الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا يعني إضاعة العراق لثمانية عشر عاما واكثر من 80 مليار دولار ولم يتمكن من توفير الكهرباء ؟

عبد الهادي الشاوي

2021 / 7 / 19
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


تعتبر الطاقة الكهربائية شريان الحياة , اذ بدونها تتوقف كافة الأعمال سواء الصناعية او الزراعية او الخدمية بمختلف انواعها .وقد تعرض هذا القطاع الى تدمير كامل من قبل العدوان الأمريكي منذ اقدام النظام الدكتاتوري المقبور على غزو الكويت في الثاني من آب 1990 , حيث شلت الحياة في مجالات الطاقة والاتصالات والنقل . وقد اعيد بعضها للعمل ولكن لم تعد كما كانت وخاصة في بغداد والبصرة . ثم عاودت الولايات المتحدة الأمريكية مع مجموعة من الدول الأوربية الحليفة لها والتي شاركت في احتلال العراق في نيسان 2003 في ازالة مقومات الحياة في العراق . وكانت الحكومات المتعاقبة على السلطة في العراق لا هم لها الا التسابق في نهب الثروة الوطنية للبلاد ولم تولي أي اهتمام لإعادة الحياة الى البنى التحتية والخدمات اللازمة لخدمة المواطنين ولا زالت على هذا المنوال .
وفي فترة رئاسة السيد حيدر العبادي للوزراء تم التعاقد مع شركة سيمنز الألمانية الرائدة في مجال الطاقة الكهربائية لبناء منظومة كهربائية متكاملة في العراق كما سبق وان عملت ذلك في مصر . والمنظومة الكهربائية حسبما خططت له الشركة الالمانية انها ستقوم بإجراء حل جذري لتزويد العراق بالكهرباء وذلك بتصنيع توربينات الطاقة الانتاجية لكل توربون تصل الى 400 ميجاواط وتعمل هذه التوربينات على الغاز المنبعث من احتراق النفط الخام , ويكفي ذلك فقط الغاز المنبعث من مصفى الدورة لتشغيل 50 توربون اللازمة لتجهيز العراق بكهرباء تولد بحدود 25000 ميجاواط وبكلفة بحدود 6 مليارات دولار مع ضمان صيانة لمدة عشر سنوات , بالوقت الذي يدفع العراق الى ايران اكثر من 6 مليارات دولار مقابل تجهيز 1200 ميجاواط عدا كلفة الغاز المستورد منها لتشغيل المولدات الكهربائية العراقية .
تشير التقارير الى ان وزير الكهرباء السابق في حكومة حيدر العبادي الوزير قاسم الفهداوي قد عرقل العقد بابتزازه الشركة حيث يطلب لكل مرحلة مبلغ ( 5 ملايين دولار )بحسب التقارير على ان يصل المبلغ الى 40 مليون دولار في نهاية العقد , حتى ان الشركة اطلقت عليه اسم ( قاسم ابتزاز ) لعرقلته انجاز الاتفاق , لأنه كان مستفيدا من تشغيل المولدات الأهلية المنتشرة في كافة انحاء العراق والبالغة بحدود 500 ألف مولدة دون مراعاة ما يصدر عنها من تلوث للبيئة واستنزاف اموال المواطنين . كما ان وزارة الكهرباء قد استعانت بشركات جباية من خارج ملاكها وحملت الدولة اعباء مالية اضافية بالوقت الذي كان ملاك الوزارة مسؤولا عن قراءة العدادات وجباية قوائم الكهرباء .فمن المستفيد من هذا الاجراء الخاص بالجباية ؟
ان العائق الرئيسي هو ان السفارة الأمريكية في بغداد لا تسمح للعراق بالتعاقد مع شركة سيمنز الالمانية وللمرة الثالثة على التوالي . والسؤال الذي يطرح نفسه : هل يمتلك العراق السيادة على ارضه وقوانينه ؟
العراق يعاني من انقطاع الكهرباء منذ اكثر من ثلاثة عقود على الرغم من المبالغ الضخمة التي تم صرفها على قطاع توليد الكهرباء منذ عام 2003 ولغاية اليوم والتي تقدر وفق خبراء بأكثر من 80 مليار دولار دون ان تتحسن . وفي تقرير صادر عن وكالة الطاقة الدولية في ابريل 2019 اشار الى ان قدرة العراق الانتاجية من الطاقة الكهربائية تبلغ حوالي 32 ألف ميجاواط ولكن العراق غير قادر على توليد سوى نصفها بسبب شبكة النقل غير الفعالة التي يمتلكها , ويشير التقرير الى ان من بين الـ 16 ألف ميجاواط التي ينتجها العراق يتم فقدان 40% اثناء التوزيع .
فالعراق اذن انفق اكثر من 80 مليار دولار دون ان يحصل على الكهرباء بسبب تفشي الفساد وسوء الادارة والتخطيط في حين ان مصر ومن خلال تعاقدها مع شركة سيمنز الالمانية انفقت 6 مليارات يورو لإنشاء ثلاث محطات كهرباء عملاقة بإجمالي قدرات 14 ألف و400 ميجاواط وهي كافية لسد احتياجات ما يزيد عن 40 مليون مواطن مصري وسد حاجة الصناعة والزراعة والقطاعات الانتاجية الاخرى حيث تم انجاز المشروع الكبير بفترة قياسية لم تتجاوز 27,5 شهرا بينما العراق اضاع 18 عاما ولم يتمكن من توفير الكهرباء . فماذا يعني ذلك ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط


.. جيش الاحتلال يعلن إصابة 4 جنود خلال اشتباكات مع مقاومين في ط




.. بيان للحشد الشعبي العراقي: انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو