الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأثير الشعوب في الخرافات الدينية.

اسكندر أمبروز

2021 / 7 / 24
المجتمع المدني


لا يخفى على أي عاقل أن الاديان كلها مجرد هراء بشري بدائي لا قيمة له , يؤثر سلباً في مجتمعات بشرية كثيرة , وخصوصاً في المجتمعات المتمسكة بالخرافة الدينية كالمجتمعات الاسلامية في الشرق الأوسط وشمال افريقيا , والمسيحية المحافظة كدول امريكا الجنوبية.

وهذا التأثير له معادلة مرتبطة بالتطور البشري , فكلما ازداد نفوذ الخرافة الدينية في مجتمع ما , كلما نقص معدل ومستوى التطور في ذلك المجتمع , فالعلاقة العكسية هذه أزلية !! موجودة منذ تأسيس الأديان المنظمة من قبل السلطة والحاكم.

ولكن هنالك تأثير معاكس لا يعلم بوجوده الكثيرون , وهو تأثير الثقافة والشعوب على الأديان نفسها , وهذا التأثير لم يظهر إلّا حديثاً , فبعد زوال استبداد الحاكم والكنيسة في أوربا مثلاً بدأت الشعوب بفرض ثقافتها وتطورها الأخلاقي والقيمي على الدين نفسه , فتم استبدال التزمت بالتسامح , واستبدال الانغلاق الفكري بالتفتح , وتقديس الخرافة بتقديس العلم والفن والقومية.

هذه كلها سهّلت الطريق أمام تأديب المسيحية وتحجيمها ووضعها جانباً وقصقصة أجنحتها , حتى صارت مجرد طقوس لا تقدم ولا تؤخر , وحتى في بعض الاحيان انقلبت 180 درجة كما هو حال الكنيسة الكاثوليكية اليوم , التي تقبّلت حقوق المثليين والنظريات العلمية المختلفة ومنها نظرية التطور , بعد أن كانت تحرق العلماء بتهمة الشعوذة والسحر وغيرها من الخزعبلات الدينية القذرة.

وهذا التحجيم للدين ووضعه جانباً أدى الى انتاج دول بأكملها لا تؤمن بأي دين في غالبيتها كالسويد وألمانيا وغيرها...

واليوم نشهد انتقالاً لهذا التهذيب الى الشعوب والدول الاسلامية , حيث وبفضل الانترنت نرى انتشاراً واسعاً لما يسمى بالمصلحين , أو المحدثين للاسلام , وعلى الرغم تحفظي ورفضي لفكرة هذه الاصلاحات التي تفتقر الى الراديكالية والقوة والمواجهة , إلّا أنها تشكل ارهاصات وضوء صغير في نهاية نفق الاسلام المظلم !!

فالشعوب الاسلامية بدأت ترى كم هي متخلفة , وبدأت تلحظ ما هو سبب هذا التخلف , ومع أنهم يخطون خطوات طفولية بسيطة إلّا أنها خطوات في الاتجاه السليم , فترك الدين قد انتشر انتشار النار في الهشيم , وهو الذي يبعث الأمل في هذه الدول والشعوب بعد أن كنت قد حكمت عليها بالهلاك والخراب قبل أعوام قليلة.

فبعد التجربة العراقية في الطائفية والتدين , والتجربة السورية في الصراع الطائفي والديني , وظهور التعاليم الاسلامية على حقيقتها أمام الملأ بسبب الجماعات الاسلامية كداعش والنصرة والقاعدة , بدأت سيطرة الدين على عقول البشر تتلحلح , وبدأ الناس يشكلون الدين كما يتناسب مع قيمهم الشخصية لا مع نصوصه الجامدة والمتخلفة , والتي يتم نسفها يميناً وشمالاً بشكل مستمر من قبل المؤمنين أنفسهم , بسبب خجلهم أمام البشرية من القذارات الاسلامية التي قد آمنو بها.

وهذا ما سيصنع شعوباً حرّة , متطورة وحديثة فكرياً ومادياً , والتي سترتقي بدولها نحو الأفضل...لن ننكر أن الحاضر مظلم , ولكنه مليئ بالأمل وبشموع تضيء وسط ظلام الاسلام الدامس , متمثلة بكل شخص متنور ترك الدين وارتقى بنفسه نحو الانسانية والقيم النبيلة والحرية الفكرية.

التأثير الان بدأ بالانعكاس , فبعد قرون من التأثير السلبي على الدول والشعوب من قبل الدين , بدأت الشعوب الان تؤثر بشكل عكسي على الدين , وهذا ما نشهد نتائجه بشكل مستمر كل يوم متمثلة بترك الدين أو محاولة اصلاحه بقدر الامكان , فالاسلام اليوم يتساقط كالمنزل العفن والمتآكل , ولن يقف هذا التسونامي الا بعد أن يسقط الاسلام تماماً وبشكل نهائي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزير الخارجية الأيرلندي: 100% من الفلسطينيين بغزة يواجهون شب


.. ثورات في الجامعات الأمريكية.. اعتقالات وإغلاقات وسط تصاعد ال




.. French authorities must respect and protect the right to fre


.. تحقيق مستقل: إسرائيل لم تقدم إلى الآن أدلة على انتماء موظفين




.. البرلمان البريطاني يقر قانونا مثيرا للجدل يتيح ترحيل المهاجر