حتى لا تصل ناره لدول التي خرجت من ذلك الطور ) .. غير هذا فالصراع سيكون ابدي ! لهذا اسمحوا للشعب الذي يُطالب بالعودة الى المذهب بالحصول على ذلك المطلب . نعم ستهب رياح وامطار ونيران وفيضانات عليهم ولكنه في النهاية ستكون لدورة واحدة ومن ثم تهدأ العاصفة . او فالصراع بين المانع المسيطر والجوعان والعطشان لحيب الأم سيستمر الى الابد . او العودة الى نقطة الصفر والبدأ منها !
لا يمكن للشعوب المتخلفة التقدم دون البدأ من نقطة الصفر !!
نيسان سمو 10/07/2021








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الموسيقي طارق عبدالله ضيف مراسي - الخميس 18 نيسان/ أبريل 202


.. فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024




.. السجن 18 شهراً على مسؤولة الأسلحة في فيلم -راست-


.. وكالة مكافحة التجسس الصينية تكشف تفاصيل أبرز قضاياها في فيلم




.. فيلم شقو يحافظ على تصدره قائمة الإيراد اليومي ويحصد أمس 4.3