الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسلان حسبولاتوف، مذبحة إكتوبر 1993

حسن مدبولى

2021 / 7 / 15
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


رسلان حسبولاتوف هو رئيس مجلس النواب السوفيتى الأسبق أعلى سلطة تشريعية فى دولة الاتحاد السوفيتى قبل تفكيكها وانفصال العديد من أقاليمها عن السلطة المركزية وتحولها الى دويلات جديدة ،كان رسلان حسبولاتوف ينتمى الى جمهورية الشيشان التى لا تزال حتى الآن ضمن مكونات الدولة الروسية التى حلت محل الاتحاد السوفيتى ، وكان أستاذا للاقتصاد بالجامعات السوفيتية بجانب مسئولياته السياسية، عرفت عنه مواقفه الوطنية المشرفة والتى حاول من خلالها الحفاظ على وحدة الدولة السوفيتية،كذلك دفاعه الدائم عن العدالة الاجتماعية والمساواة، ومواقفه الصلبة لمنع تحويل بلاده الى مجرد سوق للمنتجات الغربية بسبب السياسات التى كان جورباتشوف الرئيس السوفيتى الموالى للغرب قد بدأ فى تسويقها، كما قام البروفوسير رسلان حسبولاتوف بخوض معارك شرسة وعنيفة ضد كل من كانوا يعملون لحساب أمريكا وأوروبا فى وطنه ، ورغم معارضته للسياسات التدميرية التى أرساها جورباتشوف الرئيس الأسبق للإتحاد السوفيتى، إلا أن حسبولاتوف ذلك الرجل العظيم رفض مساندة انقلاب عسكرى ضد الرئيس جورباتشوف عام 1991 ، مما ساهم فى إفشال الانقلاب ودحره ،كما وقف حسبولاتوف أيضا ضد محاولات بعض أبناء الشيشان للانفصال عن الاتحاد السوفيتى رغم إنتمائه العرقى والدينى لهم ،
بعد استقالة جورباتشوف نهاية عام1991 تم تعيين رئيس جديد هو بوريس يلتسين بمساعدة من فلاديمير بوتين رئيس المخابرات السوفيتية، وقد فوجئ رئيس البرلمان السوفيتى بقيام رئيس الجمهورية الجديد وأجهزة مخابراته بإستكمال تفكيك مقومات الدولة السوفيتية وبطريقة أسوأ مما كان الأمر عليه أيام جورباتشوف، فتصدى السيد رسلان حسبولاتوف لتلك السياسات المخزية التى تفرط فى الأمن القومى للبلاد وتبيعه بثمن بخس لأعدائه، ونتيجة لإخلاصه لوطنه ولأبناء شعبه، واجه حسبولاتوف حملات اعلامية مشبوهة ضده شنها الاعلام الغربى وبعض الذين تسللوا الى الداخل السوفيتى فى فترة جورباتشوف،لكنه صمد بصلابة وواجه تلك الحملات الممولة من الخارج ، وكان يعقد مؤتمرات سياسية للرد على تلك الإفتراءات موجها حديثه المباشر للشعب السوفيتى ، ومحذرا من المضى فى الشراك التى تنصب للأمة السوفيتية،وقد ساهمت مواقف حسبولاتوف الوطنية فى فضح العديد من عملاء أمريكا بالداخل الروسى كما ساهمت هذه المواقف أيضا فى نشر الوعى بين شريحة كبرى من الناس من الذين كانوا ضحايا للإعلام المحلى والخارجى، وبدأ هؤلاء الشرفاء ينتبهون للدور المشبوه الذى كان ينفذه رئيس الجمهورية الجديد بوريس يلتسين ورئيس وزرائه بوتين،فتضامن معظم شباب روسيا مع رئيس البرلمان ضد قرار رئيس الجمهورية بتقليص سلطات البرلمان وحل مجلس السوفيت الأعلى عام 1993دون أن يكون لديه أى سند قانونى أو دستورى سوى مساندة الولايات المتحدة وأوروبا !! وردا على تلك القرارات التعسفية إعتصم رسلان حسبولاتوف ومعه غالبية الأعضاء بمبنى البرلمان واصدروا قرارات بعدم شرعية قرارات يلتسين ورئيس وزرائه ، فقام يلتسين وبوتين باصدار قرارا جمهوريا بحصار مقر البرلمان تمهيدا لإقتحامه ؟ وعلى أثر ذلك قام مئات الآلاف من الشبان المتظاهرين بالوصول الى مقر البرلمان لحمايته بأجسادهم دفاعا عن مستقبلهم ومستقبل بلادهم ،وإنضم إليهم ايضا نائب رئيس الجمهورية ألكسندر روتسكوى ،وتم الإعلان عن عزل بوريس يلتسين من كافة سلطاته التنفيذية كرئيس للدولة وكذلك عزل مساعديه ومنهم بوتين ،
لكن فى يوم الجمعة 3 أكتوبر 1993 قامت قوات من الشرطة والأمن والجيش من الموالين ليلتسين وبوتين والمدعومين من رجال الأعمال الجدد وكذلك من الكنيسة الروسية والولايات المتحدة ، قامت تلك القوات بقصف المتظاهرين والمعتصمين خارج وداخل مبنى البرلمان السوفيتى بالدبابات والمدفعية والصواريخ ،وقد أدى ذلك العمل الجبان إلى مقتل وإصابة عشرات الآلاف من النواب و الشباب المتضامنين معهم ، وكذلك إحراق مبنى البرلمان بالكامل وسط مباركة وتهليل أمريكا وأوروبا ومساندتهم لبوريس يلتسين والعسكر الروس المجرمين التابعين له الذين قبلوا بقتل وسحق أبناء شعبهم ، ولم يحترموا نواب الشعب المنتخبين، ولم يحافظوا على حياة المتظاهرين السلميين المتضامنين مع أعضاء البرلمان ورئيسه ونائب رئيس الجمهورية، وقاموا بإستخدام القوة المسلحة لتمكين عملاء الغرب من مفاصل البلاد ،بحجة التحول الديموقراطى والقضاء على الديكتاتورية ؟
وبعد ست سنوات وفى عام 1999 قام بوريس يلتسين وبدون الرجوع للشعب، بالتنازل عن الحكم إلى رئيس وزرائه ورجل المخابرات السابق فلاديمير بوتين الذى كان ذراعه الأيمن فى سحق إرادة الشعب السوفيتى ،
كان من الطبيعى أن ينتج عن كل تلك الكوارث المتتالية إنهيار وتهلهل الإتحاد السوفيتى وانقسامه وتشرذمه ، وأن تتحول روسيا من محور و مركز للحكم بإمبراطورية عظمى تضم و تقود عشرات الدول، الى مجرد دولة ضعيفة من دول العالم الثالث، تصدر المرتزقة والعاهرات لمن يطلب ، يقودها شخص واحد يتلاعب بكافة ثوابتها لكى يستمر هو فى الحكم (الديموقراطى) لأجل غير مسمى ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا


.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس




.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم


.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟




.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة