الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاضرات للكادر الطلابي - مكتب التثقيف المركزي

الحزب الشيوعي السوداني
(Sudanese Communist Party)

2021 / 7 / 11
التربية والتعليم والبحث العلمي


مكتب التثقيف المركزي

محاضرات للكادر الطلابي
يوليو2012م

المحتويات:
:
1- تقديم.
2- مهام فروع الحزب في الجامعات والكليات والمعاهد.
3- طبيعة الجبهة الديمقراطية.
4- الاتحادات الطلابية.
5-
تقديم
يحتوي هذا الكتيب علي محاضرات كان قد قدمها الكادر القيادي لدورات الكادر الطلابي في المركز العام للحزب ، ولأهمية هذه المحاضرات في تحسين وتطوير عملنا وسط طلاب الجامعات والكليات والمعاهد العليا، رأينا أهمية تجميعها في كتيب يقدم لدورات الكادر الطلابي وفي نشاط فروع الجامعات الثقافي.
وتشمل المحاضرات المواضيع التالية: مهام فروع الحزب في الجامعات والكليات والمعاهد، وطبيعة الجبهة الديمقراطية، وعن الاتحادات الطلابية، والمسألة القومية في السودان، وقضية الديمقراطية، وديمقراطية التعليم، وقضية المرأة.
ولاشك أن حصيلة المناقشات والتجارب في الدورات الدراسية سوف تثري هذه المحاضرات وتضيف الجديد اليها بما يساعد علي تحسينها وتطويرها.
مكتب التثقيف المركزي
يوليو2012م

(1)
مهام فروع الحزب بالجامعات والكليات والمعاهد
كما هو معروف تبلور منهج عمل الحزب وسط الطلاب خلال تجربة لأكثر من 60 عاما ، منذ تأسيس (الحركة السودانية للتحرر الوطني) في اغسطس 1946م، وقيام التنظيمات الحزبية والديمقراطية وسط الطلبة في الجامعات والمعاهد والمدارس الثانوية بتأسيس :
- رابطة الطلبة الشيوعيين عام 1947م.
- قيام مؤتمر الطلبة عام 1949م.
- تأسيس الجبهة الديمقراطية عام 1954م كتحالف ثابت بين الشيوعيين والديمقراطيين والذي استمر حتي يومنا هذا.
كما أصدر الحزب وثائق مهمة شكلت معالم بارزة في منهج عملنا وسط الطلبة مثل:
- وثيقة ( خطة جديدة لظروف جديدة) التي اصدرتها (رابطة الطلبة الشيوعيين) حول مهام البناء والتنظيم عام 1954م والمهام الوطنية التي طرحت بعد اتفاقية الحكم الذاتي 1953م ، ودور ومهام الحركة الطلابية فيها.
- وثيقة ( نقاط هامة في علاقة الحزب الشيوعي بالحركة الطلابية) والتي صدرت أثناء التحضير للمؤتمر الرابع 1967م، والتي أشارت للمتغيرات الجديدة وسط الحركة الطلابية بعد توسع الجامعات والمعاهد والمدارس الثانوية، وماعاد شكل الرابطة ملائما والتي كان لها قيادة مركزية واحدة لكل الجامعات والمدارس في السودان، وتقرر حل الرابطة وقامت فروع للحزب في الجامعات والمعاهد تابعة لمركز الحزب وفروع للمدارس الثانوية تابعة للمناطق، والجدير بالذكر انه تم اعادة طباعة تلك الوثيقة عام 1974م من مركز الحزب بعد ردة 22 /يوليو/ 1971م.
- وثيقة( الحزب الشيوعي والحركة الطلابية) والتي اصدرها مكتب الجامعات والمعاهد العليا عام 1988م، أثناء التحضير للمؤتمر الخامس، والتي تناولت المتغيرات وسط الحركة الطلابية منذ عام 1967م وناقشتها سكرتارية اللجنة المركزية وتقرر نشرها في كتيب لفتح مناقشة حولها وسط الفروع ولكن انقلاب يونيو 1989م قطع سير هذه العملية.
- كما تم تجديد اصدار وثيقة(الحزب الشيوعي والحركة الطلابية) من مكتب الطلاب بالجامعات بالعاصمة في مايو 2007م أثناء التحضير للمؤتمر الخامس، والتي تناولت المتغيرات في الحركة الطلابية منذ العام 1988م وبعد انقلاب يونيو 1989م. ولكن الوثيقة لم تحظ بمناقشة واسعة أثناء التحضير للمؤتمر الخامس.
- هذا اضافة للخطابات والموجهات التي اصدرها مركز الحزب في الفترات المختلفة وآخرها الخطاب الصادر من سكرتارية اللجنة المركزية حول(مهام فروع الحزب في الجامعات) في يناير 2000م والذي كان أساسا لحملة الاصلاح التي جرت في جامعات العاصمة.
- كما عقد قطاع الجامعات في العاصمة مؤتمره في يناير 2009م وصدرت توصيات وقرارات المؤتمر.
- هذا اضافة الي ما ورد في التقرير السياسي المجاز في المؤتمر الخامس يناير 2009م حول (قضايا التعليم والطلاب).
أشارت تلك الوثائق الي مهام فروع الحزب في الجامعات والمعاهد في النقاط التالية:
أولا: في النشاط السياسي الجماهيري:
- قيام أوسع تحالف طلابي لاستعادة وانتزاع شرعية وديمقراطية الاتحادات والحريات السياسية والفكرية والأكاديمية داخل الجامعة وتعبئة الفرع والجبهة الديمقراطية في هذا الاتجاه.
- الاهتمام بالقضايا المطلبية والنقابية ومشاكل الطلاب اليومية.
- الوصول لشكل أرقي للاتحادات يلامس الطلاب من مواقعهم بعد التشاور مع القوي الأخري، ويناسب التوسع الذي حدث في عدد الطلاب.، وكانت الجبهة الديمقراطية قد رفعت شعار التمثيل النسبي في السبعينيات من القرن الماضي باعتباره أكثر ديمقراطية من الحر المباشر.
- الاهتمام بالأداء الأكاديمي الجيّد للزملاء والاهتمام بالجمعيات الأكاديمية وتقديم المبرزين لها.
- مخاطبة الطلاب حول قضاياهم اليومية: السكن، الاعاشة، الرسوم الدراسية، تدني المستوي الأكاديمي، اصلاح الوضع في الجامعات وتوفير مقومات عملية التعليم الجامعي، وتحقيق اوسع تحالف طلابي لانجازها.
- نبذ العنف بالجامعات الذي يمارسه طلاب المؤتمر الوطني والجماعات السلفية الارهابية، واعلاء قيمة الحوار واحترام الرأي والرأي الاخر.
- استخدام كل الأساليب النضالية: المذكرات والعراتض والمواكب والاعتصامات..الخ، ورفض أسلوب تخريب وحرق ممتكات الجامعات والمعاهد، فهي ممتلكات الطلاب يجب الدفاع عنها وحمايتها.
- اعتماد أساليب العمل الجماهيري الصبور الذي يبدأ بتعبئة كل عضوية الحزب والجبهة الديمقراطية في مناقشة الخطط والبرامج والمعارك الجماهيرية والاستعداد المبكر للانتخابات والاصرار علي عقد الجمعية العمومية للاتحاد عقب نهاية كل دورة لمناقشة خطاب الدورة، والاستعداد المبكر للانتخابات واحباط أساليب التزوير والمراوغة والاعلان المفاجئ للانتخابات في فترة ضيّقة.
- الطالبات:
أصبح حضورهن مكثفا في الجامعات، ضرورة الاهتمام بهن وجذبهن للحزب والجبهة، وتقديم مواقف عميقة حول قضية المرأة واشراك الزميلات فعلا لاشكلا في القيادة، والاهتمام بقضايا ومشاكل الطالبات.
- العمل الفكري:
أثر الفكر جاذب في حركة الطلبة، لايكفي النشاط السياسي فقط، بل يجب تقديم الفكر الماركسي والاشتراكي والديمقراطي المستنير العميق للطلاب وترسيخ الثقافة الوطنية الديمقراطية واشاعتها وسط الطلاب في: أركان النقاش، والصحف ، والمجلات، والندوات، وبناء المكتبات، وتبادل الكتب والمجلاب، وتثبيت الاجتماع الدوري الثقافي للفرع، وتنشيط دور المكاتب الثقافية والمسئولين الثقافيين للفروع.
- النشاط الجماهيري المتنوع المستويات:
النشاط الجماهيري لاينحصر في الميدان السياسي وحده، بل يجب أن يمتد ليشمل الميادين: الثقافية والأكاديمية والاجتماعية والرياضية والابداعية والنقابية. وبالتالي من المهم تنويع المداخل للطلبة بقيام الجمعيات والروابط الثقافية من اجل خصوبة وحيوية الحياة الجامعية.
- الروابط الأقليمية:
الاهتمام بالعمل في الروابط الاقليمية والاهتمام بالعمل وسط الطلاب من المناطق المهمشة: الجنوبيون، النوبا ، ابناء الغرب، البجا ..الخ لما لهم من تأثير علي قبائلهم.
_فروع حزب مرتبطة بجماهير الطلاب:
- لبناء فروع حزب مرتبطة بجماهير الطلاب، مهم الصلة الثابتة مع جماهير الطلاب: الندوات، أركان النقاش، المعارض، وصحف الحائط..الخ، ولانجاز ذلك لابد من التركيز علي تدريب الكادر الخطابي والصحفي. اضافة لعمل حلقات للتدريب حول أسس العمل التنظيمي، وكيف تعد تقريرا دوريا؟ وكتابة المحاضر باختزال، وكيفية اصدار مجلة، وكيف تعقد اجتماعا ناجحا؟. هذا اضافة الي الحرص علي التواجد في تجمعات الطلاب حيثما وجدت من : المدرج الي الكلية والتجمعات النقابية والاتحادات والروابط الاقليمية والاكاديمية والجمعيات الثقافية والاكاديمية ونبذ حياة الشللية والانعزال، وضرورة المسلك الحميد للطالب الشيوعي المهتم بالاكاديميات والذي يسهم في جذب الطلاب اليه.
- علاقة الفرع بالجبهة الديمقراطية:
الجبهة الديمقراطية هي تحالف ثابت بين الديمقراطيين والشيوعيين، والدور القيادي للفرع لايتم بالوصاية، بل بالاقناع وضرب المثل والقدوة الحسنة، وتفاني الشيوعيين في خدمة أهداف وبرامج الجبهة الديمقراطية وعدم اعتبارها تنظيم من الدرجة الثانية، ويقوم التحالف علي الندية واستقلال اطرافه، وعدم هيمنة الشيوعيين علي قيادة الجبهة الديمقراطية، هذا اضافة لضرورة مرونة تنظيم ج.د وتنوع أشكاله وصوره والا يكون نسخة من تنظيم الحزب، وبالتالي من المهم أن يعبر دستور ج. د عن واقعها وتجربتها. والتحضير الجيّد لمؤتمر الجبهة الديمقراطية القادم، وضرورة اشراك الديمقراطيين في مناقشة وثائق المؤتمر الخامس.
ثانيا: في النشاط الداخلي:
في مقدمة ذلك يأتي استقرار حياة الفرع الداخلية، وتاهيل فرع الحزب ليلعب دوره القيادي ويعني ذلك:
- انتظام الاجتماعات والتحضير الجيّد لها.
- التعبئة حول وثائق المؤتمر الخامس.
- دراسة وثائق الحزب.
- الاهتمام بحلقات المرشحين ومتابعة تدريبها العملي والنظري.
- التأهيل الفكري للعضوية.
- انتظام المؤتمر السنوي للفرع.
- انتظام صدور النشرة الدورية.
- رفع التقرير الدوري للفرع.
- تشجيع الأعضاء علي ممارسة النقد والنقد الذاتي.
- وجود المتفرغ المؤقت في قيادة القطاع.
- انتظام صدور مجلة (المسيرة) من مكتب القطاع.
- رفع التوصيلات.
- تسديد الاشتراكات وتوفير المال اللازم للعمل السياسي(تبرعات، ...الخ).
- بناء أدوات العمل الدعائي.
- بناء ادوات العمل الداخلي(الطباعة، التصوير، الكادر السري، المحطات، الحفظ الجيّد للارشيف والاستفادة منه في العمل).
- الاهتمام بدراسة الواقع وتحديد مجالات التركيز في البناء مثل(كليات التربية،..الخ).
- وضع خطة العمل السنوية ومتابعة تنفيذها( البناء علي أساس التخطيط).
- الاهتمام بالبناء وسط المجموعات النوعية( الطالبات، وأبناء المناطق المهمشة: النوبة، الجنوبيون، البجا، دارفور، جنوب النيل الأزرق....الخ).
- بناء ادوات الحماية لمواجهة عنف الجماعات الارهابية.
- الاهتمام بالتأمين ورصد نشاط وتحركات الأعداء.
- التمسك بالوجود المستقل لفرع الحزب.

ثالثا: خاتمة
لعبت الحركة الطلابية دورا بارزا في الحركة الوطنية منذ الاستعمار وضد الانظمة الديكتاتورية (انقلاب 17/نوفمبر1985م، وانقلاب 25/مايو 1969م، وانقلاب يونيو 1989م)، وكان لها دور واضح في معركة استقلال السودان 1956م وفي تفجير ثورة اكتوبر 1964م وفي انتفاضة مارس – ابريل 1985م، وفي مقاومة انقلاب يونيو 1989م، وقدمت التضحيات الجسام( الفصل والتشريد والاعتقالات والتعذيب والشهداء..)، ومازالت تواصل النضال من اجل استعادة الديمقراطية وتحسين الاوضاع المعيشية وتوفير ديمقراطية ومقومات التعليم.
وبعد انقلاب يونيو 1989م حدثت متغيرات في الواقع الطلابي، اهمها التوسع في التعليم العالي (26 جامعة) دون أن يصحب ذلك توسعا في توفير مقومات التعليم( الأساتذة والمعامل والمباني والمكتبات...الخ)، كما تم تصفية الاعاشة والسكن وتشريد المئات من الاساتذة، وتم فرض قوانين ديكتاتورية علي الجامعات، واصبح التعليم للقادرين، كما انخفضت نسبة طلاب الأقاليم في الجامعات اضافة الي ضيق فرص العمل بعد التخرج وهجرة الخريجين ،وصغر سن الطالب الجامعي بعد السلم التعليمي الجديد، اضافة للمناهج العقيمة التي فرضها نظام الانقاذ والتي كان لها الأثر في تدني مستوي الطلاب الأكاديمي.
وعلي مستوي الحزب، وبعد انتفاضة سبتمبر 1995م حدث انقطاع في تقاليد البناء الحزبي التي توارثتها الأجيال السابقة، مع اضافة كل جيل للجديد، ونتيجة لهجرة عدد كبير من الكادر القيادي والسياسي وظروف المعيشة الضاغطة، كل هذا ادي الي ضعف دور فرع الحزب.
وبالتالي فان من اهداف هذه الورقة استعادة التقاليد النضالية للحركة الطلابية وبناء فروع حزب جماهيرية مرتبطة بجماهير الطلاب، واستعادة دور تنظيم الجبهة الديمقراطية باعتباره التنظيم الأول في الحركة الطلابية، وتوفير قيادة مقتدرة للطلاب تدرك دورهم بعد التخرج باعتبارهم كادر الدولة في المستقبل كما جاء في وثيقة (نقاط هامة في علاقة الحزب الشيوعي بالحركة الطلابية).
كان من نتائج نضال الشعب السوداني وضغط المجتمع الدولي الانفراج السياسي الحالي، بعد توقيع اتفاقية السلام في نيفاشا 2005م، والتي فتحت الطريق لمواصلة النضال من أجل انتزاع التحول الديمقراطي والغاء كل القوانين المقيدة للحريات ووحدة البلاد وتحسين احوال الناس المعيشية والحل الشامل والعادل لقضية دارفور، واصدار قوانين ديمقراطية للجامعات.
وبالتالي يجب استثمار الانفراج السياسي الحالي الي اقصي حد من اجل اعادة بناء فروع الحزب بالجامعات ومواصلة النضال من اجل انتزاع المزيد من شرعية الاتحادات وتحقيق اوسع تحالف طلابي لاصلاح الحياة الجامعية واقتلاع ديكتاتورية المؤتمر الوطني من الجامعات.
سكرتارية مكتب طلبة الجامعات بالعاصمة
29/10/2009م


(2)
محاضرة عن طبيعة الجبهة الديمقراطية
نتناول في هذه المحاضرة التحالف بين الشيوعيين والديمقراطيين في الجبهة الديمقراطية للطلاب السودانيين.
تتكون المحاضرة من النقاط التالية:
1- ماهي الجبهة الديمقراطية؟
2- لمحة تاريخية عن الجبهة الديمقراطية؟
3- ماهي العلاقة بين الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية؟
أولا: ماهي الجبهة الديمقراطية؟:
الجبهة الديمقراطية هي تحالف بين الشيوعيين والديمقراطيين وسط الحركة الطلابية السودانية، وهي تحالف استراتيجي يستهدف انجاز مهام الثورة الوطنية الديمقراطية بصفة عامة، ومن أجل الاصلاحات الديمقراطية العميقة في حقلي التعليم والثقافة بصفة خاصة.
ثانيا: لمحة تاريخية:
تأسست الجبهة الديمقراطية عام 1954م، بعد أن انفض مؤتمر الطلبة الذي تأسس عام 1949م، ومنذ تأسيسها ساهمت الجبهة الديمقراطية في القضايا القومية والعمل الخيري والاصلاحي في الريف السوداني، والتضامن مع حركات التحرر الوطني في العالم الثالث، ومن الأمثلة حملات محو الأمية في الجنوب وجبال النوبا، والتضامن مع شعب الكونغو عام 1962م والتضامن مع الشعب المصري خلال العدوان الثلاثي علي مصر 1956م وشعب الجزائر وضد النظام العنصري في جنوب افريقيا.
كما قاومت الجبهة الديمقراطية كل النظم الديكتاتورية التي كتمت أنفاس شعب السودان: نظام انقلاب 17 نوفمبر 1958م، وانقلاب 25 مايو 1969 وانقلاب يونيو 1989م. حتي قامت ثورة اكتوبر 1964م ضد نظام نوفمبر، وانتفاضة مارس – ابريل 1985م ضد نظام مايو وحتي تم توقيع اتفاقية نيفاشا التي فتحت الطريق لمواصلة الصراع من اجل انتزاع التحول الديمقراطي وتفكيك نظام 30 يونيو 1989م الشمولي.
وفي القضايا الطلابية طالبت الجبهة بديمقراطية ومجانية التعليم، وسودنة التعليم العالي والتعريب التدريجي للمناهج، وتهيئة المناخ الصحي لممارسة النشاط السياسي والرياضي والأدبي والفني واثراء الحياة الطلابية، وتحسين احوال الطلاب والأساتذة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
كماطالبت بالحكم الذاتي الاقليمي للجنوب والتنمية المتوازنة بين أقاليم السودان المختلفة، والاجر المتساوي للعمل المتساوي بين العمال الشماليين والجنوبيين، والمساواة الفعلية بين المرأة والرجل.
كما رفضت الجبهة الديمقراطية العنف الذي مارسه طلاب الاتجاه الاسلامي في الجامعات وقاومته ودافعت عن منابرها.
كما عملت الجبهة الديمقراطية علي اثراء الحياة الجامعية في مختلف ميادين النشاط الثقافي والفني والسياسي..الخ
كما أسهمت في ادخال دستور التمثيل النسبي في جامعة الخرطوم عام 1957م، والذي اسهم في تمثيل كل المعسكرات السياسية للطلاب في الاتحاد حسب ثقلها ووزنها، والجدير بالذكر أن الاتجاه الاسلامي قضي علي دستور التمثيل النسبي عام 1972م بمؤامرة غير دستورية ليحل محله دستور الحر المباشرة الذي كرّس ديكتاتورية الأتجاه الاسلامي في الاتحادات الذين صادروا كل الحريات والانشطة والجمعيات الثقافية في الجامعات واستخدموا أساليب العنف في مصادرة نشاط الطلاب المبدع.
ثالثا: ماهي العلاقة بين الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية؟.
كما أشرنا سابقا أن الجبهة هي تحالف استراتيجي بين الحزب الشيوعي والطلاب الديمقراطيين وسط الحركة الطلابية السودانية، من اجل انجاز البرنامج الوطني الديمقراطي. ولكن ماذا نقصد بتحالف استراتيجي؟.
هناك نوعان من التحالف: تحالف استراتيجي وتحالف تاكتيكي.
التحالف التكتيكي هو تحالف واسع يضم تنظيمات وأحزاب متعددة من اجل استعادة الديمقراطية في البلاد أو استعادة ديمقراطية الاتحادات وحرية النشاط الثقافي والسياسي والاكاديمي في الجامعات وتوفير احتياجات الطلاب الأساسية ومقومات التعليم العالي: الأساتذة واالمكتبات والمعامل والقاعات والميادين الرياضية..الخ، مثال: التجمع الوطني الديمقراطي من اجل الديمقراطية وتجمع قوي جوبا من اجل توفير مستحقات الانتخابات والتحول الديمقراطي وتحالف المزارعين ضد خصخصة مشروع الجزيرة والتحالفات الطلابية الواسعة من اجل ديمقراطية الاتحادات في الجامعات.
وينفض التحالف بعد أن ينجز مهامه وتنشأ تحالفات جديدة تعبر عن مهام ومطالب جديدة.
أما التحالف الاستراتيجي فهو تحالف ثابت بين الشيوعيين والديمقراطيين بهدف انجاز مهام الثورة الوطنية الديمقراطية مثال: الجبهة الديمقراطية وسط الطلاب، ورابطة المعلمين الاشتراكيين، واتحاد الشباب السوداني، والاتحاد النسائي السوداني، والجبهة النقابية وسط العمال، التحالف الديمقراطي في الحي..الخ.
ماهي الأسس التي يقوم عليها تحالف الشيوعيين والديمقراطيين وسط الحركة الطلابية السودانية؟.
- يقوم علي الندية واستقلال واحترام اطرافه واحترام الرأي والرأي الاخر، بحيث لايدعي أحد احتكار الحقيقة المطلقة.
- الدور القيادي لفرع الحزب الشيوعي لايتم بالوصاية أو الادعاء، بل بالاقناع وضرب المثل والقدوة الحسنة، ومن خلال التفاني في خدمة اهداف الجبهة الديمقراطية.
- ليس هناك تماثل بين الجبهة الديمقراطية والحزب الشيوعي في اللوائح والنظم الداخلية، كل تنظيم له نظمه ولوائحه التي تعبر عن أهدافه وبرنامجه وطبيعته.
- تنظيم الجبهة الديمقراطية واسع ومرن وفيه متسع لأنشطة متنوعة تلبي اهتمامات الطلاب المختلفة مثل: الجمعيات الثقافية والأدبية والفنية والرياضية، جمعيات: حقوق المرأة والبيئة....الخ.
- في قيادة الجبهة الديمقراطية من المهم أن لايحتكر( أو يكوش) الشيوعيون علي كل القيادة، ومهم التوازن بين عدد الشيوعيين والديمقراطيين.
- فرع الحزب له نشاطه المستقل والذي يتمثل في توسيع صفوف الفرع ومتابعة تدريب المرشحين العملي والنظري، ودراسة وثائق الحزب ومتابعه العمل الفكري في الفرع، وانتظام الاجتماعات وتسديد الاشتراكات وتوزيع صحف وبيانات الحزب الجماهيرية والاهتمام برصد عائدها، اضافة للنشاط السياسي الجماهيري المشترك مع الجبهة الديمقراطية والذي يتناول قضايا ومشاكل وواقع كل مجال، دون تكرار النشاط نفسه.
- تفادي الازدواجية في العمل القيادي والتي تنشأ من المنهج الخاطئ في قيادة الجبهة كأن تكون كل القيادة من الشيوعيين، والذي يؤدي الي التنازع بين قيادة فرع الحزب(لجنة القسم) وقيادة الجبهة الديمقراطيين، والذي هو في الواقع تنازع بين شيوعيين، لاعلاقة للديمقراطيين به، وهذا التنازع يؤدي الي الفشل وذهاب ريح التنظيم، وبالتالي من المهم سيادة المناهج القيادية السليمة في نشاط الجبهة الديمقراطية، علي سبيل المثال: اذا كانت قيادة الجبهة تتكون من 10 يكفي أن يكون بها 4 شيوعيين وبذلك يتم اشراك وتدريب اكبر عدد من الديمقراطيين في العمل القيادي، وفي الوقت نفسه يتفرغ الشيوعيون لبناء الحزب وتوسيع نفوذ الفرع وسط الجماهير وجذب اوسع عدد من الديمقراطيين لصفوف الحزب.
- الشفافية والوضوح في نشاط الحزب الشيوعي من خلال اشراك الديمقراطيين في مناقشة وثائق الحزب الجماهيرية ووثائق المؤتمر الخامس وتقديمها لهم في اجتماعات موسعة والاستماع لوجهة نظرهم، بما يسهم في تطوير خط الحزب وتصويبه ان كان خاطئا.
- تصحيح المفهوم الخاطئ حول الجبهة الديمقراطية باعتبارها تنظيم من الدرجة الثانية بالنسبة للشيوعيين، وبالتالي لايهتمون بحضور اجتماعاته او تنفيذ قراراته، ونبذ الادعاء الخاطئ بأن الشيوعي اوسع وأرقي معرفة من الديمقراطي.
- المسلك الحميد، والاهتمام بالجانب الأكاديمي عامل مهم في جذب الطلاب الي الجبهة الديمقراطية سواء كان ذلك بالنسبة للشيوعيين أو الديمقراطيين.


(3)
محاضرة عن الاتحادات الطلابية
تأتي هذه المحاضرة في اطار سعي فروع الحزب بالجامعات والجبهة الديمقراطية الي انتزاع اتحادات ديمقراطية مهمومة بقضايا ومشاكل الطلاب ومتفاعلة مع قضاياهم النقابية والقضايا القومية، والي مواصلة وترسيخ مناهج عملنا في المنظمات الديمقراطية والجماهيرية.
والمحاضرة في الاصل تم تقديمها لدورات الكادر الطلابي في مركز الحزب ويفيد كتابتها ونشرها تعميما للفائدة واثراء النقاش حولها.
تتكون المحاضرة من النقاط التالية:
1- ماهو تعريف الاتحاد؟
2- الدور الذي لعبته الاتحادات في الحركة الوطنية والسياسية..
3- كيف نحسّن ونطور عملنا في الاتحادات؟.
تلك نقاط للمناقشة علي أن الأساس في تعميق وتطوير المحاضرة هو تسليط الضوء علي التجارب التي راكمناها في كل جامعة في معارك الاتحادات نجاحا أو اخفاقا، والانطلاق منها في تطوير المحاضرة.
أولا: تعريف الاتحاد؟.
معلوم أن الاتحاد أو النقابة هو جبهة واسعة من الجماهير الطلابية من اجل تحقيق المصالح المشتركة للطلاب بغض النظر عن اتجاهاتهم السياسية و الفكرية و الدينية.
بهذا الفهم توصلنا في الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية الي ضرورة استقلال النقابات والاتحادات عن التنظيمات السياسية وضرورة استقلاليتها ، لماذا نركز علي هذا الفهم؟.
لأن هناك تجارب سلبية مثل:
- استغلال الاتجاه الاسلامي الذي وصل الي قيادتها في منذ فترة السعينيات وحتي يومنا هذا لمصلحته السياسية، لافرق بين التنظيم والاتحاد، واستغلال أموال وممتلكات الاتحادات لمصلحة التنظيم، وممارسة ديكتاتورية فظة علي الطلاب اذا صادروا نشاط الجمعيات الأكاديمية والثقافية التي كانت تحت قيادة الاتجاهات الأخري ، مثل جمعية الثقافة الوطنية والفكر التقدمي في جامعة الخرطوم في السبعينيات من القرن الماضي، اضافة الي عرقلة نشاط الروابط التي لايسيطرون عليها واحتلال دورها كما حدث هذا العام 2010م في كلية التربية بجامعة الخرطوم، اضافة للتعاون مع الأمن بعد انقلاب الانقاذ ضد الطلاب وممارسة ايشع انواع التعذيب والاعتقالات والاغتيالات السياسية.
- تجربة ربط الاتجاه الاسلامي للاتحادات الطلابية بالتنظيم كانت (البروفة) لربط الدولة بالتنظيم بعد انقلاب الانقاذ، وربط النقابات والاتحادات بالدولة في نظام شمولي فاشي متسلط ، يقوم علي القهر والقمع والنهب الاقتصادي لموارد الدولة وتزوير انتخابات الاتحادات والنقابات والانتخابات العامة.
في مقابل ذلك تمسكنا في الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية بأن الاتحاد للجميع ولكل تنظيمه، العمل السياسي يتم التعبئة له من خلال المنابر السياسية، اما الاتحاد فهو لخدمة مجموع الطلاب ، وضرورة استقلالية الاتحاد وعقد الجمعية العمومية في اتخاذ المواقف القومية الكبيرة: موكب، اعتصام، اضراب..الخ، وفي نهاية الدورة لمحاسبة اللجنة السابقة، بعد مناقشة خطاب الدورة والتقرير المالي، وممارسة حقها في اجازة خطاب الدورة أو رفضه.
ثانيا: الدور الذي لعبته الاتحادات الطلابية في الحركة الوطنية والسياسية:
لعبت الاتحادات دورا كبيرا في الحركة الوطنية والسياسية وفي تحقيق مصالح الطلاب وقضاياهم النقابية والاكاديمية مثل:
- النضال ضد الاستعمار حتي خروجه في يناير 1956م.
- النضال ضد ديكتاتورية نظام عبود حتي تم الاطاحة بها في ثورة اكتوبر 1964م واستعادة الديمقراطية.
- النضال ضد ديكتاتورية مايو التي تم الاطاحة بها في انتفاضة مارس- ابريل 1985م، وتم انهاء حكم الفرد واستعادة الديمقراطية.
- النضال ضد نظام الانقاذ الفاشي من خلال الدور الذي لعبته الحركة الطلابية في مقاومة هذا النظام مثل: مقاومة تصفية الاعاشة والسكن 1991م في جامعة الخرطوم، والمقاومة في انتفاضة سبتمبر 1995م وسبتمبر 1996م، والنضال من اجل استعادة شرعية الاتحادات الطلابية وحرية وديمقراطية النشاط الطلابي: السياسي والفكري والأكاديمي، حتي تم انتزاع شرعية بعض الاتحادات، وتمت الاطاحة بالمؤتمر الوطني في تحالفات عريضة في بعض الجامعات.
دستور التمثيل النسبي:
من التجارب الرائدة التي أسهمت فيها الجبهة الديمقراطية ادخال صيغة دستور التمثيل النسبي عام 1957م في جامعة الخرطوم، وكان ذلك حلا لمشكلة عدم استقرار لجان الاتحاد ، التي ما ان يتم انتخابها حتي تسقط سريعا بسحب الثقة عنها.
التمثيل النسبي اتاح فرصة التمثيل لكل القوي السياسية حسب وزنها الانتخابي، فمثلا اذا حاز تنظيم علي 40% من الاصوات يحوز علي 40% من المقاعد.
ونظرية التمثيل النسبي المقيد التي تم اعتمادها في جامعة الخرطوم كانت تقوم علي الآتي:
- عدد قائمة كل تنظيم لاتتجاوز نصف مقاعد الاتحاد.
- يتم قسمة مجموع الاصوات علي عدد المقاعد لنحصل علي قوة المقعد.
- يتم قسمة مجموع الاصوات التي نالها كل تنظيم علي قوة المقعد لنحصل علي عدد مقاعده( مع الجبر المناسب للكسور).
- مثال: اذا كان عدد مجموع الأصوات = 6000 ، وعدد مقاعد الاتحاد 40 مقعدا، يكون قوة المقعد 6000 /40 = 150 .
اذا كان عدد الأصوات التي نالها تنظيم معين 2400 ، قيكون عدد مقاعده = 2400/150 = 16 مقعد.
خلق دستور التمثيل النسبي استقرارا في الاتحاد في الفترة 1957- 1970م، وكان الاتحاد مزدهرا وممثلا لكل التنظيمات الطلابية وممثلا في كل التنظيمات الطلابية العالمية. كما ازدهرت الحياة الثقافية والفكرية والرياضية والاجتماعية والفنية( مسرح جامعي، ادب وشعر وموسيقي..الخ)، وكان الطلاب متفاعلين مع القضايا السياسية والنقابية والاكاديمية، اضافة لتطور المستوي الاكاديمي. صحيح ان لدستور التمثيل النسبي عيوبه مثل: اتاحة الفرصة عن طريق التحالفات لتنظيم صغير ليصل لرئاسة الاتحاد رغم ضعف الاصوات التي نالها، ولكن ايجابياته اكثر من سلبياته.
وفي عام 1972م تآمر الاتجاه الاسلامي مع ادارة الجامعة بعد ردة يوليو 1971م ومع تنظيم الطلاب الجنوبيين (A.N.F ) وتنظيم الجبهة الوطنية (أمة + اتحادي)، وادخلوا دستور الحر المباشر الذي كان وبالا علي الطلاب في الجامعات، فمثلا تنظيم يحوز علي 40% من الاصوات يمكن أن يسيطر علي كل لجنة الاتحاد، وعلي سبيل المثال : الجبهة الديمقراطية بجامعة الخرطوم حازت في جامعة الخرطوم عام 1972م علي 36% من الأصوات وحدها ومع ذلك ظلت معزولة خارج الاتحاد.
اتاح دستور الحر المباشر انفراد الاتجاه الاسلامي بقيادة الاتحاد ومارس ديكتاتوريته علي النحو الذي اوضحناه سابقا.
ثالثا: كيف نحسّن ونطور عملنا في الاتحادات؟.
حدثت متغيرات كبيرة في التعليم العالي منها:
أ- حدث توسع في التعليم العالي حيث بلغت جملة مؤسسات التعليم العالي 72 مؤسسة منها 44 جامعة خاصة واهلية و28 حكومية، منها 11 بالعاصمة.
- تبعا لذلك حدث توسع في القبول مثال: قبول العام 2006/ 2007م كان 250 الف طالب.
- هذا التوسع لم يقابله توسع في الصرف علي التعليم، وفي توفير الأساتذة المؤهلين والمكتبات والمراجع والمعامل والمباني والبيئة الجامعية مثل: الميادين الرياضية واماكن النشاط الثقافي والترفيه..الخ من مقومات التعليم العالي.
يتطلب ذلك دراسة واقع ملموسة في كل جامعة ، تحدد مطالب فرع الحزب والجبهة الديمقراطية التي تخاطب الطلاب علي أساسها وتطرحها في برنامجها الانتخابي أو البرنامج الانتخابي للتحالف الطلابي العريض.
ب- حدثت زيادة في اعداد الطالبات ، بلغت نسبة الطالبات في جامعة الخرطوم عام 2001م، 68%، وهذا يتطلب دراسة مشاكل الطالبات : السكن والمعيشة والمشاكل الاجتماعية الأخري مثل: التحرش...الخ، وعلي ضوء هذه الدراسة المتكاملة يتم مخاطبة الطالبات وتعريفهن بحقوقهن وقضايا المراة، وتمثيل الطالبات في الاتحادات حسب وزنهن.
ج- تغير في التركيبة العمرية( تقلص سن الدخول للمدارس ، وتخفيض سنة دراسية في مرحلة الاوسط).
د- تصفية نظام الاعاشة والسكن والزيادة في الرسوم الدراسية.
ه- تجميد بعض الاتحادات الطلابية تدريجيا ومنع نشاط الروابط والأسر داخل الجامعات.
و- تزايد مظاهر العنف في الجامعات.
وظلت المطالب الطلابية تتلخص في الآتي:
- حرية النشاط الطلابي وتاكيد حق التنظيم.
- استقلالية الجامعات وحرية البحث العلمي.
- تعديل الدساتير واللوائح بما يحقق مصالح الحركة الطلابية .
- وقف سياسة فصل وتشريد الأساتذة.
- تحقيق القضايا المطلبية بما يضمن ديمقراطية ومجانية التعليم لأبناء الفقراء والكادحين.
- توثيق جرائم الجبهة الاسلامية في المجال الطلابي.
- التحقيق في التجاوزات الأكاديمية التي تمت لأغراض سياسية وايديولوجية..الخ.
وبالتالي، فان وضوح المطالب التي تطرحها الجبهة الديمقراطية ووصولها لكل الطلاب ومخاطبة الطلاب حول قضاياهم ومطالبهم هي الشرط لالتفاف الطلاب حول برنامج الجبهة الديمقراطية والشرط للوصول للاتحاد والعمل لتحقيق تلك المطالب من منابر الاتحاد، وهذا يشكل عامل مهم في عملنا في الاتحادات.
العامل الثالث: هو استقرار فرع الحزب وتوسيع نشاطه في عملية البناء وجذب أعضاء جدد له. والتوجه في عملية البناء نحو الطالبات وأبناء المناطق المهمشة(الجنوبيون والنوبا والبجا ودارفور..الخ)، وتوسيع النشاط الفكري والثقافي، ودراسة وثائق الحزب ومتابعة الحالة السياسية ومناقشتها في القيادة والفروع، والاهتمام بالآداء الأكاديمي الجيّد ، والاهتمام بالتأمين وحماية نشاط الحزب والجبهة الديمقراطية وبناء ادوات العمل السري، وتطوير الجبهة الديمقراطية حتي يقوم التحالف علي أساس الندية والتكافؤ بين الشيوعيين والديمقراطيين وأن يكون دور الفرع القيادي علي أساس الاقناع وليس بالادعاء والوصاية.
الجبهة الديمقراطية: تطوير وتجديد برنامجها ودستورها والتحضير الجيّد لعقد مؤتمرها، وتنويع نشاطها الثقافي والفني والأدبي من خلال الجمعيات ، اضافة للنشاط الرياضي والأكاديمي. والعمل في الروابط الاقليمية والدفاع عن مطالب عضويتها، والعمل في الجمعيات الأكاديمية والجمعيات التي تهتم بقضايا المراة والبيئة وبالمناطق المهمشة، والابتعاد عن حياة الشللية والعزلة عن الطلاب والتواجد في كل مواقع تجمعاتهم والدفاع عن قضاياهم واشراكهم في حلها.
واذا تم ذلك تحقيق ذلك، فاننا مؤكد سوف نغرس أقدامنا عميقا وسط الطلاب وسوف نكسب احترامهم وثقتهم ، وبالتالي نضمن اصواتهم في الانتخابات ونكسب الاتحادات.
العامل الثالث هو التحالفات:
نركز علي الأسس السليمة في قيام التحالف والعمل المشترك مثل :-
1- المحافظة علي استقلال الجبهة الديمقراطية، وبقية التنظيمات.
ب- الجمع بين المبدئية والمرونة والتمييز بينهما.
ج- التمسك بجماهيرية التحالف ، وأن تحالف التنظيمات ليس عملا فوقيا ينجز بعيدا عن قضايا الطلاب وبدونهم، وان البقاء طويلا علي طاولة التفاوض دون اشراك الطلاب واعلامهم بما يدور يؤدي الي اضعاف التحالف وعزلته.
د- وجود برنامج يوضح النقاط والقضايا التي تم الاتفاق عليها كحد ادني وصياغة ميثاق لضبط العمل بين التنظيمات ولاسيما في النشاطات طويلة المدي.
ه- كما ان للتحالف شروطا موضوعية ، الا ان العامل الذاتي لايقل أهمية، بل يلعب دورا حاسما في وحدة التنظيمات، نعني بذلك قوة ونفوذ الجبهة الديمقراطية وسط الطلاب وطرحها الواضح لخطها السياسي، وقدرة كادرها وقيادتها علي التفاوض ، كما ان لمعرفة عضوية الجبهة الديمقراطية واصدقائها لنتائج وتفاصيل التفاوض اثرا ايجابيا لدفعه للامام ورفع استعداد الجبهة الديمقراطية للتصدي لمحاولات التخريب من قبل طلاب الوطني وبعض التنظيمات السلفية الارهابية الأخري..
وأخيرا عندما نصل لقيادة الاتحاد:
لايعني ذلك نهاية المطاف ، بل يعني ذلك بداية العمل الشاق ، فمثلا اذا كان سكرتير الاتحاد من الجبهة الديمقراطية فهذا يعني :
- أن يكون ملما بقواعد العمل الاداري وضوابط ونظم دستور الاتحاد في ادارة الجلسات، وفهرسة وتنظيم وثائق الاتحاد ومحاضره وامكانياته وتأمينها جيّد.
- توثيق كل النشاط السياسي والتنظيمي والثقافي والاجتماعي والمالي للاتحاد.
- الحرص علي تقديم خطاب الدورة مع الرئيس واجازته من اللجنة التنفيذية والمجلس العام للاتحاد.
- الاصرار علي عقد الجمعية العمومية وعرض خطاب الدورة عليها لاجازته او رفضه.
تعمل الجبهة الديمقراطية علي:
- الالتصاق بقضايا وهموم الطلاب ، واثراء الحياة الجامعية بالانشطة الأكاديمية والفكرية والرياضية والفنية والثقافية وتشجيع نشاط الروابط والجمعيات وتوفير احتياجاتها ، حتي لو كانت مختلفة مع الاتحاد.
- عدم استغلال منابر الاتحاد لخدمة مصالح حزبية ضيّقة وتتعارض مع اهداف الاتحاد.
- التشاور مع الجمعية العمومية للطلاب حول القضايا القومية الكبيرة التي تتطلب اتخاذ قرار حولها مثل: الاضراب، او الاعتصام، او الخروج في موكب للشارع، ...الخ، وعدم مفاجئة القاعدة الطلابية بقرارات فوقية غير مستعدة لها.
- الحفاظ علي ممتلكات الطلاب (عدم حرق المباني والمعامل...الخ)، ادوات النضال معلومة مثل: المواكب والاعتصامات والعرائض والمذكرات والاضرابات..الخ.
ونختم بضرورة دراسة المتغيرات في واقع الحركة الطلابية والزيادة الكبيرة في عدد الطلاب والتي تتطلب اشكال جديدة للاتحادات تلائم هذا التوسع، علي سبيل المثال: كان مجلس الاتحاد يتكون من 40 طالبا في جامعة الخرطوم عام 1956م عندما كان عدد الطلاب 800 ، الآن اصبح عدد الطلاب في جامعة الخرطوم اكثر من 20 ألف ، وهذا يستوجب اعادة النظر في تكوين الاتحاد، وكانت الجبهة الديمقراطية في سبعينيات القرن الماضي قد اقترحت اشكال جديدة مثل : اتحادات الكليات ومجلس للتنسيق بين كل هذه الاتحادات في الجامعة المحددة...الخ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما


.. عبر روسيا.. إيران تبلغ إسرائيل أنها لا تريد التصعيد




.. إيران..عمليات في عقر الدار | #غرفة_الأخبار


.. بعد تأكيد التزامِها بدعم التهدئة في المنطقة.. واشنطن تتنصل م




.. الدوحة تضيق بحماس .. هل يغادر قادة الحركة؟ | #غرفة_الأخبار