الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصين و أمريكا في ميزان المقارنة ( 9 )

آدم الحسن

2021 / 7 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


النظام السياسي و الحريات الشخصية هي سادس ركن من اركان الدولة و قوتها بعد الأركان الخمسة الأخرى و التي تم تناولها و هي :
**** قوة العلوم و التكنولوجية .
**** القوة الاقتصادية .
**** القوة العسكرية .
**** قوة الدبلوماسية و التحالفات الخارجية .
**** الحالة الحضارية و الثقافية للشعب .
النظام السياسي و الحريات الشخصية للصين و أمريكا في ميزان المقارنة :
لقد تمكن الفكر الغربي من التغلغل الى عقلية معظم مثقفي باقي دول العالم و نقل صورة الديمقراطية التي لديهم لتكون هي المشهد الوحيد للديمقراطية , و أخطر ما في هذا التغلغل الفكري هو اعتبار النظام الديمقراطي لدى الغرب هو النظام الوحيد الذي من خلاله يمكن تحقيق الديمقراطية و عدا هذا النظام فهي مجرد اشكال متنوعة من أنظمة الاستبداد و التعسف و انتهاك لحقوق الأنسان ... !
إن النظام الديمقراطي الغربي يعتمد على التعددية الحزبية و صناديق الاقتراع لتحديد أي حزب أو مجموعة الأحزاب مؤتلفة تستحق مسك الحكم و قيادة المجتمع , لكن الديمقراطية بمعناها الحقيقي هي حكم الشعب لنفسه و قد تتحقق الديمقراطية أي ( حكم الشعب ) بعدة اشكال , فبالإضافة الى النظام الديمقراطي المتبع في الغرب أي نظام التعددية الحزبية , هنالك أنظمة أخرى :
*** نظام لا حزبي , تتحقق الديمقراطية ( حكم الشعب ) من خلال انتخاب افراد يمثلون مناطقهم ريف , بلدة , مدينة , محافظة , اقليم ... في دولة ليس فيها احزاب و دستورها لا يعترف بالأحزاب , في مثل هذه الحالة يمكن أن يجتمع الأفراد المنتخبون في مجلس للشعب يمثل السلطة التشريعية العليا في البلد و من خلال هذا المجلس يمكن اختيار الحكومة التي تمثل ارادة الشعب , على أن تجرى الانتخابات كل عدد محدد من السنين و ... و ... كل ذلك يمكن أن يتم دون وجود أحزاب و مثبت في دستور الدولة .

*** نظام الحزب الواحد أو الحركة السياسية الواحدة حيث يكون باب هذا الحزب مفتوحا لكل ابناء الشعب لكي يكونوا اعضاء فيه فمثل هذا الحزب يجب أن لا يمثل طبقة أو قومية أو أي شريحة من الشعب , مثل هذا الحزب يجب أن يكون حزب الشعب بأسره و التنافس الحر النزيه يتم من خلال اختيار افضل الأفراد لتمثيل ارادة الشعب , و لغرض احاطة هذا الموضوع بشيء من الموضوعية يمكن تناول التجارب التالية :
** ظهرت في منطقتنا بعض التجارب لتأسيس نظام الحركة السياسية الواحدة و اساس هذا النظام السياسي هو أن تحل جميع الأحزاب و الحركات السياسية نفسها و تنخرط في حركة واحدة مشتركة لعموم الشعب و من هذه التجارب ما تم في مصر في عهد الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر من الدعوة لتأسيس الاتحاد الاشتراكي العربي حيث تضمنت تلك الدعوة حل جميع الأحزاب و الحركات السياسية المصرية نفسها و الاندماج في هذا الاتحاد لكي يكون هذا الاتحاد هو المنصة المشتركة التي يصعد اليها ممثلي الشعب الحقيقين كافة من خلال انتخاب أفراد مستقلين لا علاقة لهم بأي حزب أو حركة سياسية و يمثلون من خلال أنفسهم مناطقهم التي انتخبتهم و في مثل هذه الحركة يصبح من الطبيعي أن نجد الشيوعي المستقل و القومي المستقل و الإسلامي المستقل و اليميني أو اليساري المستقل كلهم في تنظيم واحد يعمل من اجل الشعب بأسره و الشرط المشترك الوحيد بين اعضاء هذا الحزب هو رفض العنف و اعتماد مبدأ التبادل السلمي للسلطة و فرض سلطة الدستور و القانون .
** في العراق في عهد الرئيس العراقي الراحل عبد السلام عارف تكررت التجربة التي اعتمدها عبد الناصر حيث تم دعوة الأحزاب و الحركات السياسية العراقية لحل نفسها و الانخراط في اتحاد على غرار الاتحاد الاشتراكي العربي في مصر و قد وافقت عدد من الأحزاب و الحركات السياسية العراقية على حل نفسها و الانخراط في هكذا اتحاد و منهم الحزب الشيوعي العراقي , إلا إن هذه التجربة في العراق و في مصر فشلت لأسباب أخرى لا مجال لتناولها هنا .
** بعد نجاح مسيرة الإصلاحيين في الصين تغيرت طبيعة الحزب الشيوعي الصيني و تحول من حزب للعمال و الفلاحين ليكون حزبا لا طبقيا و معبرا عن مصالح الشعب الصيني بأسره حيث تم إسقاط الأيديولوجية التي تدعو الى تطبيق نظام ديكتاتورية البروليتارية و الاستعاضة عنها بمبدأ أيديولوجي جديد هو نظام سلطة الشعب بأسره و تم تسمية هذه الأيديولوجية بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية حيث تم الاعتراف بالطبقات البرجوازية و الرأسمالية الوطنية الصينية بكونهم طبقات وطنية تساهم في نهضة و بناء الصين الجديدة و بذلك صار مكان النشاط السياسي للعامل و الفلاح و البرجوازي و الرأسمالي و العالم و المهندس و غيرهم من أبناء الشعب الصيني هو الحزب الشيوعي الصيني , يتنافسون في ما بينهم كأفراد في داخل تنظيم هذا الحزب عَنْ مَنْ يستطيع وضع افضل برنامج اقتصادي تنموي يدفع بمسيرة تقدم الصين الى الأمام أكثر .... و بذلك اصبح من الطبيعي أن ترى في هذا الحزب الشيوعي الذي زاد عدد أعضائه عن المئة مليون صيني فِيهم مَنْ هم اصحاب شركات و يمتلكون المليارات و مَنْ هم من الذين يحصلون على الحد الأدنى للأجور .
و تَشَكَلتْ في الصين مجالس شعب في جميع القرى و البلدات و المدن الصينية و تطور نشاطها حيث يتم انتخاب اعضاء هذه المجالس من قبل سكانها و الذين يشتركون في هذه الانتخابات هم غالبية سكان الصين و أهم ميزة حصلت في هذا النهج الديمقراطي في الصين هو اخضاع اعضاء الحزب الشيوعي الصيني لرقابة مجالس الشعب , عضو الحزب الشيوعي الصيني الذي لا يحصل بشكل مستمر على تزكية من مجالس الشعب في قريته أو مدينته يتراجع موقعه في الحزب أو قد يفقد عضويته بشكل كامل و يعزل من الحزب .
و من اهم ميزات التجربة الصينية ايضا هو صعود دور التكنوقراط في مجالس الشعب و في المراكز القيادية في الحزب الشيوعي الصيني أو المراكز القيادية في الهيئات الحكومية و الهيئات التابعة للدولة .

بلا شك , لازالت هنالك سلبيات و نواقص في العملية السياسية في الصين إلا انها في تطور لا يتوقف لأن مَنْ اسس قواعدها هم الصينيون أنفسهم و لم تأتيهم التجربة جاهزة و معلبة من الخارج ... !

(( يتبع ))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير