الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا شريك لك لبيك

مازن كم الماز

2021 / 7 / 20
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


أنت و بس ، كلمتك هي الحقيقة الساطعة التي لا ينكرها الإ كل ابن حرام ، لا ينتقدك الإ متحذلقون و مفذلكون و لا يخالفك الإ من يأبى أن يرى الشمس في عز الظهر … أنت العدل و الحرية ، كلامك هو الحقيقة ، أنت المخلص و المرشد ، أنت الذي ستقودنا ، ستقود البشرية المعذبة إلى بر الأمان ، إلى الخلاص … لكن دعنا ممن سبقوك لهذا ، أنت الأول و الأخير ، من سبقوك كانوا مزيفين ، أنت الحقيقي ، هيا حررنا ، ثقفنا ، وعينا ، خذ بيدنا ، أنقذنا من ظلام عقولنا و أنفسنا ، من المخلصين المزيفين ، ممن لا يفقه ما تفقه ، دلنا على طريق الخلاص ، قدنا نحو الشمس ، دعنا ممن سبقوك ، لا أدري كم نحن و كل البشر ، نحن الذين نعيش اليوم ، كم نحن محظوظون لأننا نعيش في زمنك أنت ، لكن دعنا ممن سبقوك ، لا أدري كم كان الألمان ، أو البشرية بأسرها ، محظوظين بمخلص كهتلر ، كم كان الروس و الجورجيون ، العمال و الفلاحون ، محظوظين بمخلص كستالين أو لينين ، أو الخمير بمخلص كبول بوت ، أو الايطاليون بمخلص كموسوليني ، كم كانت لحظة شاذة ، بائسة بل شديدة البؤس ، تلك التي اعتقد فيها هؤلاء كما يفعل معظم الشباب الذين في عمرهم ، بأن عليهم مسؤولية "تغيير العالم الى الأفضل" ، أن على عاتقهم واجب "إنقاذ شعوبهم و المعذبين في الارض" من الظلم الواقع عليهم للدرجة التي دفعتهم لذبح الآلاف و الملايين بدم بارد و التي دفعت مريديهم للمشاركة في تلك المجازر أو التفرج و الاكتفاء بالتبرير و التصفيق "لتحرير" هؤلاء العبيد من نير عبوديتهم" … كلا ، لا معنى للثورة ، للتغيير ، للإنسانية ، للخير ، للعدل ، للحرية ، لأي شيء ، إن لم تكن أنت السيد القادم بلا نزاع و بلا أي نقاش ، إذا لم يذعن لك الجميع صاغرين … لا تلق بالًا لمن ينتقدك ، أنت الحق و الحق أنت ، أنت لم و لن تقتل الإ مستحقًا للقتل و لا تصمت عن قتل إنسان أو عن سحل إنسان أو عن تكميم فم أو اقتلاع حنجرة الإ و كان ذلك الصوت أو "الانسان" مستحقًا للذبح أو للصمت

أريد أن أعيش كمًا أريد ، لا كما تريد أنت و من يريدون ما تريد ، أريد أن أقول ما أفكر فيه لا ما تريدني أن أقوله …… أستغفر الله العظيم ، أنا الكافر ، الجاحد ، ناكر الجميل ، المنكر للحق ، المعاند ، الخائن التائب الشبيح الما بعد حداثي العنصري الاسلاموفوبي المتآمر الماسوني العميل الغبي المتفهمن الطائفي المتطيفن المتفهيق ، اغفر لي يا مولاي ، ابق على رأسي ، بلا دماغ و بلا لسان ، اغفر لي ذنبي الذي لا يغتفر و اقبل توبتي النصوح ، اقبلني حرا ثائرًا من ثوارك الأحرار ، واحدًا من أتباعك و مريديك ، خذني تحت شمسك التي لن تغيب ، مددك يا عظيم ، يا كامل ، يا شامل ، اعتقني من نارك التي لن تبقي و لن تذر ، حررني من ذاتي ، خلصني من أفكاري ، أنا المهرطق بالأوطان و الآلهة و الشعوب و الثورات ، أنا لست لي ، أنا لك ، أنا لست لي ، أنا عبدك المطيع ، الذي يسجد لصولجانك ، تبارك اسمك ، و جل جلالك ، لا إله الإ أنت ، اغفر لي إني كنت من الظالمين

بشار الأسد هو نموذج مرعب للطاغية ، كان شابًا و بقي و هو كهل كائنًا أقرب لأن يكون طفلًا ، يتلعثم في كلامه ، يتردد ، بل كان قبل 1994 أكثر ديمقراطية من بعض أو أكثر معارضي والده الطاغية الذين كان من بينهم من كانوا يتربعون على العرش نفسه الذي سلبهم إياه حافظ الأسد ليرسلهم إلى السجون و يتربع هو على عرشهم وحيدًا لثلاثين عامًا ، لم يكن بشار أمينًا عامًا و لم يكن يدعي امتلاك الحقيقة أو تمثيل الجماهير العريضة و لا الأوطان و لا وكالة الله الحصرية على الأرض ، لم يكن قد أخرس شخصًا لأنه انتقده ، لم يكن قد أمر بسجن أي شخص بعد ، لم يطرد أحدا من "حزبه" و لم يكن له مريدون يؤمنون إيمانًا غيبيًا مطلقًا بما يقول و يفعل ، لم يكن أحد يصفق بعد للقائد العظيم أو حتى مضطرًا لأن يخاطبه باحترام ، كان مجرد طفل تافه ، و مثل الآلاف المؤلفة من أمثاله كان سيعيش و يموت كذلك لولا أن الصدفة خلقته ابنًا لديكتاتور لا يرحم و بحاجة لوريث لمملكته … الفتى الذي ورث شعبًا من العبيد و جيوشًا من العسس الذين أصبحوا يأتمرون بأمره ، سيتغير مصيره ليصبح كمصير نيرون أو كاليجولا أو الحاكم بأمر الله ، بل سيبز أقرانه ليستحق أن يقارن بجنكيز خان أو ستالين أو بول بوت مع فارق مهم هو أن الفتى لم يسع وراء العرش ككل هؤلاء و لا كأبيه أو خصوم أبيه الذين نازعوه ملكه ، كان العرش هو الذي سعى وراءه ، والده الديكتاتور العجوز اختار له و لنا هذا المصير ، لكن الفتى الذي اعتلى عرش والده و صار سيدًا مطاعًا ، سلطانًا مطلقًا ، الفتى الذي لم يعرف من قبل سوى الضحك بتفاهة و الحياة على الهامش بل على هامش الهامش ، قد أصبح اليوم سلطانًا بكل ما تعنيه الكلمة ، صحيح أن الفتى اعتقد في فترات ما و ربما حتى 2011 أنه قادر على "إصلاح" النظام الذي ورثه و "طوره" دون أن ينتقص ذلك شيئًا من سلطانه ، تمامًا كما اعتقد ذلك خروتشوف و غورباتشوف و سلاطين بني عثمان و باشاواتهم الذين وضعوا لهم قوانين التنظيمات و دستورهم الذي اعتقدوا أنه منقذهم من الانهيار و الانقراض و ربما أيضًا عمر بن عبد العزيز ، لكن ما أن ثار عليه عبيده الذين كان يحاول "تحسين حياتهم" حتى تحول إلى جلاد و قاتل لا يقل دموية عمن سبقه ، انمسخ الفتى التافه جلادًا و جزارًا لا يمكن أن تمييز هوسه هذا في قهقهاته الغبية التي ما زال يطلقها ليس فقط بنفس العبث بل باستخفاف عتاة القتلة و الجلادين … خلافًا للأسد الأب فإن بشار ينتمي لجنس آخر : نيرون ، الحاكم بأمر الله ، كاليجولا ، يزيد ، هارون الرشيد ، أولاد و أحفاد صلاح الدين الذين أعادوا القدس للصليبيين و استعانوا بهم ضد بعضهم البعض ، أولاد خالد بن الوليد و سعد بن أبي وقاص و الزبير بن العوام الذين ولدوا سادة دون أن يخوضوا أيًا من معارك أجدادهم ، لم ينج من هذا المصير سوى قلة قليلة ، للغاية ، و مثالهم الأقرب و الفريد ربما في تاريخنا هو معاوية الثاني الذي اعتزل السلطان امتثالًا لأساتذته القدريين و المعتزلة ، أما من اعتقد أنه قادر على الحفاظ على العرش و إصلاح السلطان الذي ورثه و تخفيف مظالم شعبه كعمر بن عبد العزيز الذي خضع لإغراء العرش فقد أنقذه موته المفاجئ و المبكر قبل أن يواجه ثورة عبيده أو أن يقنعه أحد قادة جيشه بغزو البلاد المجاورة الضعيفة و لولا ذلك لكان اسم الرجل و سيرته لا تختلف عن عتاولة القتلة و الجلادين من أهله … ليس بشار وحده بل معارضوه أيضًا ، هؤلاء المعارضين كانوا ذات يوم قوميين أكثر من الأسد و ليسوا أقل ستالينية من بكداش قبل أن يكتشفوا الديمقراطية عرضًا في إطار مواجهتهم ضد الاثنين و أشباههم قبل أن يتخلوا عن قوميتهم و يساريتهم و يتحولوا إلى ليبراليين أو أشباه ليبراليين دون أن يعني ذلك نهاية عصر الزعيم الخالد أو الإمام المعصوم أو امتلاك الحقيقة المطلقة و تجريم الاختلاف ، كما "وحدنا" النظام و قوميته و ممانعته و يساريته و علمانيته و تدينه المعتدل ، نحن اليوم موحدين تحت راية الثورة و الهوية و الحرية ، إسلاميين و ليبراليين أو أنصاف ليبراليين ، موحدين كما لم نكن من قبل ، شعبًا واحدًا من البحر إلى الصحراء ، بكل طوائفه بعربه و كرده و اليوم أيضًا ، بتركمانه ، تحت راية واحدة لا تقبل القسمة على اثنين أو أي اختلاف أو تردد ، لكن هذا لا يعني أننا سنبقى هكذا إلى ما شاء الله ، سيكتشف الإسلاميون و من يدافع اليوم عنهم من ليبراليين أو أنصاف ليبراليين ، سيكتشفون فجأة خيانة أصدقاء اليوم أعداء الغد ، سيكتشف كل قوم شمولية الآخرين و عدائهم للثورة و الحرية و االشعب و حتى الإسلام و الإنسانية بمجرد تخلص الطرفين من الأسد ، حتى ذلك الوقت سنبقى جميعًا موحدين تحت راية الثورة و الحرية و الهوية ضد عدونا المشترك ، إنه العرش يا سيدي ، بل قل يا مولاي ، العرش الذي حول ذلك التافه إلى جلاد و الذي في سبيله كنا قوميين بالأمس و اليوم ليبراليين و غدًا ربما ماركسيين من جديد أو حتى علمانيين متطرفين ، متصوفة بل ربما ما بعد حداثيين ، كل ذلك في سبيل العرش يا سيدي بل قل يا مولاي ، أنت أنت ، لا إله الإ أنت ، لا عارف الإ أنت ، وحدك لا شريك لك ، لك الملك وحدك ، لا شريك لك لبيك ، لبيك اللهم لبيك ، لا شريك لك لبيك ، إن الحمد و النعمة لك و الملك ، لا شريك لك لبيك …








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم


.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟




.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة


.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا




.. كلمة مشعان البراق عضو المكتب السياسي للحركة التقدمية الكويتي