الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصراع على صوت الريف بين أعداء الريف

كوسلا ابشن

2021 / 7 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


(هناك خناجر في الإبتسامات) وليم شيكسبير

عرفت الجلسة الأخيرة في مجلس الأعيان لتقديم حصيلة مجلس خدام القصر , مواجهة فلكلورية بين شيوخ زاوية السلفية-الحداثية, ما يسمى ب" الإستقلال" وبين شيوخ زاوية الإخونجية المسمى " العدالة والتنمية", كانت مسرحية فرجوية غبية بين البيادق تصارع الهوى لنيل كرم السذاجة الريفية. كما يظهر أن الحملة الإستثمارية, أو ما يسمى ب"الإنتخابات" علامة البيعة للكولونيالية, بدأت قبل أوانها بالصراع بين أعداء الريف لكسب صوت السذجاء في الريف الشامخ.
الريف هي المنطقة الأكثر تضررا من سياسة النظام الكولونيالي وبيادقه من الزوايا السياسية, والمنطقة الأكثر تعرضا للإستبداد والإضطهاد الإجتماعي والقومي. منذ الستينات من القرن الماضي والنظام الكولونيالي يمارس سياسة الترهيب والترغيب, من جهة إسكات الاصوات الحرة بكاتم الصوت أو النفي من البلد أو بمعسكرات التعذيب وإنتهاك كرامة الانسان الامازيغي, ومن جهة آخرى فرش الأرض بالورود لخونة الريف, المستنفعين البربر من الإحتلال المخزني و سيادة سياسة الفساد في كل المجالات وأنتهاك كرامة الانسان الريفي.
الريف المتمرد سيجد نفسه محصورا بين السياسة الامنية و سياسة الفساد وسياسة الإحتواء ومصادرة القضية الشعبية.
في ظل تفاقم الازمة الاقتصادية والاجتماعية و الزيادة المهولة في عدد العاطلين بوقف التهريب المعيشي وتفشي جائحة كورونا في المنطقة, وإرتفاع الاصوات المنددة بالوضعية المزرية التي تعيشها المنطقة, يتحفنا البربري, نور الدين مضيان بإسم زاوية "الفاسي" صاحبة التاريخ الأسود في المنطقة , بإستيقاضه من نوم أهل الكهف ليحمل مسؤولية الإحتجاجات الاخيرة في الريف وإنعكاساتها الإجتماعية والسياسية على زاوية "بن كيرانية" والتي كما قال ستحاسب عنها "الزاوية" في "الانتخابات" القادمة, كلام سخيف و غبي, مضيان إستغل مجلس الاعيان لإطلاق حملة البيعة للقصر العلوي "الانتخابات" قبل أوانها من دون الخوض في شرعيتها من عدمها, سخافة الموضوع, أن زاوية "الفاسي" تحاول الركوب على القضية الريفية, من قمع إحتجاجات الريف والإعتقال التعسفي وتخوين الريف, من جهة أن نور الدين مضيان يريد تقديم براءة زاويته من الأوضاع المزرية التي تعيشها الريف منذ ظهير "إكس ليبان - مدريد" و تبرئة "زاويته" من الآبادة الجماعية بالريف 1958-1959, وتبرئته من قمع إحتجاجات الريف الآخيرة ومن سياسة التنمية السلحفاتية في المنطقة. زاوية "الاستقلال-الفاسي" ليس لها أهمية سياسية بالريف بعد إرتكابها أكبر مجزرة بالريف 1958-1959, بل كان منبوذا من الشعب و مكروها بسبب عرقيته المقيتة وحقده على الامازيغ, و لم يتعاطف معه الا بعض الانتهازيين الوصوليين, ولهذا لم يستطيع تنظيم أي نشاط سياسي أو ثقافي طيلة المنتصف الثاني من القرن الماضي عدا المشاركة في حملات البيعة أو ما سمي ب"الانتخابات". الزاوية تعد الأب الروحي للقومجية العروبية - السلفية المعاصرة, أول زاوية سياسية حاربت و مازالت تحارب الامازيغ والقضية الامازيغية. الزاوية من عهد رئاسة أحمد بلفرج (إستقلالي) لخدام القصر (1958) ومسروليته التاريخية في الإبادة الجماعية للريفيين, مرورا برئاسة عباس الفاسي(إستقلالي) لمجلس خدام القصر (2007) بعقلية مقاومة الامازيغية و منعها من الترسيم, والمشاركة الحالية تحت رئاسة العثماني (العدالة والتنمية), في كل هذه الفترة التاريخية والزاوية "الاستقلالية" تحارب الامازيغ والقضية الامازيغية. ها هو مضيان الإحتقلالي يحاول طمس التاريخ الاسود لزاويته في الريف و صناعة جماهرية وهمية من خلال الخطاب الاستهلاكي التضليلي, فإذا أظهرت الزاوية بعض المرونة من خلال خطابها من الامازيغ و الامازيغية , فهذا راجع الى الظرفية الحالية التي فرضت إضطرار التحول في سياسة القصر الكولونيالي إزاء الشعب الامازيغي , المنسجم مع السياسة والقوانين الدولية, ( كل الزوايا في المورك تستمد مواقفها من سياسة القصر), و رغم التكتيكات الظرفية, الا أن الزاوية "الاستقلالية" حتى الآن عمليا هي مصممة في معارضة و عرقلة اصدار القوانين لصالح الامازيغية.
ما يقال على زاوية "الاستقلال" لا يختلف عن سياسة الإخوان "العدالة والتنمية" في الموقف من الامازيغ والقضية الأمازيغية, فالزاوية إنطلاقا من مرجعيتها الإيديولوجية العرو-اسلامية و من إنتماءها للمشروع الكولونيالي العروبي, تعادي كل ما هو خارج هذا النسق السياسي و الإديولوجي, ومن الطبيعي أن تعادي الزاوية الامازيغ واللغة والثقافية الأمازيغيتين, لتكريس الهوية اللغوية والثقافية العربيتين الكولونياليتين في بلاد الامازيغ, فالزاوية قبل التوظيف المخزني أو بعده لم يتغير موقفها العنصري المعادي للشعب الامازيغي والهوية الامازيغية, فأمينها العام السابق بن كيران البهلواني والأمي في فن السياسة, مشكلته عقدة الأمازيغية والامازيغ, فكل لحليقياته لا تخلو من الإستهزاء من اللغة الامازيغية التي نعتها بالشنوية, بمعنى غير مفهومة (الغبي, لم يفهم أن الاجنبي إن لم يتعلم لغة دولة الإقامة, فلا يفهمها ), وبعد توظيفه برئاسة خدام القصر, فقد وجد القوة في تطبيق أفكاره المعادية للأمازيغ ومنها تهميشه كل القرارات المتخذة فيما يتعلق بالأمازيغية, وفي هذا الإطار عرقلة المصادقة على مشروع القانون التنظيمي الخاص بتفعيل رسمية اللغة الأمازيغية وأجله لسنوات, ولم يبحث فيه مجلس الأعيان ويصادق عليه إلا في سنة 2019, لكن مع وقف التنفيذ, فعلى الامازيغ الإنتظار حتى سنة 2034 لتفعيل رسمية الامازيغية, بن كيران حين تقلد الوظيفة أصدر 15 مرسوم لنزع أراضي القبائل الأمازيغية من ملاكها الحقيقيين, وتهجيرهم من أراضيهم و إستملاكها للنخبة العرو-إسلامية و كذا بيعها لإخوة "الدم" لعرب الخليج الفارسي. خليفة بن كيران البربري سعد الدين العثماني لم يعمل الا على استمرار عدم الاعتراف بالحقوق اللغوية والثقافية الأمازيغيتين. الوظيفة المخزنية مد زاوية "العدالة والتنمية" قوة المشاركة السياسية بعدم تنفيذ القوانين الصادرة لصالح الامازيغ,أو منع اصدار قوانين مثل الإعتراف بالتقويم الامازيغي والاحتفال الرسمي بالسنة الجديدة الامازيغية و رفض كل القوانين المعبرة عن رمزية الهوية الامازيغية (الكتابة الامازيغية على العملة أو البطاقة التعريف), منع الترافع باللغة الأمازيغية في المجال القضائي. الزاوية تفرض القوانين الكولونيالية على الأهالي وتكرس التمييز العنصري. خلقت جمعيات هدفها نشر الإديولوجية الإخونجية, بكل طقوسها و رمزيتها التخلفية والظلامية وتنفيذ سياسة التعريب وشيطنة اللغة والثقافة الامازيغيتين بهدف منع نمو الوعي الذاتي الامازيغي, و عرقلة بروز الشروط الذاتية الصحيحة لبلورة أسس التحول الثوري التحرري, فالقوى الإسلامية الظلامية الرجعية والقومجية الشوفينية العروبية ما زالت تتوهم بأن اساليبها القمعية والتضليلية و الترقيعية ستخضع الأمازيغ عامة و الريفيون خاصة لإرادة الكولونيالية العروبية و لكنها لا تدرك أن القهر الاجتماعي والقهرالقومي والاستبداد الممنهج لهم دور جوهري في استيقاض الشعور القومي والإدراك الذاتي بالإنتماء المحلي المضاد لانتماء الجلاد الأجنبي, إدراك التناقض بين النضال المشروع من اجل الاعتراف بالحقوق القومية والاجتماعية وبين السياسة الكولونيالية الشوفينية والظلامية.
القناعات الوهمية لدى الجماعات الشوفينية و الظلامية, بأن المورك دولة بهوية عربية وإسلامية, (لغة عربية, ثقافة عربية و دين إسلام) الثالوث المستورد من مكة (الفاقد للشرعية الطبيعية والقانونية), و على هذا الأساس تتم صناعة السياسة الكولونيالية و إنتهاك حقوق الشعب الامازيغي. تحرر الشعب الامازيغي من قيود الكولونيالية والتمييز العرقي سيكون بالإقتناع بكولونيالية القصر و جماعاته الشوفينية والظلامية والنضال ضدها بدون هوادة و بكل أشكال وأساليب النضال التحرري الثوري المؤدي الى الإستقلالية و تقرير المصير.
صراع الديكة على البيضة الريفية مفهوم, ولا يؤثر في قناعات احرار منطقة الريف من الزوايا السياسية المعادية للأمازيغ عامة و أهل الريف خاصة. وجود زاوية "الفاسي" فوق التراب الريفي هو جريمة في حد ذاتها و موالاتها أكبر خيانة لشهداء الريف من قتلوا ببنادق ميليشيات زاوية "الفاسي".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ساعدت كوريا الشمالية إيران بهجومها الأخير على إسرائيل؟ |


.. مسلسل يكشف كيفية تورط شاب إسباني في اعتداءات قطارات مدريد في




.. واشنطن تؤكد إرسال صواريخ -أتاكمس- بعيدة المدى لأوكرانيا


.. ماكرون يدعو إلى أوروبا مستقلة أمنيا ودبلوماسيا




.. من غزة| 6 أيام في حصار الشفاء