الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن المادية و الخيال و أشياء أخرى

احمد المغربي

2021 / 7 / 21
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


إن مسألة الخيال و الإبداع الذهني الذي يتجلى فيه سواء تجسد في الأحلام أو في اليقظة من أهم و أبرز المسائل التي تطرقت لها الفلسفة لاتصالها بموضوع علاقة الفكر بالوجود و كجميع المسائل الفلسفية الأخرى انقسمت الرؤى و الأطروحات حولها بين المثالية و المادية مما أدى لإثراء الساحة الفكرية بمساهمة عظيمة و مفيدة من الطرفين أتاحت لنا الفرصة لرؤية الموضوع من زوايا متعددة
لكن ما سنتطرق له الآن هو محاولة استناد بعض المثاليين على الأحلام و الخيال البارز فيها كحجة لنفي موضوعية العالم و استقلاله عن معتقدات الناس
و في الواقع فحتى قبل تقدم العلم الحديث و تقديم إجابته الدقيقة حول الموضوع قدم الفيلسوف اليوناني العظيم أرسطو تفسيرا رائعا يلتقي في خطوطه العريضة مع ما توصل له العلم بعد أكثر من 2000 سنة إذ شرح بخلاف معلمه أفلاطون أن الأحلام لا تنتمي لعالم أخر بل تعبر عن الانطباعات التي يراكمها الحالم أثناء يقظته و كذلك عن أمانيه و مخاوفه و رغباته الواقعية
و على عكس ما يعتقد المثاليون الذاتيون فمضمون الخيال و الأحلام يؤكد صحة المادية الدياليكتيكية و لا ينفيها و كما أشار ماركس ف : "هل كان في الإمكان أن يظهر أخيل في عصر البارود و الرصاص؟ و هل كان في الإمكان أن تظهر الإلياذة في عصر فن الطباعة و آلات الطباعة؟ ألم تكن أغاني الإلهات لتصمت أمام حرص الصحافة؟ ألم تختف الشروط اللازمة للشعر الملحمي؟"(كارل ماركس – مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي)
إن حقيقة أن مضمون الأحلام يجسد رغم تركيبه أحداثا و شخصيات يشترط ورودها في حلم النائم وجودها كذكرى(حتى إن كانت عابرة) لحدث حقيقي لم يكن حدوثه مشروطا بما يظن أو يعتقد يؤكد موضوعية العالم المادي و ينفي الادعاءات المثالية الذاتية السخيفة و سفسطات ما بعد الحداثة التي تنكر أصلا الفرق بين المعتقد و الخيال فيكفي أن نطرح مثلا سؤال "هل يمكن أن يرد لينين في حلم والدتي التي لا تعرفه (أو في حلمي قبل أن أعرفه) حتى بشكل عابر؟" لندرك الطابع المادي(بالمعنى الواسع) للأحلام
أما هؤلاء العابرون الذين لا نعرفهم و مع ذلك يمرون في أحلامنا فقد وضحت الدراسات العلمية أن هؤلاء هم نفسهم العشرات الذين نصادفهم في المقهى أو القطار أو نشاهدهم على حواسيبنا فرغم أننا لا نعيرهم اهتماما في يقظتنا تخَزِّن ذاكرتنا صورهم وتستخدمها أحلامنا لأجد نفسي مثلا في سيارة أجرة مع عشيقة مرت عدة سنوات على قطع علاقتي معها و نادل المقهى الذي أرتاده غالبا و سائق السيارة الذي لا أعرفه أو لا أتذكر أنه البائع المتجول الذي باعني العطر الي لم أجد مثيله
و هكذا إذن يثبت الخيال الغير واعي المتجلي في الأحلام و الواعي المتجسد في اليقظة استناد أفكارنا على معارفنا "المكتسبة" من العالم المادي بالمعنى الفلسفي الواسع الغير منحصر في المادة الفيزيائية أي الشامل لكل الموجودات لكنه يفند في نفس الوقت الادعاءات الأحادية التي تنفي دور الفكر(كذات) في علاقته مع العالم الواقعي(كموضوع) أو تمنحه دورا سلبيا ففي الخيال أجد الفاتنة التي رأيتها في القطار تتناول معي الغداء أو العشاء في غرفتي و تخبرني أنها أيضا اشتراكية(هذا إن لم أجدها عارية في سريري) و في الواقع يحدث أنه في يوم من الأيام أترك عن طريق الصدفة البطاطس تُقلى أكثر من المعتاد فأحصل على طبق جيد مشابه للذي أشتريه من مطاعم الوجبات السريعة "فأستخلصُ" بطريقة عفوية وجود درجة وسطية بين المدة القليلة التي كنت أترك فيها بطاطسي فوق النار و المدة التي سبق أن حوّلتها لشبه محروقة
و هكذا تفند أبسط الوقائع اليومية الأطروحات التي تقلص دور العقل البشري و نشاط الذهن البشري إذ أنها أكدت وجوده القوي الذي لا يفارق النشاط العملي في أبسط جوانبه و كما سبق أن وضح غرامشي فإن "نسبة الجهد العقلي إلى الجهد العضلي-العصبي ليست ثابتة فهناك درجات متفاوتة من النشاط الفكري و لا يوجد نشاط بشري خال من مساهمة شكل من اشكال النشاط الفكري"(غرامشي – قضايا التاريخ و الثقافة) و أيضا أشار ماركس لأن "العنكبوت يؤدي عمليات شبيهة بتلك التي يقوم بها الغزال و المهارة التي تبني بها النحلة خليتها لتخجل الكثير من المهندسين المعماريين و لكن الشيء الذي يميز أسوء معماري عن أبرع نحلة هو أنه يقيم البنيان في خياله قبل أن يبنيه من الشمع فعملية العمل تنتهي بخلق شيء كان عند بدء العملية موجودا في خيال العامل"(كارل ماركس – رأس المال)
إن دور النشاط الذهني بدأ بالتوسع منذ توقف الإنسان عن الاعتماد عن الثمار الجاهزة فقط أي منذ بداية تطور الدماغ بفضل اكتشاف النار و بعدها الزراعة و تربية المواشي إلى اللحظة التي تطورت فيها علاقة الانسان بالطبيعة التي ينتمي لها و صار ناشطا واعيا فيها "فالعامل لا يحدث تغييرا في الأشياء الطبيعية من حيث الشكل فحسب بل إنه في الوقت نفسه يحقق في الطبيعة التي توجد منفصلة عن ذاته الغرض الذي وضعه نصب عينيه أو الغرض الذي يتحكم في أعماله و الذي عليه أن يخضع إرادته له"(كارل ماركس – رأس المال) و مثلما لاحظ أرسطو فالموجودات صارت تنقسم لقسمين ف "من الأشياء التي تنشأ و تكون ما يدين وجود بعضه للتدبير العقلي و المقدرة البشرية على الصنعة كما هو الحال في البيت و السفينة اللذان يشترطان المقدرة و التدبير في حين أن بعضها الآخر لا ينشأ عن طريق المقدرة البشرية على الصنعة بل بواسطة الطبيعة"(أرسطو – بروتريبتيقوس)
لكن مثلما يتضح لنا في الخيال الذي مهما بلغت درجة ابداعه يشترط وجود أشخاص حقيقيين يستند عليهم كمادة لنشاطه أو النشاط الذهني الذي اشترط نمو الدماغ و يشترط وجود حواس و موجودات مستقلة كموضوع و مادة لا وجود لنشاطه في غيابها فرغم الفعالية الكبيرة للذات سيكون من الخاطئ تماما تصور استقلالها عن القوانين الموضوعية السارية على جميع جوانب الوجود أو تصور أن تلك القوانين من صنع الذات كما يعتقد بعض المثاليين الذاتيين لأن فعالية الذات في حد ذاتها لا تتحقق إلا "بإدراك" تلك القوانين و لا تتوسع إلا بتقلص الجهل وتوسع المعرفة التي تكتسب إما عن طريق البحث الواعي أو الصدفة أو كليهما في آن واحد أحيانا
و عند البحث عن أسباب تلك الفعالية نجد أنها هي أيضا تعبير عن تلك القوانين الموضوعية فالإنسان كما أشرنا احتاج لتطور الدماغ و هذا الأخير بدوره احتاج لظروف معينة ليتحقق و يمهد لولادة هذه القوة التي تخترع العجائب و تفعل ما جعل أعظم العقول البشرية تتجادل حول دورها(على الأقل عندما كان الجدال بنوايا صادقة) ففي فَجْرِ الفكر الانساني توهم البعض أن "الإنسان مقياس كل شيء" و في القرن العشرين وصلت أوهام البعض لدرجة دفعتهم للاعتقاد بأن "النظريات العلمية مصطنعة و نحن هم الذين يحاولون فرضها على العالم : عقلنا لا يستمد القوانين من الطبيعة بل يفرض قوانينه على الطبيعة"(بوبر – سيرة ذاتية فكرية)
لكن هذه الذاتوية الأحادية الضيقة الأفق فضلا عن أنها عقيمة بخلاف المثالية الموضوعية التي ساهمت حتى في تقدم العلم و عن أن استنتاجاتها السوسيولوجية و السياسية شديدة الرجعية فهي خاطئة تماما إذ أن مضمون الخيال نفسه يثبت باحتوائه على المواد الموجودة و "المتوفرة" في حقبة تاريخية معينة(أي مكان و زمان محددين) و باستناده على تلك المواد فقط كموضوع لنشاطه أن علاقة الفكر كذات و المادة كموضوع جدلية لا أحادية كما يروج المثاليون الذاتيون أما مقولة الخيال فهي في حد ذاتها تحمل سخرية ضمنية من هؤلاء الذين أعلنوا "الإنسان مقياسا لكل شيء" إذ أن حكمنا على قصص الفلكلور و أبطالها بأنهم من صنع الخيال يستند على الواقع الذي لا وجود لهم فيه إلا بصفتهم جزءا من منتوجات الفكر البشري
و في علاقة أفكارنا بالمادة أو الموضوع فإننا ننطلق كذات لها قدرة موضوعية على التفكير من العالم المادي بمفهومه الواسع أي الشامل لكل الموجودات و طالما أن انطلاقنا الواعي يتم إما بدوافع عملية أو معرفية أو كلتيهما فإننا نمر في تفاعل مع الواقع العام لنصوغ فرضيتنا و أطروحتنا و نظرياتنا كمحاولة لبلوغ غايتنا المتمثلة في إدراك "الشيء في حد ذاته" أو تحويله إلى شيء لنا ثم نعود مجددا للواقع الموضوعي باعتباره القاضي الوحيد المؤهل لإثبات صحة الفكرة أو خطأها أو لتمييز صحيحها عن خطأها
و لا يجب أن يُستنتج من هذه الموضوعية سلبية الذات المفكرة و الناشطة إذ أن العلاقة بين الذات و الموضوع جدلية كما أشرنا و عندما نقول أن قوانين العالم سارية بالاستقلال عن الافراد فنحن بالطبع نعني أنها كانت موجودة قبل وجود فيتاغورس و أرسطو و نيوتن وداروين و اينشتين و سبينوزا و هيجل و ماركس لكننا أيضا لا نستطيع أن ننكر أن هؤلاء الأفراد هم من اجتهدوا و عملوا على "كشفها" إلا أن التأكيد على الموضوعي(المادي) كالمصدر الموثوق الوحيد للتحقق من صحة الذاتي(الفكر) يبقى أفضل ضمانة للوقاية من التخبطات المثالية و الوضعية التي تفصل بين العاقل(الذات) والمعقول(الموضوع) بطريقة تعسفية فهكذا يمكن مثلا للمادي الديالكتيكي أن يقول لبوبر أن صلاحية تفنيد فرضية أو أطروحة ينفرد بها الواقع لا الباحث الذي لا يستطيع أصلا إعلان صحة نظريته دون تقديم إجابات قوية "أثناء تحققه من صحتها" على كل اعتراضات الواقع و منطقه أي أن فرضيته لا تصبح نظرية إلا بعد تطوير ذاتها و إزالة ما أثبت الواقع خطأه بشكل قاطع من بنيتها و كذلك الراغب في نقدها فلابد أن يستند على الواقع المادي باعتباره "مقياسا لكل شيء"
و استنادنا على الواقع كمقياس لأحكامنا لا يَثبتُ فقط في الحقائق المركبة(كالنظريات و الأطروحات) بل و يؤكد ذاته يوميا في الحقائق البسيطة(النار تحرق مثلا) إذ أننا على أساسه نكذب أو نصدق المزاعم التي نصطدم بها و على أساسه نمارس أنشطتنا العملية فلا نترك مثلا البطاطس فوق النار مدة طويلة كي لا تحترق و بالنسبة لأمثال بوبر الذين يزعمون أن النظريات تلفيقات لا تعبيرات عن الموجودات الواقعية فقد سبق لتروتسكي أن أجاب على ادعاءاتهم التقليدية حول الزمان و المكان في خطاب ألقاه في المؤتمر الأول لجمعية الراديو لعامة روسيا و قال :
"صحيح أن هناك بعض الكتب المثالية – ليست ذات طابع ديني ولكن تلك الفلسفية – حيث يمكن كقراءة أن الزمان و المكان ما هما إلا بعض من تصنيفاتنا العقلية و أنهما ناتجان عن متطلبات تفكيرنا لكت في الحقيقة لا شيء يتوافق معهما بالفعل
لكن من الصعب أن نتفق مع هذا الراي لو أن فيلسوف مثالي بدلا من أن يصل في الوقت المحدد للحاق بقطار لساعة الثامنة مساءا يتعين عليه الذهاب متأخرا دقيقتين فما سيراه هو مؤخرة القطار المغادر للمحطة بدونه و حينها ستقنعه عيناه أن الزمان و المكان لا يمكن فصلهما عن الواقع المادي"(ليون تروتسكي – العلم و التقنية و المجتمع)
أما المثاليين الذاتيين المُصِرِّين على إنكار وجود حقائق موضوعية أو اعتقادهم بتقيُّدها بما يعتقدون فيمكن أن نقول لهم مثل جاليليو "و مع ذلك فهي تدور" أو يمكن أن نكتفي بأن نطلب منهم أن يضعوا أيديهم في النار ليقتنعوا بأن كونها تحرق حقيقة لا جدال فيها حتى إن آمنوا بالعكس
و في الواقع فعندما ينكر البعض موثوقية كل معرفة فهم يتغاضون عن ان الممارسة الواقعية تدحض مزاعمهم أو يتداركون ذلك فيصيحون مثل شولتسه بأن ريبتهم "لا تمس النشاط العملي الحيوي و تبقى ضمن حدود الفلسفة" ليصيروا مثل رجال الدين و الكهنة الذين يعظون الناس بالتقشف بينما هم يعيشون في البذخ و الرفاهية الفاحشة و بالإضافة لأن العلوم العملية كالطب تسخر من هؤلاء فكلمة "علم" و ادعاءهم أنهم توصلوا "لاستحالة المعرفة" هي في حد ذاتها سخرية ضمنية من ادعاءاتهم و عندما ندرك أن الثورة الصناعية و التكنولوجية تؤكد أن الطائرات مثلا لا تُصنع و تحلق في السماء عن طريق الإرادة المحضة نستطيع أنْ نعلن "بكل ثقة" أنَّ تغاضي منكري الحقيقة عن كل هذه الحقائق هو في نهاية المطاف لأسباب سياسية غايتها خدمة الإصلاحية فمنذ أواخر القرن التاسع عشر سارت اللاأدرية مع الإصلاحية مثلما تسير العجلات مع السيارة فصارت قلبا و روحا لكل الاصلاحيين المعادين للثورة التي تعلن بكل ثقة ضرورة تغيير النظام الذي يسعون للتكيف معه و في ألمانيا مثلا عندما أعلن برنشتاين بداية حملته الداعية للإصلاح بدل الثورة كان من بين الشعارات التي رفعها شعار "العودة إلى كانط"
لكن رغم سفسطات هؤلاء فكما وضح المفكر الماركسي آلان وودز :
"يقوم صرح العلم كله بالتحديد على حقيقة أن :
أ‌- العالم موجود خارج ذواتنا و أنه
ب‌- يمكننا من حيث المبدأ فهمه
و الدليل على هذه التأكيدات إن كان مطلوبا هو أكثر من 2000 عام من تقدم العلم أي الانتصار المطرد للمعرفة على الجهل
كلمة "science" نفسها مستمدة من الكلمة اللاتينية التي تعني "المعرفة" في حين أن كلمة "ignorance"(الجهل) في اللاتينية تعني "عدم المعرفة" هناك بالطبع أشياء كثيرة لا نعرفها عن الكون لكن تاريخ العلم كله يثبت أن ما لا نعرفه اليوم سنعرفه غدا و هذا البحث المستمر عن الحقيقة هو القوة المحركة لكل تقدم في مجال الفكر و النظريات"(آلان وودز – دفاعا عن المادية)
و بالإضافة لما سبق فالحرب ضد الحقيقة ليست جديدة و دوافعها كذلك لم تختلف عن دوافع الحروب القديمة فهجوم السفسطائيين على الحقيقة لم يكن بريئا و لم تحركه غايات ابستمولوجية بل كان بدوافع سياسية بحتة و في عصرنا بعد أن تعددت الأصوات التي تفضح حقيقة النظام الرأسمالي ارتعدت البرجوازية و أعلنت أنه لا وجود للحقيقة و أن تلك مجرد آراء شخصية أو سرديات سانسيمونية و ماركسية
لكن رغم كل محاولات الطمس في الجامعات و الاعلام السائد فعلى غرار كاسترو تعلن الحقيقة أمام القضاة الذين من طينة بروتاغوراس و نيتشه و فوكو "تدينوني لا يهم سوف يبرئني التاريخ"
إن ترويج اللاأدرية و اللاعقلانية في عصر الثورات العلمية و التكنولوجية يؤكد العلاقة الوثيقة بين الفلسفة و السياسة و يدين الرأسمالية التي تعفنت مثلما أدان الاقطاع قبلها و قول يوسف ديتزغين أن "الفلسفة الرسمية ليست علما بل مجرد أداة للتصدي للاشتراكية الديموقراطية" يجد تأكيده الواضح في زلّات كزلّة صاحب أطروحة التكذيب و التفنيد (بوبر) الذي لم يخفي عداءه الشديد للماركسية و الفلسفة المادية بخلاف زملائه الذين لا يختلفون عنه سوى في اصرارهم على النفاق و ادعاء الحياد
و في الواقع فرغم الغرور العلموي لبعض من يعتقدون أن بإمكاننا الاستغناء عن الفلسفة التي لعبت دورا عظيما في إثراء معارفنا أعتقد و أؤمن بأن لا غنى عنها حتى في عصرنا لكن حقيقة الانحدار الذي تعاني منه بسبب سيطرة التيارات اللاعقلانية و الرجعية على الساحة الفكرية تفرض إلى جانب ضرورة النضال السياسي (الذي لن تخلو طريقه في حد ذاتها من النضالات الفكرية) ضرورة أن يساهم الماديون الدياليكتيكيون في صراع فكري ليس فقط دفاعا عن المادية بل و أيضا دفاعا عن شرف الفلسفة المهدد بالتدنيس من طرف المشعوذين المابعد حداثيين فجرُّ الفلسفة للنقاش حول واقعية العالم أو وجود الحقيقة في عصر تقدم فيه العلم لدرجة عظيمة معادل لما عانت منه الفلسفة في القرون الوسطى حين دفعتها الكنيسة لجدالات عبثية حول الخرافات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا حققت إسرائيل وحماس؟


.. سمير جعجع لسكاي نيوز عربية: لم نتهم حزب الله بشأن مقتل باسكا




.. قطر: لا مبرر لإنهاء وجود مكتب حماس | #نيوز_بلس


.. بكين ترفض اتهامات ألمانية بالتجسس وتتهم برلين بمحاولة -تشويه




.. أطفال في غزة يستخدمون خط كهرباء معطل كأرجوحة