الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا سيحدث اذا عادوا للحكم من جديد

محمد مهاجر

2021 / 7 / 22
الفساد الإداري والمالي


ماذا سيحدث اذا عادوا من جديد؟
-
لقد كان قادة النظام السابق فى السودان يدعون انهم لم يستولوا على السلطة من اجل المكاسب الدنيوية مثل المال والجاه وغيرها وانما كان دافعهم نصرة الدين, فهل كانوا صادقين؟ الاجابة هى ان اغلب الذين كانوا يقولون ذلك انما كانوا يمارسون النفاق المحض. وقد استطاعت لجنة ازالة التمكين ان تسترجع اموال وعقارات وغيرها من الثروات المادية قدر ثمنها بمئات الملايين من الدولارات الن تك مليارات. ولان الفساد شمل
مجموعة كبيرة من قيادات الكيزان فان فرضية الصدفة هى فرضية مستبعدة. وبذلك تكون احد الفرضيات الاخرى صحيحة ومنها فرضية انهم كانوا ينتهجون نهجا ميكافيليا, اى ان الغاية تبرر الوسيلة.

ان المراقب للشان السياسى السودانى ليدرك بسهولة ان اكتناز المال كان احد اهداف تلك الجماعة. وقد ظهر ذلك بحرصهم على السيطرة على البنوك الخاصة وانتهاج سياسة الاحتكار للسلع والثروات المعدنية والخدمات الحكومية وغيرها. وبعد المفاصلة تحدث د الترابى لعدد من وسائل الاعلام وحاول الصاق تهم الفساد بالفصيل المناوئ له الذى كان يمثله البشير وعلى عثمان ونافع على نافع وغيرهم. لكن الدليل العملى دحض فى وقت لاحق ادعاءات الترابى حينما اشترك حزبه, المؤتمر الشعبى, مع المؤتمر الوطنى حزب البشير وعلى عثمان. ان ارادة محاربة الفساد لم تك اصلا موجودة فى التنظيم لذلك ترك الحبل على الغارب وترك اللصوص والمحتكرين وغيرهم يعملون بلا مراقبة او محاسبة, ولم يتغير الحال بدخول الشعبى فى الحكومة.

كان المخلوع البشير يتحدث فى العلن ويدعى بانه ليس بقادر على محاربة الفساد. وهو لم يقل غير الحق لان الارادة هى التى تسبق القدرة. فاذا كانت ارادة السرقة والاختلاس هى الغالبة فلا الفرد ولا الجماعة بقادرين على ان يمنعوا وقوع الخطأ وهو السرقة. وان كانت لدولة الكيزان التى هزمها الثوار خططا علمية وكوادر مؤهلة واجهزة قوية لمحاربة الفساد لما تركوا الدولة رهينة للمتنفذين منهم يسخرون مواردها وتشريعاتها وكافة نظمها لخدمة مصالحهم. عونا على ذلك فقد حدث ان الكوادر المؤهلة ممن لا ينتمون الى تنظيم الكيزان تم طردهم تباعا ومنذ الاسابيع الاولى لانقلاب البشير. فكانت النتيجة ان اقتصاد الدولة لم يتقدم قيد انملة. اضافة الى ذلك فقد تم تدمير الكثير من المؤسسات الناجحة مثل مشروع الجزيرة والخطوط الجوية السودانية وهيئة السكة حديد والخطوط البحرية والمؤسسات التعليمية والصحية العامة وغيرها. والذى يدعى ان كل الذى حدث انما سلوك افراد فهو اما مخاتل او احمق.

ان الافكار والمبادئ النبيلة تساعد الفرد على امتلاك القدرات والمهارات التى تمكنه من تنفيذ ما يؤمن به على ارض الواقع. والنتيجة المنطقية هى ان قوة الايمان بالفكرة تساعد فى التنفيذ وفى جودته. اى ان الدافع ينبع من الفكرة والتنفيذ تعضده الدافعية. ولو افترضنا جدلا ان البشير حكم السودان من جديد, فانه سيفعل نفس الذى كان يفعله من قبل وقد يكون حكمه اشد وحشية واكثر فسادا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط


.. جيش الاحتلال يعلن إصابة 4 جنود خلال اشتباكات مع مقاومين في ط




.. بيان للحشد الشعبي العراقي: انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو