الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
التفجيرات ثقافة اسلامية أصيلة وغير مجلوبة
اسماعيل شاكر الرفاعي
2021 / 7 / 23العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يستقل مسلمو العراق عن سواهم من التجمعات السكانية - مثلما تستقل هذه التجمعات - بمجموعة ممارسات موروثة لا يحيدون عنها ، تتحكم بعلاقاتهم الداخلية وبالآخر الذي يشاركهم سكن الوطن : اكثر مما تتحكم بسلوكياتهم مفاهيم حديثة كالوطنية وحقوق الانسان والدستور ومؤسسات الدولة ...
ويفتخر العراقيون بعراقيتهم انطلاقاً من هذه الظواهر الموروثة التي يفوق عمرها عمر الدولة ، وهم يتمسكون بها ، اكثر مما يتمسكون بقوانين الدولة التي لم تتحول بعد الى ثقافة عامة يسترشد بها الشيخ في مضيفه ، والحاكم في قضائه ورئيس الدائرة في توجيهاته . وما زالت هذه التجمعات السكانية تتميز عن بعضها بكونها : سنية وشيعية ومسيحية وايزدية وشبك ، يتمسكون بفتاوى فقهاء دياناتهم في السعوديةوايران وتركيا ومصر : وليس بكونهم مواطنين عراقييين مستقلين عن امتدادات طوائفهم ودياناتهم الخارجية . وجميعهم يستلون نظرتهم الى الكون وموقفهم من الحياة : من لاهوت وعلم كلام دياناتهم وشرائعها ...
ووجود الظاهرة ناتج عن تكرر حدوث شيء مع انتفاء الشعور بالغرابة والدهشة من وقوعه . ففي حالة التفجيرات : يحتج المتضررون والمتعاطفون معهم ، من وقوع التفجير بطريقة تختلف عن طريقة التعبير عن الدهشة والاستغراب . وتغشى تقاسيم وجوه المتضررين علامات الغضب وليس المفاجأة مما وقع ، كأنهم مقتنعون بأن ما وقع هو نتيجة طبيعية لتفاعلات عناصر حياتهم الاجتماعية والسياسية السائدة ( نهب المال العام ) ومقولاتهم الدينية : وخاصة مقولة الفرقة الناجية العزيزة على قلوب كل أفراد الطوائف : فهي تتضمن تبخيس وتحقير المذاهب الاخرى ، والنظر اليها كطوائف مارقة ضالة زنديقة كافرة من الواجب تصفيتها جسدياً ...
يوجد في رسالة كل من نال شهادة عليا في الاصول أو في العبادات ، من الأزهر السني او من الحوزات الشيعية ، فصلاً ثابتاً عن الجهاد والغزو : كيف مارسه السلف الصالح في غزواتهم داخل يثرب - المدينة ، ثم وهم يفتحون بلداناً عظيمة كالعراق والشام ومصر ، وما الذي يحل مصادرته ، وما هي شروط السبي او القتل . وكل هذا الذي ناقشه المتخرج وحصل نتيجة له على شهادة أكاديمية عليا ، سيتقاضى عليها راتباً بالآلاف : يدخل في باب النصوص التي ستمنح الشرعية للتفجير في وسط مسلم : تم تكفيره باجتهاد فقهي كونه ينتمي الى طائفة ضالة وفاسقة ، ويمكن قياس هذه الحالة على سورة التوبة وآية السيف التي أمرتهم :بقتل كل من لا يرفع صوته بشهادة : لا اله الا الله ، وان محمد رسول الله ...
التفجيرات في الثقافة العربية الاسلامية : مفهوم سياسي ، وهي وجه من وجوه ظاهرة الصراع السياسي الداخلي على السلطة ، نابعة من داخل هذه الثقافة وليست شيئاً منقولاً اليها من خارجها ، ومعارك السنة والشيعة في احياء بغداد منذ العصر العباسي : أشهر من ان يغطيها إعلام حكومي او قصيدة لشويعر تراثي او تحليل سياسي فج . وبما ان النظام البرلماني السائد يشجع على احتكار الوظائف والمناصب الحكومية ، فأن ممارس التفجيرات اليوم قد يتحول الى ضحية في القادم من الايام ، نتيجة صراع إقليمي ، كما كان الحال ايام الصراع العثماني الإيراني على العراق . وقد يتم اختيار نظام سياسي : لا يقوم على البرلمانية النيابية ولا على المحاصصة الناتجة عنه : وآنئذ قد يتفق فقهاء الطائفتين : السنية والشيعية على تخريج فقهي يحملهما على الاتحاد في توجيه قنابلهما الى السلطة السياسية وحكومتها : التي لم تعد سلطة رموز الماضي بل سلطة حاضر الناس ومستقبلهم بعيداً عن اي مقدس ديني ...
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. نحو 1400 مستوطن يقتحمون المسجد الأقصى ويقومون بجولات في أروق
.. تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون
.. الجزائر | الأقلية الشيعية.. تحديات كثيرة يفرضها المجتمع
.. الأوقاف الإسلامية: 900 مستوطن ومتطرف اقتحموا المسجد الأقصى ف
.. الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي في الخليل بالضفة الغربية