الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الدواعش في مناهجنا التعليمية!
فريدة رمزي شاكر
2021 / 7 / 14العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
نحن شعوب تمجد جلادينا ونصنع التماثيل لقتلتنا بحجم جرائمهم، ونسمي جرائمهم بطولات ، ثم نقوم بعملية غسيل لعقول أولادنا ليصير إنتمائهم خارج وطنهم ! ، ثم نسقي أولادنا تاريخ الإحتلال والمحتلين ليتجرعون سمومهم وهم في عمر الزهور والبراءة، في الوقت الذي نحارب ثقافياً هذا التاريخ المخزي والمؤلم والمملوء دموية وجرائم مسكوت عنها!
مافائد أن يدرس أطفالنا بالصف الأول الإعدادي قصة السفاح عقبة إبن نافع؟! في القصة، سؤال ل «عقبة» متى نلتقى بأعداء الله، ثم يصدر أوامره بضرب الرقاب!
القصة مليئة بمشاهد الدم وتوجيه خطاب مباشر للمختلف فى الدين خطاباً لا يصلح الآن فى ظل دولة مدنية تقوم على حقوق المواطنة، فمصر لها خصوصيتها عن بقية دول المنطقة.
و الأغرب أن القصة تشجع بل تفرض على من امتنعوا عن دخول دينهم، أن يدفعوا جزية سنوية_ (ص 19)، ووصف المختلفين في الدين بأنهم" أعداء الله" !
فأين مفاهيم المواطنة، ولماذا يفرض على أطفالنا المسيحيين وغير المسلمين هذا الخطاب من الكراهية والعنجهية الفارغة؟! هل ستتقدم مصر بتربية أطفالنا على هذا الجهاد البربري؟!
_ فلا نلموم شبابنا إذن من الذين يذهبون للجهاد في صفوف داعش ويطبقون ما تعلموه من قطع الهامات وجزّ الرقاب ويقاتلون أعداء الله المخالفين لهم في الدين!
لماذا لانعلمهم التسامح والجمال وحب الحياة لاثقافة الموت والقتل، وأين حب الانتماء للوطن وتعليمهم قصص من كفاح المصريين في كافة العلوم، و تاريخ شخصياتنا الوطنية والتنويرية فمصر كم كانت ومازالت ولَّادة وأنجبت ملايين من العقول والمفكرين الحقيقيين الذين نحبهم ونجلهم كعالمنا الدكتور أحمد زويل والدكتور العالمي مجدي يعقوب.
_ كيف نرتقي بأخلاقيات أولادنا ونحن نغرس فيهم دموية وإجرام القتلة الغزاة ونعلمهم تاريخ وبطولات وهمية لاوجود لها سوى في عقول الدواعش، فنحن نعيش الآن صراع الهويات وإثبات الوجود، والإنتماء للهوية هو الكنز الحقيقي لأصحاب الأرض ضد عبث المحتلين بثقافة وتاريخ الشعوب الأصلية.
ولمن يدّعون اليوم من على المنابر أنّ هؤلاء جاءونا بالتنوير.. أقول لهم.. أن هؤلاء الأعراب فعلاً مروا من هنا، وهم من كانوا يقضون حاجتهم في الخلاء! كيف نأخذ ثقافتنا وحضارتنا من شوية ظلاميين حفاة جاءونا بالقتل وسفك الدماء؟!
_ كيف نمجد تاريخ هؤلاء من قتلوا وسبوا وإغتصبوا أجدادنا وجداتنا، ومحوا تاريخ السكان الأصليين ؟!
هكذا وضعنا في كل شبر ببلداننا تماثيل تمجد قاطعي الرؤوس والدواعش ونقدسهم كآلهة غير قابلة للنقد! وأطلقنا أسمائهم تيمناً بهم وبعروبتهم على شوارعنا ومدارسنا ومحلاتنا، وعلمنا أطفالنا أن الغزو الجهادي بطولة البطولات، وأنه في سبيل الله.
وصنعنا لهم التماثيل في الميادين مثل تمثال صلاح الدين الأيوبي في دمشق، وتمثال عقبة إبن نافع في بسكرة بالجزائر، وأعتبرناهم فاتحين وماهم سوى غزاة محتلين وقُطاع طرق، ومصاصي دماء.
لماذا نظل مغيبين ونصمم على تغييبنا وإهدار كرامتنا وأرضنا، ونرتضي بالعِهر الذي مارسه هؤلاء ضد أجدادنا والعمل على مدار مئات السنين من تحطيم حضارتنا!
أليست حروب اليوم في بلادنا سببها ضياع الهويات؟!
ويكتبون لنا تاريخاً مزيفاً لتخدير العقل الجمعي للشعوب بإسم عروبتهم، من غزو عربي دموي لبلاد الشام ومصر وشمال أفريقيا.
_ وأختم بهذه القصة المتداولة وأسأل هؤلاء الذين يصممون على حشو مناهج أطفالنا بقصص مريقة للدماء مثل قصة عقبة إبن نافع.. وأسألهم:
هل أنتم جئتم أيضاً مع عقبة إبن نافع من شبه الجزيرة العربية ؟!
زار أحد الأجانب مدينة بسكرة الجزائرية فرأى تمثال عقبة بن نافع...
سأل : من هذا ؟
قالوا له : هذا نصب سيدنا عقبة!
سأل : من عقبة؟
قالوا : هذا أحد الفاتحين قاد جيشََا من شبه الجزيرة العربية و أتى ليفتح شمال إفريقيا.
قال : و لماذا ؟ هل كانت شمال إفريقيا مقفلة؟
قالوا : لا... جاء بدين الرّحمة و السّلام
قال : و هل دين الرّحمة و السلام يحتاج لجيش مسلّح؟
قالوا : لقد أتى بالجيش لمجابهة جيش إكسيل
قال : و من أكسيل؟
قالوا : هو أحد ملوك شمال إفريقيا
قال : يعني أن أكسيل كان يدافع عن أرضه و عرضه...و أين تمثال أكسيل؟
قالوا : لا...أكسيل خائن و هو من قتل عقبة بن نافع
قال: هل أنتم أيضََا جئتم مع عقبة من شبه الجزيرة العربية؟
قالوا: لا...نحن السّكان الأصليين لهذه الأرض
قال: كان يدافع عن أرضكم و عرضكم ... كيف خان؟ من خان؟ أنتم الخونة لأنّكم تضعون تمثالا لمستعمر و تسمّون من دافع عن أرضكم و عرضكم خائن .
_ فلماذا لاتقوم إحتجاجات تنويرية لتحطيم تماثيل الغزاة المجرمين من بلادنا، ومسحهم من ثقافتنا اليومية، فعقبة وأمثاله يمثلون رمزاً سياسياً ودينياً بشعاً، فكم إقترفوا هم ومن بعدهم من التابعين، من جرائم مسكوت عنها وبإسم الله !!
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - الدواعش في دروس الدين
عبد الفادي
(
2021 / 7 / 14 - 03:03
)
وحتى ان تخلصنا من مناهج الصف الأول الأعدادي فهناك في درس الدين يعلمون الأطفال والشباب كيف يشتمون ويزدرئون الأديان الأخرى بنصوص آيات محكمات ، ففي سورة الفاتحة مثلا يتعلم الطفل أن المسيحيين هم قوم ضاليين واليهود مغضوب عليهم ، وفي سورة البينة 6 يتعلم الطالب ان اهل الكتاب هم شر البرية اي شر المخلوقات ، وفي سورة آل عمران 110 يتعلم الطالب ان اهل الكتاب اكثرهم فاسقون ، وفي التوبه 29 تصف اهل الكتاب بالصاغرين اي اذلاء ، علما بأن كلمة صاغرين اطلقها القرآن على ابليس حسب سورة الأعراف 13، كما ان التوبه 30 تكفر وتلعن النصارى ، فماذا نقول للأخوة المسلمين سوى قول السيد المسيح «يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ» فهم ليسوا سوى ضحية لتعاليم إله سماه القرآن خير الماكرين ، تحياتي استاذة رمزية
2 - تصحيح خطأ
عبد الفادي
(
2021 / 7 / 14 - 06:14
)
حصل خطأ غير مقصود في كتابة اسم الأستاذة فريدة في السطر الأخير من تعليقي السابق لذا اقتضى التنويه واقدم اعتذاري على هذا الخطأ
3 - حقيقه تاريخيه
على سالم
(
2021 / 7 / 14 - 07:09
)
كل الاديان بشريه وليس لها اى علاقه بالسماء
4 - و بموجب
مسافر عبر الزمن
(
2021 / 7 / 14 - 08:33
)
و بموجب آيات الذكر الحكيم فأنا أفيدكم علما بأننا قد هربنا من دين الله أفواجا أفواجا
.. مدينة القيروان في تونس تستعيد ألقها الروحي خلال شهر رمضان |
.. صلاة التراويح فى الكنيسة الإنجيلية بالمنيا .. نصف المغفرة من
.. نجوي كرم تتحدث عن رؤيتها للسيد المسيح 13 مرة في ليلة واحدة
.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في لبنان تمطر مستوطنة كريات ش
.. الدكتور عبد الحليم محمود.. رحلة في حياة شيخ الأزهر الأسبق