الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا لو لم تنجح ثورة تموز 1958 ؟؟

لؤي الشقاقي
كاتب _ صحفي _ مهندس

(Dr Senan Luay)

2021 / 7 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


ماذا كان سيحدث لو لم تنجح ثورة او انقلاب او حركة تموز 1958 ؟؟

قد يكون سؤال غير جديد ولكنه مهم ويمكن ان يسلط الضوء على بعض الوقائع والحقائق ، انا هنا لا امدح ولا اذم بل اذكر ما اجتمعت عليه الاراء فقط واطرح رؤيتي وللقارئ الحق بالرفض او التأييد .

- بداية كل الضباط الذين شاركوا مع عبدالسلام كانوا سيعدمون جميعاً كما حصل في مايس 1941 ، وعبدالكريم كان سيقود القوة العسكرية التي يأتمر عليها ويهاجم بغداد بقسوة لانقاذ رقبته من مصير رفاقه محاولاً انجاح الثورة وهذا يعني حصول مجزرة ستودي بحياة المئات من الجيش والاهالي "حيث تم الاتفاق بين كريم وسلام بان يدخل الاخير بغداد وينفذ الثورة على ان يتأخر الاول في الوصول عدة ساعات ويكمل ما بدأ به الثاني في حال فشله" .. او الوجه الأخر للقصة ان كريم سيتنصل عن الاتفاق مع سلام ويقف مع الملك ويُنكل برفاقه من الضباط حتى يبعد عن نفسه الشبهة والمصير المحتوم .

- كان الوضع العام في البلاد سيصبح اكثر فوضوية وصعوبة ، وكانت الحكومة ستفرض المزيد من الرقابة على الصحافة وتقيد الحريات وتمنع اي تجمعات وتشدد الرقابة على الجيش وتفرض وصاية عليه والخ ، وتخرج تظاهرات شعبية مؤيدة للضباط في تغيير وجوه النظام مع ابقاء الملك ، ثم تقال الحكومة وتعلن الاحكام العرفية ويزداد الوضع السياسي تخبطاً .

- كان سيؤدي الى اشتداد الخلافات بين الثلاثة الكبار ، وخصوصاً ان العلاقة بين نوري باشا والوصي اصبحت اكثر توتراً وتعقيداً من اي فترة سابقة مع تقدم الباشا في العمر ومحاولته سحب بساط السلطة من تحت اقدام الوصي لصالح منحها للملك الشاب ، ولكون الباشا يرى انه مؤسس المملكة مع فيصل الاول وجعفر العسكري، وهو من افنى حياته وضحى من اجل المملكة عندما كان الوصي طفلاً يلهو ويلعب ، وان الملك ليس سوى لعبة بيد الوصي وهذا ماكان يؤرق الوصي كثيراً .

- الملك فيصل بطبيعته الوادعة المتسامحة كان سيعارض اعدام الضباط المتورطين في الانقلاب والوصي كان سيصر على اعدامها بل وتعليقهم كما فعل في حركة مايس 1941 وهذا ماكان سيضيف ازمة الى ازمات سابقة بدأت منذ انتهاء وصاية عبدالاله بسبب رغبة فيصل في انفاذ سياسته وتطبيق افكاره المتطورة والاكثر حداثة على حساب افكار رجعية للوصي وشيوخ السياسة ، واقتناع الوصي ان فيصل كبُر ويريد السير خارج مظلته .

- شيوخ وزعماء السلطة ولوبيات السياسة كانوا سيبقون كما هم ولن يتغير الحال ، واذا ذهب الاب حل الابن مكانه .

- الاقطاع كان سيبقى جاثم على صدر اقتصاد المملكة وستبقى مفاتيح الاقتصاد في جيب التجار والشيوخ وبعض السياسيين .

- مجلس الاعمار كان سيكمل مشاريعه ليشهد العراق نهضة في مجالات وصُعد الاقتصاد والصحة والتعليم والاسكان والطرق وغيرها ، ومع عودة الشباب من البعثات الدراسية من الخارج محملين بافكار تنموية حديثة متطورة ودعم الملك لهم البلاد .

- الحالة المعاشية للشعب كانت سترتفع وينتعش الاقتصاد وتتعافى المملكة ولكن بشكل بطيء بعد انتهاء الديون عام 1957 ، وذلك بسبب الاتفاقات النفطية واحتكار الشركات الاجنبية له(هذا الاتفاق كان افضل مامتوفر في حينه) .

- الشراكة البريطانية العراقية الامريكية الاردنية كانت ستزداد عمق وترابط خصوصاً مع اقامة حلف بغداد ورغبة امريكا الملحة في ايجاد موطئ قدم قوي في مواجهة عبدالناصر والسوڤيت ، وكان العراق مهيئ وليس افضل منه لهذا الدور "سيكون افضل من دول الخليج والاردن حالياً" .

- ماكان سيصبح في العراق الزعيم الاوحد ولا قاسم صمونة ولا صورة للزعيم في القمر ولا قائد ضرورة ، بل كان سيبقى ملك شاب طموح لهُ رؤية وحماس ، ولم نكن لنرى محكمة الشعب ومحكمة الثورة ولا مجلس قيادة الثورة بل مؤسسات ونظام ، ولا هتافات بغيضة مثل ماكو مؤامرة تصير والحبال موجودة ولا اعدم اعدم لتكول ماعدنه وكت ولا عبد السلام منريده عاني ومدكدك ايده ولا بالروح بالدم نفديك ياسلام او نفديم يا ابو هيثم او نفديك يا صدام .

النظام الملكي كان يحمل الكثير من السوء والاخطاء ، اهمها انه جهل انه بحاجة سريعة للتغيير والتأقلم مع المتغيرات السياسية ، واكتفى بالكهول على حساب شباب مثل سلام وكريم وحتى فيصل (اول مظاهرة يشتم فيها الملك كانت عام 1956 وهذا كان انذار أولي بقرب زوال الملكية .. ولكن القائمين على النظام كانوا ينكرون انه شاخ واصبح بحاجة الى دم جديد) .
النظام الملكي لم يكن مثالي لكن النظام الجمهوري كانت مساوئه اكثر واخطائه اكبر . اخطائه ومساوئه وقتل الملك دفع الناس للترحم على النظام الملكي وافراده ، كما يترحم الناس اليوم على الدكتاتور ونظامه بعد ان شاهدوا فساد النظام الديمقراطي وعفانة اركانه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نازح من غزة ينشئ صيدلية مؤقتة في خيمة برفح


.. غالانت يتعهد باستمرار الحرب ضد حزب الله | #رادار




.. بايدن: القانون الذي صدق عليه الكونغرس يحفظ أمن الولايات المت


.. رويترز نقلا عن مسؤول إسرائيلي: جيشنا يستعد لعملية رفح وينتظر




.. العاهل الأردني وأمير الكويت يشددان على أهمية خفض التوترات في