الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مثلُ نوحٍ وإبنهِ قبلَ الطوفان

عماد عبد اللطيف سالم

2021 / 7 / 10
سيرة ذاتية


ذهبتُ إلى بيتِ أُمّي لأتفقّدَ أحوالها .. ودخلتُ إلى غرفتها هاشّاً ، باشّاً ، سعيداً ، متفائِلاً ، واثقَ الخطوةِ أمشي مَلِكاً ، من شدّة الأمل.
استقبلتني أُمّي كما لو أنّ وجهها لم يُصادِف وجهي منذُ ألف عام.
جلَسْنا ، أنا وهي ، مُتقابِلَين ، مثل نوحٍ وإبنهِ قبل الطوفان.
سألَتْني عن أحوالي، فقلتُ لها أنّ كُلّ شيءٍ بخير، وأن هناك اشياءَ تافهةً وقليلةً جداً، ليست بخير.
سألتني عن الناسِ ، وعَيْشِ الناسِ ، وأخلاقِ الناسِ ، فأخبرتها بعُشرِ الحقيقةِ عن هؤلاء الناس.
سألَتْني عن العراق، فقلتُ لها رُبْعَ الحقيقةِ عن أحوال العراق العجيبة.
سألتني عن دجلة والفرات والنخل والنارنج وبغداد، فأخبرتها بثلث الحقيقة عمّا حلّ بهذا كُلّه.
سألَتْني عن أوضاعِ العالَم من حولنا، فقلتُ لها نصف الحقيقةِ عمّا يجري في هذا العالمِ الذي تحكمُهُ الجنيّات.
أنا أعرفُ أنّ قولَ كُلّ الحقيقةِ سيقتلها على الفور.
توقّفَتْ اُمّي عن طرحِ الأسئلةِ ، وتأفّفَتْ ، وأطرقتْ برأسها قليلاً ، ثمّ نظرَتْ إليّ وقالت بتعبٍ ساحق:
يابه تدري المِنِيّة جَتْني قبل يومين، وكَلِتْ هاي هيّه خِلْصَتْ.. أشو راحت وما رِحِتْ ويّاها.. مدري ليش.
عدتُ إلى بيتي، لا أدري كيف .. وكُلّي عَزمٌ على أن لا أتركَ المنيّةَ تفلِتُ منّي هذه المرّة، كما أفلتَتْ منّي
(ومن أُمّي) مرّاتَ عديدات، في ظروفٍ وأوقاتٍ أفضلَ من هذه بكثير..
وما أدري ليش.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما التصريحات الجديدة في إسرائيل على الانفجارات في إيران؟


.. رد إسرائيلي على الهجوم الإيراني.. لحفظ ماء الوجه فقط؟




.. ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت فيه إسرائيل


.. بوتين يتحدى الناتو فوق سقف العالم | #وثائقيات_سكاي




.. بلينكن يؤكد أن الولايات المتحدة لم تشارك في أي عملية هجومية