الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ستعيد العولمة إحياء الاشتراكية والشيوعية

مجدى عبد الحميد السيد
كاتب متخصص فى شئون العولمة والتكنولوجيا

(Magdy Abdel Hamid Elsayed)

2021 / 7 / 15
العولمة وتطورات العالم المعاصر


لقد بدأت العولمة مطلع التسعينيات مع انفراط عقد الاتحاد السوفيتى السابق متبنية المبادئ الرأسمالية وحرية التجارة حول العالم ولكن بمفهوم أمريكى جعل عدة آلاف من رجال الأعمال قارونيين (نسبة إلى قارون اليهودي التاريخى) ولم تنصف العولمة كثيرا عامة الناس ، فظهرت حالات عدم المساواة بين البشر وتقسيمهم إلى طبقة رجال أعمال مكونة من عدة آلاف تمتلك الثروات العالمية ثم طبقة ضئيلة متوسطة من الفئة الأدنى من أصحاب الياقات البيضاء ثم غالبية من طبقة المطحونين اللاهثين وراء المال وهم غالبية الموظفين والعمال الذين أصبحوا تروسا فى آلات العولمة من الصباح للمساء بعودة عصرية لمرحلة الإقطاع ولكن بصورة وظيفية كأحد مساوئ العولمة الأمريكية ، ولم تصلح الرأسمالية والليبرالية الأمريكية فى ضبط إيقاع العولمة على عكس بعض الدول الأوروبية التى حاولت على مضض إدخال البعد الاجتماعى فى اقتصاد العولمة ليتقلص الفارق بين الأغنياء والفقراء ولا يتغول رجال الأعمال كما حدث فى الولايات المتحدة .
ولكن الغريب فى الأمر أن الصين - وفى نفس الوقت- تبنت نفس مبادئ العولمة وهى دولة شيوعية اشتراكية بالأساس ونجحت فى رفع الأجور فى الصين فى ظل ضعف تحسن الأجور فى الولايات المتحدة مما انعكس على إحساس العامة بالتطور فى الصين مع القضاء على الفقر الذى كان يصيب 95% من الشعب الصينى قبل نهاية السبعينيات من القرن الماضى . ومع نجاح الصين الشيوعية بدأت الأنظار تتجه إلى نجاح الشيوعية والاشتراكية فى احتواء العولمة التى بدأت رأسمالية بالأساس ، بعد أن وسعت الصين قاعدة الملكية العصرية (قاعدة رجال الأعمال) لتضم أكثر من 150 مليون صينى بدلا من عدة آلاف كما فعلت الولايات المتحدة ، ثم استطاعت رفع مستوى نصف الشعب الصينى إلى الطبقة المتوسطة من خلال متلازمة صناعية تجارية غير مسبوقة جعلت الناتج القومى يتضاعف 25 مرة خلال فترة لا تزيد عن أربعين عاما مما يعد معجزة اقتصادية سياسية بالفعل . ولم يقتصر الأمر على ذلك بل حاولت الصين غزو العالم من خلال البضائع الرخيصة التى تم تقليص هامش الربح الناتج عن الملكية الفكرية فيها إلى أقل درجة ممكنة ، فالجهاز أو الآلة التى كانت تباع بعشرة آلاف دولار يمكن أن تباع بألف دولار مع تقليص هامش ربح الملكية الفكرية ، مما نعكس على سلاسل التوريد حول العالم ، وقد لمسنا جميعا ذلك فى تدنى أسعار الأجهزة التكنولوجية مثل الموبايل والكمبيوتر وقطع الغيار والأجهزة العلمية بصورة كبيرة عما كانت منذ عشرين عاما .
أما الشئ الغير متوقع تماما فهو ثبات الحزب الشيوعى الصينى أمام موجة العولمة ونجاحه الغير متوقع فى السيطرة على الشعب الصينى لتصل درجة رضاء الشعب الصينى عن حكومته قبل جائحة كورونا إلى 93% ثم زادت نسبة الرضاء بعد تغلب الصين على جائحة كورونا بالعلم والتكنولوجيا إلى 95% ، على العكس مما حدث بالولايات المتحدة يوم 6 يناير 2020 وانقسام الشعب الأمريكى حول الديموقراطية بمحاولة الوصول للشعبوية والقفز على نتائج الديموقراطية مثلما يحدث فى دول العالم الثالث بل وإدعاء تزوير الانتخابات .
إن العولمة الجديدة ( العولمة 2 ذات الطابع الصينى الأوروبى) التى بدأت مع جائحة كورونا تشير إلى إعادة إحياء الشيوعية والاشتراكية فى الصين وغيرها ولكن بطريقة غير الطريقة اللينينية السوفيتية القديمة ولكن بخلطة عصرية أبدعتها الصين ما بين حرية التجارة والعولمة والاشتراكية والشيوعية فى ظل وجود حزب وحيد حاكم هو الحزب الشيوعى الصينى الذى احتفل منذ عدة أيام بمرور 100 عام على ظهوره للوجود فى الصين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف مستمر على مناطق عدة في قطاع غزة وسط تلويح إسرائيلي بعملي


.. عقب نشر القسام فيديو لمحتجز إسرائيلي.. غضب ومظاهرات أمام منز




.. الخارجية الأمريكية: اطلعنا على التقارير بشأن اكتشاف مقبرة جم


.. مكافأة قدرها 10 ملايين دولار عرضتها واشنطن على رأس 4 هاكرز إ




.. لمنع وقوع -حوادث مأساوية-.. ولاية أميركية تقرّ تسليح المعلمي