الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كورونا هي غضب السماء

طاهر مسلم البكاء

2021 / 7 / 12
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


صباحا ً في أحد مقاهي الناصرية التي تطل على الفرات ، كنت ارقب حركة المياه التي خلتها انها أكبر من كل طغاة الأرض الذين حاولوا ايقاف الجريان الصامت لمياه النهر المتدفقة بعنفوان ناشرة الحياة في الأرض التي استدامت هذا الجريان لآلاف السنين والتي استولدت حضارات عديدة بين ضفتيه ،ولكن هناك من يحاول اليوم كسر هذا العنفوان الذي ولد مع ولادة الحياة ، وتغيير مسار كل شئ في حياتنا ، فالأنهار تقطع وتحول مساراتها الطبيعية ،وعقائدنا يجب ان تتغيير، والتكنلوجيا الحديثة تسخر لصناعة السلاح الحديث والذي قتل به الاف البشر وتخريب حياتهم ونشر البطالة والجوع والخوف في ربوع واسعة من الأرض وبضمنها تسهيل مهمة الأوبئة والفايروسات القاتلة .
وهل يمكن لدولة ان تتسيد الأرض بماتملكه من سلاح فتاك وقوة قاهرة ،ولكنها لا تملك الأخلاق واللطف بعباد الله على هذه الأرض .
كنت استرق السمع الى مجموعة من رواد المقهى ،كان احدهم يقول ان هذا الوباء هو غضب رباني على البشر وخاصة على أولئك الطغاة الذين استشعروا ان قوتهم تعلو كل قوة ، ولم يتعظوا بمن مر على هذه الأرض من قبلهم ، فلقد ذكرت الكتب السماوية بأسهاب كيف كانت نهاية الطغاة الأوائل ممن سبقوهم في العيش على هذه الأرض ، كالنمرود وفرعون وقوم لوط وقوم عاد وغيرهم ، ان البشر يكرر أخطاءه نفسها على هذه الأرض ،دون ان يستفاد من تركة الماضين ، وكمثال قريب ، بعد سقوط الأتحاد السوفيتي وبروز الولايات المتحدة الأمريكية كقوة عظمى تسير بفلكها الدول الأوروبية وتأتمر بتوجيهها، شعروا بماكان يستشعره النمرود وفرعون وغيرهم ممن طغى وتجبر فأنتقم الله منهم ، ولم يكن يستمعوا الى صوت العقل الذي يوصي بأن الحياة ستكون أجمل وأنفع لو سلك الجميع ،القوي والضعيف ،طريق السلام والتعاون وعدم الأعتداء على حقوق الآخرين ،وعندها سيكون القوي أكثر قوة وستكون ثقة الآخرين في التعامل معه كبيرة مما يؤدي الى نتائج عظيمة في صالح الجميع ، بعكس الجشع وحب السيطرة وسرقة موارد الآخرين وتدمير ممتلكاتهم ونشر الظلم والفساد فنهايته معروفة .
قال الله تعالى :
وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِـمُونَ إنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ..42 / سورة ابراهيم .

أمريكا ليست الدولة الأولى التي تهزم في افغانستان ،لماذا لم يتعظوا ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الم يرتكب اليونيد بريجنيف قبل اربعة عقود خطيئة دخول افغانستان ،لماذا كررها بوش الأبن مع سبق الأصرار والترصد ،ولم يكن بريجنيف أول من هزم في تلك البلاد التي اثبتت صعوبة تطويعها وخضوعها من قبل ،كما ان بوش كرر ذات الخطأ مع العراق فكان مما عجل في انهيار أمريكا ،في استنزاف بشري ومالي لايمكن حسابه ،ولم تعوضه كل السرقات من موارد تلك البلدان، وسيكون هناك يوم أيضا ً مشابه سيهربون فيه من العراق .
وكما سَر الأمريكان هروب السوفيت من افغانستان ،فقد سَر سيد الكرملين ،الثعلب ، وقد يكون ابتسم ابتسامة النصر وهو يرى الأمريكان يهربون بجلودهم من افغانستان ، لقد وصف ابن بطوطة الأفغان انهم أهل شدة وبأس ولكن هل طغاة من امثال بريجنيف وبوش الأبن ينصتون لأبن بطوطة وهم يرون أشرس ما أنتج على الأرض من سلاح بتصرفهم ، لم يكونوا يصدقوا أبدا ً ماوصل اليه الحال أخيرا ً لكل منهم .
ومن الطريف انه عام 1839 م ،كانت قد حاولت قبلهم الأمبراطورية البريطانية ،غير ان جيوشها فرت في عز الشتاء ونحروا في الممرات الجليدية الوعرة .
أما كان اولى ببوش من ان يسلَم على أكثر من اربعة آلاف أمريكي وبريطاني قتلوا في افغانستان حسب البيانات الأمريكية وآلاف الجرحى وترليونات من الدولارات ،لو انه استفاد من تاريخ من سبقوه من الطغاة والمارقين الذين مروا فوق هذه الأرض !
قال الله تعالى :
أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ .. 9/ سورة الروم .



الوباء هو غضب السماء حتى لو كان البشر هو من صنعه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الذي يركز في سير التاريخ ،ونواهي وزواجر الكتب السماوية ،بصورة دقيقة سيجد ان كل ما مر بنا قد عاشه البشر من قبلنا ،وان علينا ان ننبذ القتل والسرقة وغياب العدالة سواء على مستوى الأفراد أو على مستوى الدول لنتجنب غضب الله تعالى ،ولنحيا حياة سعيدة مملوءة ببركاته ورضاه ، وهو الذي خلق كل الطيبات ،ولكن البشر من يصنع الشر فيشرب من كأسه في نهاية الأمر .
لقد اسرفت الدول الكبرى في الطغيان وفي عدم احترامها لكرامة البشر خارج بلدانها ،واسرفت في القتل والحصارات والتجويع ونشر الفوضى التي اصبحت سمة لعصرها ،فسمتها الفوضى الخلاقة ،ولكن من اين لفوضى ان تكون خلاقة إلا ّ في الأخلاق الجديدة التي تحاول الدول المارقة نشرها ،وهكذا فأن الأنسان البسيط الذي يتعرض وتعرض لكل هذه الفضائع ،لايكون له ملجأ سوى الشكوى الى الله القادر على كل شئ ،وهو الأكبر من كل الطغاة والقتلة المتجبرين .
قال تعالى :
فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْـحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً .. 15 / فصلت .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن


.. الشرطة الفرنسية تعتقل شخصا اقتحم قنصلية إيران بباريس




.. جيش الاحتلال يقصف مربعا سكنيا في منطقة الدعوة شمال مخيم النص


.. مسعف يفاجأ باستشهاد طفله برصاص الاحتلال في طولكرم




.. قوات الاحتلال تعتقل شبانا من مخيم نور شمس شرق طولكرم