الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتماء

علي العجولي

2021 / 7 / 19
المجتمع المدني


في ثمانينيات القرن الماضي كنت اعمل مع احدى الشركات اليابانيه العامله في العراق وقد نشأت علاقة اقرب الى الصداقه منها الى الزماله بيني وبين بعض اليابانين فكانت تدور بيننا بعض الاحاديث في الفترات المخصصه للراحه والطعام فعادتا ما تهتم هذه الشركات برجالها العاملين في الخارج فقد شاهدت رئيس هذه الشركه ينحني بجسمه (كعادة اليابانين ) تحيه واحترام لمسوؤل الموقع الذي انا فيه وقد سألت مرة كيف استطاعت اليابان ان تنهض من جديد وتكون هذه القوه الصناعيه الاقتصاديه.. احابني محدثي الياباني لقد فقدنا كل شئ في الحرب العالميه الثانيه فامريكا كانت مصممه على ان تعيدنا الى ما قبل الحضاره فقد دمرت المصانع والمدارس والمزارع والطرق وهزمت الجيش ومن حقدها دمرت الحياة في هيروشيما ونكازاكي لكنها لم تستطع ان تهزم العقل الياباني ولا الانتماء الى الوطن لذلك جوابي على سؤالك هو اننا لم نخسر عقلنا الذي يقدس اليابان مع ماخسرناه في الحرب ..فقد ارسلت الحكومه واصحاب المال والشركات من يبحث لهم عن الموهوبين في اامدارس والكليات وتم ارسالهم الى امريكا وبرطانيا للدراسة والاطلاع وقد تحملت الحكومه والميسورين واصحاب الشركات اجور كل شئ لمواكبت التطور والتعلم وعادوا ليبنوا اليابان الحديثه.
تذكرت هذا وانا ارى ما يجري في العراق وعلى العراق فالكل ينظر اليه كانه منجم يغرف مما في احشائه ولا احد يهمه مايجري في المنجم من حفر عشوائي قد ينهار من جرائه اونهب لما فيه لا يراعي الاصول العلميه والهندسيه ولا حتى الاخلاقيه فهم ينهبون مافيه بطريقة من يعلم ان المنجم لابد ان ينفد مافيه فخذ بقدر او اكثر مما تستطيع وسخر الذين يعتقدون انك المنقذ لصالحهم فما تكسبه سيحميك كما حمى الكثير قبلك واذا ما خلا المنجم من كل مايباع عندها سيهجر لكن لن تنتهي مكاسبه فقد يصبح مخبئ لجثث قتلت غدرا يراد اخفائها او مكبا لنفايات ضاره تأبى الدول المتحضره ان تدفنها في اراضيها بعد ان اصبحت عديمة الفائده صناعيا وعلميا ويجب التخلص منها وخوفا على مواطنيها من الامرض فتنقلها لمكان يسكنه جماعة لاتربطهم بالمكان الذي يعيشون فيه سوى مصالحهم مقابل ثمن.
فهل ستستمر هكذا بقره يستفاد من كل مافيها حية وميته فعندما تكون حيه يستفاد من لبنها للاكل ومن نفاياتها للطبخ والتدفئه ولتسميد الارض للزراعه وعند ذبحها ياكل لحما ويستفاد من جلدها في الصناعة ومن امعائها في الاوتار ومن دمائها للتربه ومن عظامها اطعام الكلاب.
ام ان هناك حل اخر قد ينتجه العقل العراقي الذي لم يهزم فقد كسر اكثر من مره فاصلح نفسه وعاد اقوى وسيهزم ماخطط له كيسنجر بان امريكا تريد ان تسيطر على العراق عقائديا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منظمة -هيومن رايتس ووتش- توثق إعدام 223 مدنيا شمال بوركينا ف


.. بعد فض اعتصام تضامني مع غزة.. الطلاب يعيدون نصب خيامهم بجامع




.. بينهم نتنياهو و غالانت هاليفي.. مذكرات اعتقال دولية بحق قادة


.. بسبب خلاف ضريبي.. مساعدات الأمم المتحدة عالقة في جنوب السودا




.. نعمت شفيق.. رئيسة جامعة كولومبيا التي أبلغت الشرطة لاعتقال د