الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عزيزتي الفتاة

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2021 / 7 / 22
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


عزيزتي الفتاة: والدتك ليست قدراً لتبحث لك عن عريس . صحيح أنها ربتك على مفاهيم خاطئة، لكنّها في النهاية إنسان. دعيها تعيش بسلام، اقبليها كما هي ، فأنت من يغيّر العالم، وليس هي لأنها أصبحت من الأجيال السّالفة .
لا شكّ أن موضوع الزواج هام، وهام جداً ، و لكن الأمر برمته خاضع لمقاييس كثيرة ، آخرها مقياس الحبّ ، فتلك القصص الرومانسية عن الأمير هاري وميكان غير صحيحة ، فقصتهما ليست رومانسية ، ميكان هي صاحبة الدخل الأقوى ، تاريخها العائلي أهلّها لأن تكون ممثلة وتلتقي بالمشاهير، وكانت واسطتها في الحب امرأة لها نفوذ في القصر الملكي ، وربما قصصها عن العنصرية تنطبق عليها فهي لا تتزوج إلا الرجال البيض ، ونحن لسنا ملزمين بالدفاع عنها ، أو عن القصر، لكن علينا أن لا نصدق كل مايقال .
عزيزتي: عليّة القوم لهم خطّاب ، أو خطّابات ، بمعنى التسويق ، وربما يختصر الأمر بجملة هي السلطة، و الثروة التي تنتقل عبر الأجيال وتورث إلى الأولاد.
ما دمت لم تلتقي بهاري -على فكرة كتير شخص سخيف لكنه أمير -فعليك أن تحلي عن ظهر أمك . أمك ترغب في زواجك أكثر مما ترغبين ، لكن " العين بصيرة، و اليد قصيرة" !
أمك يا فتاتي إنسانة مهزومة ، محرومة، مظلومة تصون شرف الرجال خوفاً من الرجال . لا تكوني مثلها . أحدثي التّغيير !أتحدث عنك أيتها الفتاة التي تنتمين إلى عوائل على الهامش، ولا تمتلكين عملاً ، ولا ذهباً ، فالحب يجذبه المال، وما يقدمه الرجل باليد اليمنى يأخذه باليد اليسرى ، هو يعرف تماماً كم هو مستفيد منك.
اسمعيهم! يقولون : " الحب يصنع المعجزات"، و البساطة أساس النّجاح، و المال ليس كل شيء. . . اعتبريها ترهات . أمامك خياران : أن تتزوجي من خرفان الذي ماتت زوجته في الصيف ، وتربين أولاده، تصبحين سيدة، أو تنتظرين فارس أحلام يعيش على الهامش لكن لديه عمل يستطيع أن يعيل أسرة من خلاله، ولم يعرف ماهي " النسوية" لأن الذين يؤيدونها من رجالنا الأعزاء يريدونك دون مهر، دون حقوق كي تثبتي نسويتك، يريدون أن تشاركيهم المصروف بأن تتكفلي بالأسرة، ويتكفلون بثمن السجائر والمشروب.
عزيزتي الفتاة: احترمي نفسك قليلاً ، لا تنبطحي أمام المديح على الفيس بوك . اخرجي من الفيس حالاً و ابحثي عن عمل ، و إن لم تجدي حيكي جوارب بيعيها . عليك أن تعرفي أن والدتك لن تستطيع أن تقدم لك شيئاً فأنت لست ذكراً حتى تتباهى بك ، أقول لك قصة أم عباس : كانت أن عباس كلما خطبت لابن من أولادها تقبل بشروط أهل العروس ، و يطلبون منها فرشة فيها الكثير من الصوف، وتقوم بصنع الفرشة ، لكن بعد عام يحين موعد غسيل الصوف ونفشه، وتكتشف الكنة أن فرشة الصوف هي فرشة خرق. . . لتدق رأسها بالحيط!
أعرف فتاة أغرت شاباً بأموال عائلتها ، تزوجها ، تبين أن ليس لديهم مال ، وفي هذه المرة يخاف الرجل على أبنائه ، ويخشى منها لأنه لا زال لديه بعض قيم الرجال، ولن يفرط بعائلته . يمكنك فعل ذلك لو أردت، فحتى مارك سرق فكرة صديقه وتزوج صديقته ، وهو الآن ملك الفيس بوك.
عزيزتي الفتاة : لو كنت تخافين العنوسة الجأي إلى أبيك ، أعرف أباً اشترى لابنته طبيباً . سألته : هل صحيح ماسمعتت؟ كان بيننا قرابة. قال لي: " الدين يقول: اسعى لابنتك قبل ابنك" ، ثم أكمل: "سوف أحميها لذلك أرسل لها كل شهر مبلغاً من المال وبعض التموين، وعندما أموت ترثني ، ويكون تجاوز سن المراهقة -أعني سن الخمسين-فيصبح ضعيفاً ولا يفكر في الطلاق." أمّك تخجل ، لكن أباك يستطيع.
ما رأيك أن تعملي على الارتقاء بنفسك ، وتعملين على إيجاد عمل ؟ لا بأس أن يكون بيع وشراء من خلال الفيس بوك، وعندما تمتلئ جيبك تصبح الحاسة السادسة للرجال قوية فيتبعونك!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب.. موجة عنف تجاء النساء المؤيدات لمدونة الأسرة


.. حرام في في هذه الحالات .. حكم مهنة المرأة لـ«ميكب أرتست» وت




.. عوام في بحر الكلام - أبنة الشاعر حسين السيد بتحكي عن دور وال


.. مهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة انطلق.. واكثر من 70 فيلما




.. انتقال التحيز ضد النساء من الواقع الحقيقي ا?لى الافتراضي