الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جانب من حياة المصابين بفيروس كورونا خارج المستشفيات ( الجزائر نموذجا)

علجية عيش
(aldjia aiche)

2021 / 7 / 24
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


بينهم و بين الموت شبرٌ واحدٌ و لكن إيمانهم بالقدر منحهم القوة للمواجهة
جانب من حياة المصابين بفيروس كورونا خارج المستشفيات
( الجزائر نموذجا)
نقص الأسِرَّة داخل المستشفيات أجبر الأطباء في الجزائر على عدم استقبال المصابين بفيروس كورونا ، و تركهم يعالجون خارجه أي في المنزل، رغم أن التحاليل الطبية la serologie du covid 19 كانت نتيجتها إيجابية (+) و هو ما أثر سلبا على بعض المرضى الذي لا يجدون من يتولى بشؤونهم اليومية داخل و خارج المنزل، هي معاناة قاسية جدا يعيشها المصابون بالفيروس لغياب التكفل التام بهم خاصة المرضى المزمنون ( مرضى السكري) الذين وقعوا ضحية الوباء
خلف الأرقام التي تعلن عنها الجهات الصحية المختصة هنا و هناك وجوه و قصص و كل قصة تختلف عن الأخرى أو تكون شبيهة بها، لإختلاف الأمكنة و خصوصية كل عائلة و ظروفها الإجتماعية، نتحدث هنا عن المصابين بفيروس كورونا (كوفيد 19 )خارج المستشفيات، و ما يعانونه من قساوة العلاج لأن الأطباء رفضوا علاجهم داخل المستشفى بحجة النقص الكبير في الأسِرَّة ، خاصة عند أخذهم للحقن les injections ، حيث كل حقنة تختلف عن الأخرى نذكر من هذه الحقن "فارينوكس" -VARENOX anti-Xa والحقنة الثانية اسمها العلمي "لوفينوكس" LOVENOX، و هو عبارة عن إينوكزابارين الصوديوم، و هي وحدات دولية، تاريخ إنتاجها في ماي 2021 ، كما أن كلا الحقنتين جاهزتين للإستعمال بحيث لا يجد المصاب بالفيروس صعوبة في تحضيرها أو الإستعانة بممرض أو ممرضة، إلا أن المريض عند أخذه هذه الحقن يشعر و كأن الموت زاره، و الملاحظ أن العلاج من فيروس كورونا خارج المستشفى أي داخل المنزل صعب للغاية خاصة بالنسبة للذين لا يوجد في العائلة شخص بنتمي إلى القطاع الصحي و مختص في هذا المجال حتى لو كان محسوبا على سلك الشبه الطبي الذي يقتصر اختصاصه على إعطاء الحقن للمرضى مهما كان نوعها وعمليات أخرى.
المصابون بفيروس كورونا بينهم و بين االموت خطوة واحد حتى لا نقول شبرٌ واحدٌ، فأخذ هذه الحقنتين مؤلمة جدا، و أفظع من حقنة الأنسولين، و لعل الذين تعرضوا للإصابة بكوفيد 19 عانوا كثيرا و هم يأخذون هذه الحقن لاسيما المرضى المزمنين الذسن يعانون من داء السكري، و يعانون من النحافة، بحكم تنوع السكري بحكم التقارير الطبية le diabette maigre، دون الحديث عن غلاء سعر هذه الأدوبة و الحقن، رغم أن بعض المصابون يمتلكون بطاقة الشفاء، إلى أنه أجبروا على تسدسد تكاليف هذه الأدوية التي تفوق قيمتها 3000 دج، دون حساب باقي الأدوية الأخرى التي ترافق الحقن ، نذكر على سبيل المثال دواء سيفيماكس Céfimax (Cefixime ) 200 ملغ الذي تقدر العلبة الواحد منهم 1101 دج و دواء Prednisolone 20 ملغ ، مع العلم أن الطبيب في بعض هذه الحالات يضاعف للمريض عدد العلب، من علبتين إلى ثلاثة علب و أكثر احيانا حسب حالته الصحية .
نشير هنا أن هذه الأدوية قابلة للتعويض، لكن تسديدها على عاتق المريض، ماعدا دواء ماكس إيمونيتي MAX Immunity و هو أحد أنواع الفيتامينات Zinc VC الذي هو غير قابل للتعويض ويقدر سعر هذا الأخير حوالي 750 دج، دون حساب التحاليل الطبية التي يجرونها عند "الخواص" و التي تتراوح بين 2500 إلى 3000 دج بالنسبة لتحاليل الدم فقط، إلى جانب الأشعة، حيث أن بعض الأطباء يطلبون من المريض إجراء لأشعة عبر جهاز "السكانير" بدلا من الـ: PCR في حالت وجود شكوك بإصابة الشخص بفيروس كورونا ، ما جعل بعض المرضى من ذوي الدّخل الضعيف و حاملي بطاقة الشفاء carte chifa يتساءلون عن سبب تسديديهم تكاليف الدواء و هم يستفيدون من الدواء بنسبة 100 بالمائة؟، في سؤال طرحناه على أحد الصيادلة كان رَدُّهُ بأن بعض الأدوية حتى و إن كانت قابلة للتعويض فصندوق الضمان الإجتماعي يرفض تعويضها ، و هم كصياجدلة مجبرون على العمل بهذه الطريقة وفقا لما يجدونه في (le logiciel) كما أن بعض الأدوية تستوردها الدولة بالعملة الصعبة ، و المواطن في هذه الحالة مجبر على دفع تكاليفها أو نسبة معينة منها ، مثلما هو الشان بالنسبة لدواء "ميدوكالم" المخصص لعلاج داء العظام ( لاغتروز) و الذي يقدر سعره بحوالي 1000 دج، و دوار "فوسيدين" Fucidine 250 ملغ (فوسيدات الصوديوم) و هو عبارة عن مضاد حيوي يوصف لعلاج العدوى الناتجة عن الجراثيم، بحيث تقدر قيمة العلبة الواحدة منه 1094 دج.
هذا من الجانب الطبّي أما من الجانب الإجتماعي فكثير من المرضى المصابون بفيروس كورونا يجدون أنفسهم في موقف حرج حين يتعلق الأمر بكشف حالتهم أمام الأقارب خلال الزيارات التي يقومون بها، و اجبر البعض على تفادي الإحراج و التصريح بحالتهم الصحية لكي لا يأخذ الآخرون احتياطهم، لكن بعض الناس لا يراعون مشاعر المرضى المصابين، فتجدهم ينتابهم الذعر و يهرولون نحو الإنسحاب كي لا تنتقل إليهم العدوى، رغم أن المصاب واضع الكمامة و هو داخل البيت، هذا السلوك ترك أثر سيئ في نفسية بعض المرضى الذين يفتقرون إلى الشجاعة، حيث أصبحوا يتجنبون لقاء الأقارب، حدث هذا يومي العيد، حين وجد بعض المرضى أنفسهم في هذا الموقف حتى مع أقرب الناس إليهم ، طبعا الأمر يعود إلى غياب ثقافة التواصل مع المرضى و التخفيف عنهم، بحيث يشعر المصاب بأن أمره قد انتهى، فتنتابه الوسائس و الشكوك و كيف يواجه مصيره إن لم يتماثل للشفاء، إلى أن يتغلب عليه الوسواس فيظن أن الموت يخيم فوق رأسه و أنه لم تبقى بينه و بين لموت سوى خطوة واحدة .
إلى جانب هذا كله يواجه بعض المصابون بفيروس كورونا، مشاكل مع الخارج، و الكلام هنا عن المرضى الذين لا يجدون من يتولى شؤونهم خارج المنزل، خاصة مع أجواء العيد ، أين أجبر بعض المرضى الذهاب إلى مكاتب البريد أو الأسواق أو حتى الصيدليات لإقتناء الدواء، ضميرهم و إنسانيتهم منعهتهم من التسبب في نقل العدوى إلى الأصحاء و هم يقفون في الطابور، و حدث مع إحدى المريضات ( مصابة بفيروس كورونا)، عندما وقفت عشية عيد الأضحى في مكتب البريد و طلبت من عون الأمن أن يسبقها على من يقفون قبلها في الطابور، و لما رفض، صارحته بالحقيقة، وجدت نفسها في موقف حرج جدا، عندما هاجمها البعض بأنه لا ينبغي عليها الخروج من المنزل، و طالب أحدهم منها الخروج و الإنسحاب الفوري من المكتب، بعدما صاح عون أمن البريد و بأعلى صوته بالقول: ( إنها كوفيد.. إنها كوفيد)، في مثل هذه المواقف يجد المرض المصابين بالفيروس صعوبة في التعامل مع الناس و المحيطين بهم أو حتى مع أسرهم و أقاربهم، لأنهم و كما يقال ( وحدانيين) و في هذه الحالة يجبرون على الحركة و القيام بأشغال المنزل أو الذهاب إلى التسوّق و أمور أخرى ضرورية لا يمكن تأجيلها.
و قد تعرض البعض منهم إلى اليأس و هو يرددون (هَمّ السكري و زادني هَمّْ كوفيد؟) يحدث ذلك في غياب من يتكفل بهم و يرعاهم إلى حين يمتثلون للشفاء، كانت هذه عينة فقط من حياة المصابين بفيروس كورونا و معاناتهم اليومية و هم في حالة نفسية سيئة جدا، لأنهم لم يجدوا من يتفهَّمهم و يتضامن معهم، و ما خفي أعظمُ، المشكلة ليست في نقص وسائل التداوي و العلاج، و إنما في غياب ثقافة التضامن و انعدام الإنسانية حيث لا يصح للمواطن البسيط الإستفادة من العلاج في هذه الحالات داخل المستشفيات، الوضع لا يحتاج إلى تحليل و توضيح أكثر في مجتمع يسيره النظام الليبرالي، المفارقة هي أن البعض يتكلم عن التضامن و التكافل، هذا المفهوم كما هو معلوم لا تربطه صلة بالرأسمالية، و يمكن القول أن الجزائر تعيش أزمة صحية جعلت منهجية القطاع الصحي يُسَيَّرُ بالمحسوبية رغم توفر الإمكانيات، فكان مآل هذا القطاع الفشل على كل المستويات وهي الرواسب المقيتة التي تركها العابثون من ورائه، الذين ينامون و يستيقظون على الدسائس الخبيثة و كأنهم ضد التنمية و رُقِيّ البلاد، وتركوا رواسبه المقيتة تنخر المجتمع و تُدَمِّرُهُ من كل الجوانب الصّحيّة و الإقتصاديّة و حتى الإجتماعيّة، لأن المادة أثرت على الجانب الإنساني، و السؤال هو: أين هي جزائر اليوم التي كانت في مرحلة ما قلعة من قلع الحضارة الإسلامية التي تقوم على العامل الإنساني في التعامل مع الناس، أين هي الجزائر المسايرة للدين الإسلامي و ضبطه في الخط المستقيم خاصة في مجال التطبيب و العلاج الذي هو حق كل الجزائريين و قد كفله لهم الدستور؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الهجوم على إسرائيل: كيف ستتعامل ألمانيا مع إيران؟


.. زيلينسكي مستاء من الدعم الغربي المحدود لأوكرانيا بعد صدّ اله




.. العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية: توتر وانفراج ثم توتر؟


.. خالد جرادة: ماالذي تعنيه حرية الحركة عندما تكون من غزة؟ • فر




.. موقف الدول العربية بين إيران وإسرائيل | #ملف_اليوم