الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحب الوطن لكن على الوطن أيضا أن يحبنا

منى نوال حلمى

2021 / 7 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


المقال الأسبوعى الذى رفض رئيس تحرير مجلة روزاليوسف نشره للكاتبة والشاعرة منى حلمى السبت 10 يوليو 2021 قائلا أنه يخالف
الرئاسة التحريرية ورؤية رئيس التحرير مع أنه يكتب تحت مقالات الرأى أنها لا تعبر الا عن كاتبها وفى العدد مقالات عن حرية الرأى والكلمة
مفارقة تدعو الى الدهشة والأسف ولم يحدث هذا على مدى تاريخى فى روزاليوسف 25 عاما من الكتابة وحتى لم يخبرونى لأعد مقالا آخر
لأن لى صفحة ثابتة أسبوعيا

منى حلمى
---------------------------------



الانتماء ... الولاء .. الوفاء .... هذا هو الثالوث ، الذى يطلبه الوطن ، من المواطنين ، والمواطنات ، على مر الأزمنة . تختلف الأوطان ، فى كل الأشياء . لكنها تتفق فى أن هؤلاء ،الذين يعيشون على أرضها ، والحاصلون على جنسيتها ، لابد أن يدينوا لها ، بالانتماء ، والولاء ، والوفاء . ومنْ يكسر هذا الثالوث ، أو منْ يخل بأحد أضلاعه ، فانه يخرج من قائمة " الشرف الوطنى " ، و " الأصالة الوطنية " .
وأنا شخصيا ، لست ضد ثالوث " الانتماء " ، و " الولاء " ، و " الوفاء " الوطنى.
وأعتبره شيئا ايجابيا صحيا . بل هو الثالوث ، الذى يضمن النجاح ، والازدهار المستمر ،للعلاقات الاجتماعية ، والأسرية ، والعاطفية ، والمهنية ، التى تربط بين البشر ، نساء ، ورجالا ، الذين ارتضوا العيش على قطعة أرض واحدة .
لكن هذا الثالوث ، حتى يحقق معناه ، لابد أن يكون ، فى اتجاهين ، وليس فى اتجاهواحد . وهذا يسرى ، على كل أنواع العلاقات التى نقيمها . مثلا ، فى عاطفة الحب ، فانها سوف تتعثر ، اذا كان " الانتماء " ، و " الولاء " ، و " الوفاء " ، من طرف واحد ، بينما الطرف الثانى ، يضرب بهذا الثالوث ، عرض الحائط ، ولا يرى نفسه ، " ملزما " ، به ، أو واجبا عليه . وهذا يسرى على علاقات الصداقة ، والعلاقات ، داخل الأسرة ، وغيرها .
واذا جئنا ، الى الثالوث الوطنى ، لابد أن نطبق المبدأ نفسه ، حتى تكون العلاقة ، بين المواطن ، والمواطنة – الطرف الأول - ، والوطن – الطرف الثانى – ناجحة ، مزدهرة . وهذا يعنى ، أننى أقدم ، الانتماء ، والولاء ، والوفاء ، للوطن . والوطن لابد أن يقدم لى ، الانتماء ، والولاء ، والوفاء .
حين أكون مطالبة ، بحب الوطن ، يصبح لزاما على الوطن أن يحبنى ، وأن يرد الحب بالحب ، والا تعثرت العلاقة ، وفسدت .
وأعتقد أن الوطن ، عليه المبادرة باظهار الحب ، والولاء ، والانتماء ، والوفاء ، للمواطنات والمواطنين ، نساء ، ورجالا ، وأطفالا . فالوطن كما يقولون فى الأمثال : " يقدم السبت ونحن نقدم الحد ".
ان المشكلة التاريخية ، المتكررة ، المزمنة ، هى أن " الشعب " ، هو المطالب طول الوقت ، بأن يحب " الوطن " ، ولسنا نسمع كثيرا ، عن مطالبة الوطن أن يحب المواطن ، والمواطنة ، على أرضه .
كلما أصبح " الوطن " ، أقرب الى آمال ، وطموحات ، وأحلام ، الشعب ، كلما أصبح " الوطن " أكثر عدالة ، وأكثر نزاهة ، وأكثر خيرا ، للشعب ، وكلما انعدلت العلاقة ، بين الاثنين ، حب الشعب للوطن ، وحب الوطن للشعب .
رغم الاختلافات فى أحلام الشعوب ، فكلها ، حول " تحسين " ، و " تجميل " ، جودة الحياة ، فى كل مظاهرها ، وتفاصيلها . اذن ، " جودة " الحياة ، هى " الانتماء " ، و" الولاء " ، و " الوفاء " ، و " الحب " ، المقدم من الوطن للشعب . أو هو فى الحقيقة ،" الشُغل " ، اليومى ، المستمر ، من جانب الحكومات المتعاقبة ، ومن جانب الأنظمة الحاكمة .
الملاحظ ، أن الشعب دائما ، يقوم ب " شُغله " ، والوطن لا يقوم ب " شُغله ".
ان الاحتجاجات الشعبية ، والثورات ، ما هى ، الا وعى ، وادراك ، ويقظة ، الشعب ، أن الوطن ، لا يقوم ب " شُغله " ، لتحسين ، وتجميل ، جودة الحياة .
وكلما ازداد وعى ، وادراك ، ويقظة الشعوب ، كلما اهتمت بتوفير الحرية ، والكرامة ، كعنصرين أساسيين ، لتحسين ، و تجميل جودة الحياة ، مثل اهتمامها ، بتوفير السلع ، والخدمات المختلفة ، لششكل يليق بالحياة الكريمة للجميع ، خاصة للبسطاء .
نستمتع ، ونطرب لغبد الوهاب حين يشدو من ألحانه : " حب الوطن فرض عليا ، أفديه بروحى وعينيا " من كلمات أمين عزت الهجين . وسوف تظل هذه الأغنية ، فى قلوبنا ، الى الأبد ، بشرط أداء الوطن بفروضه .
كما أننى لا أعتقد أن " حب الوطن " فرض ، واجبار . أجمل ما فى الحب ، بل أجمل ما فى الحياة ، هو الاختيار ، والحرية ، وتشابك الأخذ والعطاء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المواطنة واللاانتماء
منير كريم ( 2021 / 7 / 10 - 17:48 )
تحية للدكتورة المبدعة منى حلمي
عنوان المقال قوي التعبير والصدق
عودونا خطأ على العلاقة الاحادية ان نحب الوطن دون ان نسأل عن حب الوطن لنا
انكسار علاقة المواطنة يؤدي الى الشعور باللاانتماء وهذا شعور صعب جدا وتنتج عنه نتائج كارثية
فمتى تصبح العلاقة بين الفرد ووطنه باتجاهين ؟
شكرا لك


2 - الوطن لا يحب ولا يكره
أنور نور ( 2021 / 7 / 11 - 04:20 )
الوطن أرض وماء وبحر وسماء . من يستأثرون بأغلب خيراته لأنفسهم . وينهبوا حقوق باقي أبنائه , و يجعلوا من الوطن سجناً لكل من يجرؤ علي الشكوي .. هؤلاء القساة السارقون الظالمون لا يحبون أبناء الوطن
وأبناء الوطن لا يحبونهم ولكن لا يستطيعوا مجرد البوح بذلك
أما عن الحب الرومانسي للأوطان , فكل شعب يحب وطنه , ولو كان صحراء جرداء - يشتاقون اليه ويحِنّون اذا ابتعدوا عنه ! , وكذلك لو كان الوطن جبال وعرة .. نفس الشيء
أما الأوطان في حد ذاتها , فهي لا تحب ولا تكره . الا في الأغاني وعند شعراء الأغاني والأدباء الرومانتيكيين . والسياسيين الموهوبين في الأكروبات الدبلوماسية


3 - تشخيص الحاله
على سالم ( 2021 / 7 / 11 - 17:00 )
يجب علينا هنا ان نستخدم العبارات المناسبه لتعريف ماهى الدوله فى العالم , الحاله هنا تؤكد ان مصر ماهى بدوله فى المكان الاول ولاحتى شبه دوله , بأختصار مصر ماهى الا عزبه يمتلكها عصابه الجيش والشرطه وهم نظام متوحش وسادى وبلطجى سارق قمعى وعربجى , كذلك يشارك فى هذا نظام قضائى فاسد مرتشى قذر يأخذ تعليماته من الجهات السياديه الاستبداديه الاجراميه , كذلك الجهاز الاعلامى المتعفن الفاسد الفاقد للااهليه , ايضا يشارك فى هذا توليفه من المطبلاتيه واللصوص والمهلالتيه والمزمارتيه عديمى الضمير والمبدأ والشرف , سياسه الاستبداد والقمع صارمه هنا , لو اى فرد اراد ان يتنفس ويعبر عن رأيه فسوف يتم القبض عليه مباشره ورميه فى السجن وضربه علقه ساخنه بسبب انه تجرئ وعاب فى الذات الملكيه ,اكيد سوف يقبع اعوام فى السجن وهذه رساله لبقيه العبيد من افراد الشعب , الشعب يعانى كثيرا ويتعذب ويتألم وينام فى المقابر ويجوع ويتم اذلاله وكسر روحه وشرخ فى كرامته وكيانه , هذه ليست دوله وانما نظام مافيا سادى متسلط ومتوحش جبان فاقد للشرعيه , من المؤسف ان مصر ليست دوله ولاشبه دوله

اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن