الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حين يحاضر سجان المملكة الاول في حقوق الانسان

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2021 / 7 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


من خلال واقعتين متتاليتين ، وغير متباعدتين ، كتابة الدولة الامريكية للشؤون الخارجية " تُجبّدْ " اذنيْ وزير خارجية النظام المغربي في موضوع حقوق الانسان بالمملكة الشريفة ..
+ كانت المرة الاولى ، عندما تداول ناصر بوريطة مع كاتب الدولة في الشؤون الخارجية الامريكية ، السيد Antony Blinken .
+ وكانت المرة الثانية ، في تصريح الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية الامريكية ، السيد Ned Price حول واقع حقوق الانسان الأكثر من متدهورة في المغرب ..
ففي كلتا الحالتين ، قرعت الإدارة الامريكية النظام المغربي ، عن الوضع المُزْري لحقوق الانسان ، على ضوء الاحكام القاسية التي صدرت في حق مناضلين معارضين لسياسة النظام ، وليسوا معارضين للنظام ... وكانت القطرة التي افاضت الكأس ، الحكم العشوائي ضد سليمان الريسوني بخمس سنوات سجنا ، ومائة الف درهم كذعرة . وقبل هذا الحكم هذا ،كان الحكم الجائر ضد توفيق بوعشرين بخمسة عشر سنة ، رغم ان احدى الضحايا " عفاف برناني " ، رفضت ان تشهد الزور في حق بوعشرين ، وقالت السجن احب لي من ان اشهد الزور . وقد قضت بسبب موقفها الشجاع هذا ستة أشهر في سجون امير المؤمنين ، حامي حمى الملة والذين ، والساهر على سلامة وصحة المواطنين ...
+++ الحالة الأولى ) . فبخصوص الحوار الذي دار بين بوريطة ، وبين السيد Antony Blinken ، حصر وزير خارجية النظام المغربي فحوى الحوار مع السيد Blinken ، في تعزيز العلاقات الثنائية بين النظام المغربي المعزول دوليا ، والمعزول شعبيا داخليا ، وأفق تطوريها .. لكن تصريح كاتب الدولة في الشؤون الخارجية السيد Antony Blinken ، فنّد وكذب خرجة بوريطة ، عندما غرد المسؤول الأمريكي في حسابه ب Twitter ، بان اصل الحوار ، كان حول موضوع حقوق الانسان ، والقلق الأمريكي من تدهور هذه الحقوق من قبل النظام المغربي ، حاثا بوريطة على ضرورة التشبث بحقوق الانسان ، بدل الانغماس في قمع الصحافيين ، والمثقفين ، والمفكرين ، والمعارضين السلميين لسياسة النظام ، وليس للنظام كنظام .. لانّ لا أحد منهم دعا الى اسقاط النظام ، وتعويضه بنظام اخر، قد يكون هو النظام الجمهوري ... رغم ان دعوتهم للنظام الجمهوري تبقى حقا مشروعا ، ما دامت هذه الدعوة تتم في اطار السلمية ، وفي حق المواطنين لتبني ، واختيار النظام الذي يريدون ... فمادام لا احد استعمل العنف ، او دعا الى استعمال العنف كحمل السلاح ، فان أي دعوة لأي نظام من الأنظمة ، تبقى حقا مشروعا ، ومن الحقوق التي يعترف بها القانون الدولي . لان الذي يحكم ، من المفروض انْ تكون الشعوب ، وليس الأنظمة التي عليها ان ترضخ ، وتستجيب لرغبات الشعوب ...
هكذا يكون بوريطة قد ظهر بتصريحه ككذاب يخفي الحقيقية / التي عكسها السيد Antony Blinken ، لان تصريح كاتب الدولة في الشؤون الخارجية الأمريكي ، هو رفض مطلق لواشنطن لهجوم النظام المغربي على حقوق الانسان ..
واذا ارجعنا تصريح المسؤول الأمريكي ، الى ادانة البرلمان الأوربي للملك شخصيا ، ولنظامه ، يكون تصريح Blinden قد وضع الملك الحالي ، وضعا غير محسود عليه .. ويصبح النظام المغربي يواجه تهمة خرق حقوق الانسان ، من قبل الدول الديمقراطية ، الاتحاد الأوربي ، والولايات المتحدة الامريكية .. ويكون النظام المغربي بموقفه هذا ، قد سدد خدمة وبالمجان لمناهضي أطروحة مغربية الصحراء ، وهو ما أكدته مواقف الاتحاد الأوربي المعارضة لاعتراف Trump بمغربية الصحراء ، ويفسره تخلي إدارة John Biden عن اعتراف Trump الشخصي وباللسان ، عن مغربية الصحراء ، ودعوة الإدارة الامريكية الى تبني المشروعية الدولية في حل نزاع الصحراء الغربية ، مع توجيه الدعوة الى الأمين العام للأمم المتحدة ، بالإسراع بتعيين ممثلا شخصيا له في نزاع الصحراء ...
واذا كان هناك من يعتبر ان تصريحات بوريطة ، وأزمة النظام المغربي مع الدولة الاسبانية ، قد تسبب في تغيير الحكومة الاسبانية ، وفي ابعاد وزيرة الخارجية Arancha Gonzales Laya المعادية لأطروحة مغربية الصحراء ، وانّ مجيء وزير جديد للخارجية الاسبانية السيد Albaers ، الذي كان سفيرا لإسبانية بباريس ، هو رجوع الى المربع الصفر ، وتغيير في الموقف الاسباني من الصحراء .. خاصة عبارات النفخ وتطْويس ( الطاووس ) Le Paon النظام المغربي .. فاعتقادٌ وفهمٌ هكذا لسياسة الدولة الاسبانية ، لا يعني غير الهروب من الحقيقية ، بإطالة فرص المباغتة ، التي لن تضيف شيئا الى الموقف الاستراتيجي الاسباني من أطروحة مغربية الصحراء ، او إنْ لم يكن الامر كذلك ، ففهمُ الصراع بهذه الطريقة الميكانيكية السطحية ، يعني ان أصحابه مغفلون سطحيو الفهم والادراك ، وينظرون الى اصبع يدهم ، لا الى ابعد من اصبح اليد .. وتكون الدولة الاسبانية بالتغيير الوزاري الذي ادخلته على حكومتها ، وهو تغيير يرتبط بالقرار الاسباني ، وبسيادة الدولة الاسبانية ، قد استمرت تستبلد النظام المغربي الغارق في الاهانات المتعددة ، والمتنوعة ، بتغليبه الاستفادة من فترة الانتعاش السلمي الذي سيمكن النظام المغربي كنظام لا يهمه غير الافتراس ، مواصلة الافتراس لثروة الشعب المغربي المفقر ، بكل طمأنينة ، وبكل هدوء .. ويكون الرابح من هكذا تغيير ، الدولة الاسبانية التي تركت جانبا نزاع الصحراء ، برميه في أحضان الأمم المتحدة ، من قرارات مجلس الامن ، وقرارات الجمعية العامة ..
وبعد ان نجحت الدولة الاسبانية في توجيه ضربتها القاضية الى النظام المغربي ، حين وقفت مع فرنسا ، وكل دول الاتحاد الأوربي في رفض الاعتراف بمغربية الصحراء ... فماذا سينفع النظام المغربي الذي يبحث عن اخف الضررين ، وهو في الحقيقة سقط في الضرر الأكبر ، عندما ستعود الشركات الاسبانية العاملة في المغرب الى سابق عهدها ، قبل نشوب الازمة الأخيرة التي كانت منذ سنة 1975 تحت الرماد .. ويكون النظام الذي يبحث عن اقصر الطرق لإخفاء ضعفه البيّن ، واخفاء عزلته الدولية ، قد خضع لقرار اسبانية ، وقرار الاتحاد الأوربي الرافض لمغربية الصحراء .. وفي نفس الوقت تستمر الشركات الاوربية والاسبانية ، في الاستفادة من ثروة الشعب المغربي التي يحتكرها النظام المغربي لوحده ...
وعندما يصرح وزير الخارجية الفرنسي Jean-Yves le Drian ، اثناء الندوة الصحفية التي عقدها مع زميلته Aroncha Gonzalez Laya ، انه يناصر اسبانية ، ويتضامن معها في ازمتها مع النظام المغربي ، لأنها عضو بالاتحاد الأوربي .. ويستمر النظام المغربي يتودد لقصر L’Élysée ، فالأمر دال على الضعف ، وعلى الارتباك الذي يعاني منهما النظام المغربي ، خاصة معاناته من العزلة الدولية التي فرضها على نفسه ، ولم يفرضها عليه احد ..
+++ الحالة الثانية ) . ويعكسها موقف الإدارة الامريكية ، التي عبر عنها الناطق الرسمي باسم كتابة الدولة في الشؤون الخارجية ، السيد Ned Price ، بخصوص الحكم الجائر الذي أصدرته محاكم النظام ، كنظام نيوبتريمونيالي ، نيوبتريركي ، نيورعوي ، مخزني غارق في الثقافة المخزنولوجية البالية ، التي تنتصر للتقاليد المرعية ، وللطقوس السلطوية ، والقروسطوية ، عندما تقوم ( بتربية ) المعارضين ، بطرق ( دارْ المخزن / دارْ تْرابي ) لإعادة تقويم المعارضين ، وارجاعهم ليصبحوا رعايا متشبثتين بالثقافة المخزنولوجية ، في شقها البيْعي ( البيعة ) ، عملا بالآية او بالقول المأثور / اطيعوا لله والرسول وأولي الامر منكم حتى ولو كان وليا ظالما ، جبريا ، ومستبدا ، يهمه الافتراس لثروة الشعب المفقر ، ولا يهمه الشعب الذي يكرهه حد الثمالة / ..
ان تصريح الناطق باسم كتابة الدولة للشؤون الخارجية الأمريكي السيد Red Price ، كان صفعة مدوية للنظام المغربي ، وكان رفضا للوضع المزري لحقوق الانسان في ظل النظام المغربي .. وصدمةٌ للإدارة الامريكية بالحكم الجائر المسيس ، على الصحافي سليمان الريسوني بخمس سنوات سجنا ، ومائة الف درهم كدعرة ، بسبب كتاباته المحرجة التي كان ينشرها كرئيس تحرير صحيفة " اخبار اليوم " الموقوفة عن الصدور .
واعتبر الناطق باسم الخارجية الامريكية انّ الاحكام القضائية هذه ، تتعارض مع " أجندة محمد السادس للإصلاح " ، وتتعارض مع دستور 2011 ، رغم ان التمعن في التعديل الذي ادخل على هذا الدستور ، يبين انْ لا شيء تغير ، لان جميع الدساتير التي عرفها المغرب ، هي نفسها ، وبما فيها دستور 2011 الذي يركز الحكم في يد الملك وحده دون غيره ..
وعندما تطالب الإدارة الامريكية النظام ، بضرورة حماية حرية الاعلام ، وحقوق الانسان .. فأكيد ان الإدارة الامريكية تتوفر على معطيات ، وادلة يجهلها النظام المغربي .. والاجابة ستكون في دورة أكتوبر لمجلس الامن ، للنظر في نزاع الصحراء الغربية المغربية ... فأكيد ان تبعات خطيرة تنتظر النظام في مجال حقوق الانسان ، ليس فقط في أراضي ما قبل 1975 ، بل حتى في الأقاليم المتنازع عليها .. وقد يتجه الجميع الى تبني قرار قد يوسع من صلاحيات المينورسو ، لتشمل مادة حقوق الانسان كما هي متعارف عليها دوليا ... وقرار لمجلس الامن كافي لتغيير الوضع بالصحراء ..
عند تصريح السيد Ned Price ، وقبله السيد Antony Blinken ، ورغم افتضاح أكاذيب بوريطة التي عرى عنها Blinken ، كانت الأمور تسير كما على عاداتها القديمة .. أي ان الوضع لم يكن ليثير موقفا محرجا للنظام المغربي ، لأنه نفس التعامل جرى ان تلعبه واشنطن ، لضبط النظام والامن المؤثرين على المصالح الأمريكية بالمنطقة ... لكن الجديد هذا المرة ، انْ يخرج سجان النظام الأول ، المندوب العام للمندوبية العامة لإدارة السجون ، وما ادراك بالسجون في ظل النظام القائم .. بصريح يفند فيه تصريح Price ، ويعتبر ما حصل تدخلا في الشؤون الداخلية للنظام المغربي ، وماساً ب " نزاهة " القضاء المغربي .. وحتى يذهب بعيدا في تزلفه الذي لا ينطوي على احد ، وقع رده كمواطن مغربي ، وكدبلوماسي سابق ، دون الإشارة الى وضعه الحالي كمندوب عام للسجون بالمغرب .. وكأن الإدارة الامريكية تجهل من هو محمد صالح التامك المندوب العام للسجون ، والوالي السابق مدير ديوان وزير الداخلية السابق محمد العنصر ...
ان هذا التدخل المتطفل من طرف السجان الأول ، حيث يوجد سليمان الريسوني ، وضحايا اخرون بسجونه المتعددة ، قد اساء ووجه ضربة لأطروحة مغربية الصحراء ، ويكون كصحراوي كان بسجن سيدي سعيد ، قد قدم خدمة لمناصري معارضة مغربية الصحراء .. لان السؤال هنا : ما هي الصفة التي تدخل بها محمد صالح التامك حين قدم نفسه كدبلوماسي وكمواطن ، والحال ان الامريكان يعرفون انه المندوب العام الحالي للسجون ، وانه شغل سابقا عاملا وواليا مدير ديوان زير الداخلية . فالادعاء بالانتماء للدبلوماسية وللمواطنة ، أي الانتماء الى العالم المدني ، وحقوق الانسان ، لا يخفي الأصل الذي هو مرة ضد وحدة المغرب الترابية ، ومرة عاملا وواليا مديرا لديوان وزير الداخلية ، ومرة وأخيرا مندوبا عاما للسجون في المملكة الشريفة ...
فهل اصبح السيد محمد صالح التامك ناطقا باسم الوزير الأول ، باسم وزير حقوق ( الانسان ) ، باسم النظام ، لان تصريح Blinken ، وتصريح Ned Price موجهان للنظام ، ومنه للملك ، لأنه وحده مسؤولا حسب دستوره الممنوح ، وحسب عقد البيعة الذي جعل منه صاحب اعلى السلطات الاستثنائية ، التي تفوق سلطات الدستور الممنوح ..
كان يجب تفهم رد مجلس حقوق الانسان المؤسسي ، لكن ان يقفز المندوب العام للسجون ، ومن دون ان يشير له احد بذلك ، وخاصة وانّ صفته الرسمية هي المندوب العام للسجون ، وليس الدبلوماسي الذي لم يعد دبلوماسيا ... وانْ يختبئ وراء المواطنة ، لان المواطن الحقيقي لا يتسبب في الاضرار ببلده ، او بقضاياه المصيرية والاستراتيجية .. فانّ ما قام به السيد محمد صالح التامك المندوب العام للسجون ، يكون قد اضر بالقضية الوطنية .. لان واشنطن تعرف من هو محمد صالح التامك ، ومنْ جاء به الى المندوبية بعد حفيظ بنهاشم ، وتعرف انه مثل بنهاشم ، كان عاملا ، ووليا ، ومديرا عاما لديوان وزير الداخلية ..
والاّ لماذا الإصرار بالانتماء السابق لحقل الدبلوماسية ، وليس الادعاء بالانتماء الى الجهاز السلطوي لوزارة الداخلية ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. شبكة -أي بي سي- عن مسؤول أميركي: إسرائيل أصابت موقعا


.. وزراءُ خارجية دول مجموعة السبع المجتمعون في إيطاليا يتفقون




.. النيران تستعر بين إسرائيل وحزب الله.. فهل يصبح لبنان ساحة ال


.. عاجل.. إغلاق المجال الجوي الإيراني أمام الجميع باستثناء القو




.. بينهم نساء ومسنون.. العثور جثامين نحو 30 شهيد مدفونين في مشف