الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إمّا دولة أو لا دولة .. هذا كُلُّ شيء

عماد عبد اللطيف سالم

2021 / 7 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


نقرأُ أحياناً، أو نشاهدُ على شاشات الفضائيّات، "مُحلّلين" سياسيّين ، أو "أمنيّين" ، أو "استراتيجيين" .. يُجهِدونَ انفسهم في تسويق "تصوّرٍ" ، أو "رؤية" حكوميّة مفادها ، أنّ " الدولة" لا تُريد "التصادم" مع من يتم تصنيفهم على أنّهم "تنظيمات" سياسية أو عسكرية "خارج إطار الدولة" ، وذلك لكي لا يؤدي "الصِدام" معها ، إلى سفك دماء العراقيّين.
ليس هناك منطقٌ "تبريريّ" يمكن تسويغهُ في إطار "بديهيات" إدارة "مؤسسة" الدولة يُدعى "عدم قيام هذه "الدولة" بـ "الصِدام" مع "الآخرين" .. لأنّهم "مواطنون" .. "عراقيّون."
الدولة تحتكر "السلاح" و "القوّة" ، و "العنف" ، و "السلطة" ، وأحياناً "تتعَسّفُ" السُلْطةُ في استخدامِ القوّةِ(بالحقّ، و حتّى فوق سلطة الحقّ)، لأنّها "مُستَقِلّة" عن الجميع .. فكيف لا تصطدمُ مع من ينافسها في ذلك ؟.
ثُمّ لماذا يتم التأكيد على "تخويفنا" بأنّ الصراع مع هذه "التنظيمات" سيكونُ مُسلّحاً ، ودمويّاً ، وكأنّ لا وجود لـ "أساليب"، وطُرُق أخرى لإدارة هذا الصراع، ولوضعِ حدٍّ له ، بأدنى كلفةٍ ممكنة.
هل استنفدت القيادات التنفيذية العليا جميع الوسائل الأخرى، بهدف دمج هذه التنظيمات في "مؤسّساتها" ، وفشلت ، بحيث لم يعُد أمامها من خيارٍ آخر، غيرُ خيار الصراع المُسلّح، وإغراق العراق بالدمّ ، وهذا هو ما يتمّ تهديدُ العراقيّين به ، كُلّما أثاروا "إشكالية" وجود "دولتين" معاً ، في بلدٍ واحدٍ إسمهُ العراق.
وإذا كانت قد "تفاوَضت"، وفشلَت ، فلماذا لا تُعلِنُ عن ذلك ، وتعرِضُ علينا أسباب ذلك .. بالأسماء والأدِلّةِ والتفاصيل.
هذا منطقٌ سقيمٌ وعاجز ، لـ "قادةٍ" لا صِلَة لهم بمفهوم الدولة ، ولا يفهموه، ولن يفهموه .. أبداً .
في غياب هذا المنطق .. لن تبقى سوى "المُجاملة" .
المجاملةُ هنا ، هي تحصيلُ حاصل.
والمجاملةُ هنا لن تكون مع "القتلة"فقط(إذا كان هناك وجودٌ لـ "قَتَلَةٍ" في إطار "التنظيمات" العسكرية خارج سيطرة الدولة)، وإنّما هي أيضاً مجاملةٌ للضحية ، و مُجاملةٌ لـ "القتيل".
عندما لا تتصادَم .. تُجامِل
وعندما لا تتفاوَض بكفاءة .. تُجامِل.
وعندما تستمِّرُ في المجاملة .. يستمرُّ الخراب.
لا أعتقدُ أنّ هذه هي وظيفةُ "القادةِ" في الزمن الصعب.
ليست وظيفة الإدارات التنفيذية العليا، التي تتصدّى لـ "القيادة" (في بلدٍ مُنقَسِمٍ و مُمزّقٍ كالعراق)،هي العمل على "صيانة" الخراب الحاليّ ، أو البحث عن ذرائع"أخلاقيّة"، أو "أحكام قيميّة" تسمح بـ "استدامة" هذا الخراب إلى أجِلٍ غير مُحدّدٍ بوقتٍ معلوم، أو بمرحلة "ظرفيّة" معيّنة.
إمّا دولة .. أو لا دولة.
هذا كلّ شيء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: حماس تمارس إبادة جماعية ورفضت جميع المقترحات المتعل


.. الدكتور مصطفى البرغوثي: ما حدث في غزة كشف عورة النظام العالم




.. الزعيم كيم يشرف على مناورة تحاكي -هجوماً نووياً مضاداً-


.. إيطاليا تعتزم توظيف عمال مهاجرين من كوت ديفوار وإثيوبيا ولبن




.. مشاهد جديدة وثقتها كاميرات المراقبة للحظة وقوع زلزال تايوان