الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فاطمة ناعوت في مديح عبد الفتاح السيسي

عبدالرزاق دحنون
كاتب وباحث سوري

2021 / 7 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


سُئل الشيخ إمام ذات مرة في لقاء صحفي عن رأيه بالرئيس "محمد أنور السادات" فأجاب مصححاً بأن من "العيب" أن نطلق على محمد أنور السادات كلمة رئيس -وكان رئيساً- لأن سياساته في الداخل والخارج لا تدل على ذلك مطلقاً، هذا أولاً، وثانياً، لأنه جاء -والكل يعلم ذلك- بانتخابات مزورة وبقي في السلطة بهذه التزوير.

خطرت في بالي هذه الواقعة وأنا أقرأ مقال فاطمة ناعوت في "الحوار المتمدن" تحت عنوان: "هكذا كلّمنا الرئيس قبل سبع سنوات" والمنشور أولاً في جريدة "المصري اليوم" يوم الخميس 8/7/2021 والمقال في مجمله -قصَّاً وتفصيلاً ولبساً- في مديح عبد الفتاح السيسي الذي جاء إلى السلطة وفق أرقام انتخابات تشبه كثيراً أرقام انتخابات محمد أنور السادات ومحمد حسني مبارك وحافظ الأسد وصدام حسين ومعمر القذافي وزين العابدين بن علي وعلي عبد الله صالح وعبد العزيز بو تفليقة. والأرقام تتحدث عن نفسها كما مصر عبد الفتاح السيسي تتحدث عن نفسها:

في 26 مارس 2014 أعلن عبد الفتاح السيسي استقالته من منصبه وزيرًا للدفاع والترشح رسميًا لانتخابات رئاسة الجمهورية، وتقدم في أبريل من نفس العام بأوراق ترشحه رسميًا والتي تضمنت نحو 188 ألف توكيل من المواطنين، وبعد غلق باب الترشح أعلنت اللجنة العليا للانتخابات عن أن المنافسة ستكون بين السيسي وحمدين صباحي فقط في الانتخابات التي جرت خلال شهر مايو 2014 بمشاركة المصريين داخل مصر وخارجها. وقد فاز فيها السيسي بحصوله على 780104 23 أصوات بنسبة 96.9% من الأصوات الصحيحة، كلمة صحيحة جاءت هكذا، ليست من عندي.

بتاريخ 19 يناير 2018 وإبان قرب نهاية ولايته الأولى أعلن عبد الفتاح السيسي ترشحه لولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية المزمع إجراءها في أواخر شهر مارس من نفس العام، في حين أعربت العديد من الصحف العربية والعالمية عن انتقادها البالغ للإجراءات القمعية المتخذة ضد أغلب المنافسين على مقعد الرئاسة مما أسفر عن انحصار المنافسة بينه وبين المرشح الوحيد موسى مصطفى موسى في المقابل صرحت الحكومة المصرية أن الإجراءات المتخذة ضد المرشحين المحتملين، كانت لمخالفتهم إجراءات الترشح القانونية أو القوانين العسكرية المصرية.

في 29 مارس 2018 أفادت تقارير صحفية بأن الأرقام الأولية لعمليات فرز أصوات الناخبين تشير إلى إعادة انتخاب عبد الفتاح السيسي لفترة رئاسية ثانية، وأن عدد المشاركين في الانتخابات بلغ 23 مليوناً و293 ألف ناخب، بينما عدد الناخبين المسجلين في مصر نحو 59 مليون، بمعدل مشاركة بلغ نحو 40% من عدد الناخبين الذين لهم حق التصويت.

في 2 أبريل 2018 أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات، برئاسة المستشار لاشين إبراهيم عن انتخاب عبد الفتاح السيسي رئيسا للجمهورية في ولاية ثانية بفوزه 97.08 % من الأصوات الصحيحة -وكلمة صحيحةـ مرة أخرى، ليست من عندي- وأعلنت الهيئة أن عدد المقيدين بقاعد البيانات 59 مليونا 78 ألفا و138 ناخبا، وعدد من أدلوا بأصواتهم في الخارج 157 ألفا و60 ناخبا، وعدد من أدلوا بأصواتهم في الداخل 24 مليونا و97 الفا و92 ناخبا، وعدد من أدلوا في الداخل والخارج 24 مليونا و254 ألفاً و152 ناخبا بنسبة 41.05%"، وأن عدد الأصوات الصحيحة 22 مليونا و491 ألفًا و921 صوتًا بنسبة 92.73% وأن عدد الأصوات الباطلة مليونًا و762 ألفًا و231 صوتًا بنسبة 7.27% من إجمالي الأصوات. وحصل المرشح عبد الفتاح السيسي على 21 مليونا و 835 ألفا و387 صوتًا بنسبة 97,. 8 % من الأصوات الصحيحة، بينما حصل المرشح موسى مصطفى على 656 ألفًا و534 صوتًا بنسبة 2.92% من الأصوات الصحيحة، وكلمة صحيحة ليست من عندي بكل تأكيد بل هي من عند من أشرف ومازال يشرف على هذا النوع من الانتخابات.

في 2 يونيو 2018 أدى عبد الفتاح السيسي اليمين الدستورية أمام مجلس النواب لفترة رئاسية ثانية في جلسة خاصة وذلك طبقاً للمادة 144 من الدستور المصري والمادة 109 من اللائحة الداخلية لمجلس النواب.


تقول فاطمة ناعوت في مقالها في جريدة المصري اليوم:

"نحن إمّا ناجحون، أو ناجحون. الفشلُ ليس مطروحًا فب مسألة الحفاظ على مصرَ والنهوض بها" هذه العبارةُ الواثقةُ الحاسمة قالها لنا الرئيسُ العظيم عبد الفتاح السيسي في أول لقاءاتنا به منذ تولّى حكمَ البلاد قبل سبع سنوات. وأثبتتِ الأيامُ صِدقَ قوله. صَدَقَ الرئيسُ السيسي عهدَه الذي قطعه على نفسه لمصرَ. بعدما أنقذها من أنياب الإخوان الإرهابيين، شرع من فوره في مرحلة التنمية المستدامة في ملفات الإرهاب وعجز الموازنة والصحة والتعليم والاستثمار ودعم الفقراء والمرأة المعيلة والقضاء على العشوائيات وجودة الطفل المصري وإعادة هيكلة وبناء البنية التحتية والتعمير والطاقة والآثار والرقمية والطرق والزراعة والمزارع الحيوية والمرور وعشرات المنجزات/ المعجزات التي حدثت في سبع سنوات، وكان حُلمُنا أن تحدث في عشرين عامًا. كلُّ ما سبق عطفًا على الملفات الخارجية مع الدول الصديقة والدول المعادية، التي أدارها بحكمة مشهودة جعلت مصرَ في مكانتها التي تليقُ بها. حديثٌ طويل امتد بنا ساعات على المائدة المستديرة في قصر الاتحادية، خرجنا منه ونحن موقنون أننا في حضرة قائد حكيم يوقن أن الحفاظ على مصر والنهوض بها فرضٌ حاسم لا مهربَ منه. لهذا كلّى ثقة في أن أزمة سد إثيوبيا سوف تدار بالحكمة ذاتها التي أدار بها البلد سنواتٍ سبعًا، دون اللجوء إلى الخيار العسكري الذي سوف يُعطّل مشوار التنمية الذي قطعنا فيه شوطًا كبيرًا ومازال الكثيرُ في انتظارنا.

ثمَّ تابعت القول:

في لقائنا به، وفد المثقفين والأدباء، يوم ٢٠ ديسمبر ٢٠١٤، أعرب الرئيس السيسي عن قلقه من الصورة المغلوطة التي قدمها الإخوانُ والإرهابيون عن الإسلام بأفعالهم التي تنشر العنف والدماء والتدمير، وتبثُّ الرعبَ في قلوب الناس. وتمنى الرئيس أن تعودَ صورةُ الدين السمحة كما أرادها الله للعالمين. قال الرئيس: أنا رجل مُتديّن. أغارُ على عقيدتي من تجّار الدين الذين يشوّهون صورة الإسلام أمام العالم. بل أخشى أن أقول إنهم يشوّهون صورةَ الله نفسه، تعالى وجلَّ وعلا علوًّا كبيرًا. وحين التقيتُ بخادم الحرمين الشريفين أسررتُ له بأنني أخشى مساءلة الله تعالى يوم القيامة بوصفنا حُكّامًا لشعوب مسلمة: كيف سمحنا بأن يُتاجَرَ بالدين وأن تُرسَم لله صورة خاطئة؟!

ثمَّ تتابع القول:

منحنا من وقته ساعاتٍ غنية مُنصتًا باسمًا. يستمع بتركيز لكلِّ واحدٍ منّا. وقال إنه اجتمع بنا لكي يضعَ يدَه على هموم المثقفين والأدباء والمفكرين، لأنهم عقلُ مصرَ وضميرُها. تحدثنا إليه عن غياب الحراك الثقافي التفاعلي الذي يليقُ باسم مصر، رغم وجود مثقفين لا حصر لهم. وهو ما أدى إلى انتشار سحابة من التغييب جعلت مصرَ مرتعًا خصبًا للإخوان والتكفيريين الذين قوّضوا مفاصلَها وكادوا يخطفونها إلى مجاهل الظلام والتغييب؛ لولا إرادة شعب مصر الأبيّ وثورتنا الشريفة يوم ٣٠ يونيو ٢٠١٣، ووقوف الجيش العظيم في ظهورنا يحمى ثورتنا بقيادة فارس قوى نبيل هو المشير عبد الفتاح السيسي؛ الذي أهداه الله لنا بعدئذ رئيسًا مدنيًّا وطنيًّا أحب مصر والمصريين.

تكلمنا معه عن أزمة العقل المصري الراهن، وأعربنا عن حزننا على مستوى التعليم المصري على مدى العقود الماضية، وأنّ نوعية ذلك التعليم المتدني تُفرّخ لنا كلَّ عام ملايين من أنصاف الأميين. فقال الرئيسُ إن خطّة النهوض بالتعليم على نحو شامل آتيةٌ في تزامن مع النهوض بمصر اقتصاديًّا واستثماريًّا ومجتمعيًّا، لكن الأهمَّ الآن (آنذاك) هو الحفاظ على مصر من السقوط الذي تستهدفه منظماتٌ ودولٌ تحقد على مصر وترفض سقوط الإخوان؛ الذي كان معبرَ تلك الدول للسيطرة على مصر بكامل ثقلها التاريخي ومركزها السياسية.

كانت مصرُ قبل سبع سنوات مثقلةً بالمحن بعد ثورتين أجهدتا كاهلَها وعقودٍ من الخمول والترهل الاقتصادي. لكننا شعرنا يومها، وأكدت الأيامُ صدقَ شعورنا، بأن مصر في يد قائد وطني حكيم لم يتوقف عن العمل ساعةً واحدة منذ سبع سنوات حتى ينهضُ بمصر. وسوف يستمرُ نهوضُها حتى تتصدّرَ العالمَ بإذن الله. نحن على ثقة في الله الذي قدَّرَ أن يضع يدَ مصرَ الطيبة في يدِ رجل قوى ذكي يعرفُ ماذا يفعل، ويُقدّر لقدمه قبل الخطو موضعَها. وكما قال الرئيس السيسي: لا والله لن يُكدَّر وِرْدى، بإذن الله تعالى.
وتختم مقالها بعبارتها الدائمة:
"الدينُ لله.. والوطنُ لمن يحمى وِرْدَ الوطن"

لتقل فاطمة ناعوت ما تشاء القول في الصحافة المصرية التي تكتب فيها بأجر، فهي أي، فاطمة ناعوت، تنال قدراً من المال لقاء مديحها هذا، وهذا لا يحتاج إلى إثبات واقعة، فهي لا تكتب مجاناً -ببلاش كما نقول في بلاد الشام- بكل تأكيد، ولا حتى بحب عبد الفتاح السيسي، فهي تقبض على هذا الحب، وأنا لا أُعيبها على ذلك، فهذا حقها بكل تأكيد، ولها كامل الحرية فيما تكتبه داخل مصر المحروسة، أما عندما تخرج للكتابة خارج مصر في منبر حر مثل "الحوار المتمدن" وهو محجوب أصلاً في مصر، فأنا حقيقة لا أعرف ما تريد من ذلك. هل الشهرة ما تطمح إليها، أم تلميع صورة عبد الفتاح السيسي، وهل يحتاج عبد الفتاح السيسي إلى تلميع، فهو يلمع، وحديثه في البرنامج الأمريكي "ستين دقيقة" يثبت ذلك؟

أستميحك العذر سيدتي فأنا من أنصار الروائي المصري الممنوع من الكتابة في الصحف والمجلات المصرية والظهور في القنوات المصرية الروائي "علاء الأسواني" لأنه ينتقد عبد الفتاح السيسي مع أن هذا من حقه كما أنت من حقك مديح عبد الفتاح السيسي، وهذه إحدى القواعد الثابتة في "الحوار المتمدن".

عبد الفتاح السيسي في برنامج 60 دقيقة:
https://www.youtube.com/watch?v=KK_LDCGxb8s
https://www.youtube.com/watch?v=FHYLDBBxnWs








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ذكرى التفويض: من يحاسب السيسي بعد 8 سنوات؟
عبدالرزاق دحنون ( 2021 / 7 / 12 - 08:41 )
تكتب الصحفية المصرية
ريدمطر:
https://daraj.com/75579/?utm_source=newsletter&utm_medium=email&utm_campaign=drg_lyom&utm_term=2021-07-12


2 - كلمة الحق شجاعة
حسين علوان حسين ( 2021 / 7 / 12 - 22:13 )
الأستاذ الفاضل عبد الرزاق دحنون المحترم
الجمهوريات العربية أغلبها يحكمها بسطال يسلم السلطة لبسطال ؛ أما المشيخات ، فأغلبها يترأسها مداس يورث السلطة لمداس . و سواء كان الحاكم بسطالاً أم مداساً ؛ فلابد أن يحكم بحمامات الدم و بالاعتقالات الجماعية الأبدية . و رغم تلطخ البساطيل و المدس بدماء الشهداء و بأدران الخيانة و الفشل جيلاً بعد جيل ، إلا من المعلوم أن البساطيل و المدس تهوى التلميع و التفريش ؛ و الملمِّعون و الفرّاشون متوفرون بكثرة في العالم العربي ؛ و بضاعتهم رائجة ، و لهذا نحن متخلفون و مستعبدون .
كل الحب و التقدير .

اخر الافلام

.. الطائرات من دون طيار الفاعل الرئيسي الجديد في الحروب


.. سيول جارفة ضرب ولاية قريات في سلطنة عُمان




.. دمار مربع سكني بمخيم المغازي جراء القصف على غزة


.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: سنرد على إيران وقاعدة نيفاتيم




.. بايدن ينشغل بساعته الذكية أثناء حديث السوداني عن العلاقة بين