الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فى فلسفة الاخلاق اشكالية الكذب

سليم نزال

2021 / 7 / 26
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


موضوع الكذب موضوع شائك و حتى اللحظة لا نعرف مخلوقا واحدا من المخلوقات يكذب سوى الانسان .نحن نعيش فى عصر باتت معه الاكاذيب حدث يومى عادى .بل صار من الصعب احيانا ان نميز بين الكذب و الصدق معتبرين ان الصدق هو عكس الكذب. و بتنا نقصف يوميا بكم هائل من الاكاذيب فى المجلات و الفضائيات و المواقع الاجتماعيه و الحكومات و الشركات لاسباب عديدة يطول شرحها .لكن النتيجة هى الانتشار الكبير لهه الظاهرة .
و سواء عرفنا الكذب على انه نوع من الخداع او اخفاء الحقيقة لتحقيق مارب او كذبا لا اذى منه الاان الكذب من وجهة نظر افلاطون فى نظرية الفضيلة يبقى يحمل ذات الجوهر اى انه ضد الصدق .فالمعروف ان الانسان يملك القدرة على ايجاد الاعذار مثلا للتخلص من زيارة بحجة المرض او شى من هذا القبيل و و لعله اكثر انواع الكذب انتشارا .
لكن يبقى السؤال هل من حق المرء ان يكذب؟ اى اليس هذا ضمن حقوقه كانسان ربما يكون الامر يناقش من وجهة نظر فلسفة الحرية التى ترى ان من حق المرء ان يمارس حريته الفرديه بما فيها الحق فى الكذب .
و هناك وجهة نظر تعتبر الكذب عمل ضرورى بل يتفوق على الصدق فى بعض الحالات مثل ان يكون هناك شخص مريض شاحب اللون فيقال له مثلا انك تبدو افضل لرفع معنوياته .و حتى احيانا الثناء على شخص من باب مراعاة الشعور لا اكثر خاصة ان كان يمر بازمة صعبة فى الوقت الى نعرف فيه انه لا يستحق الثناء .
النقاشات الفلسفيه من افلاطون و كانت و روسو ترى اهمية اشكاليه الكذب من امكانيه الحاق الضرر او الاذى بالغير .اى بهذا المعنى ان الكذب الذى لا يؤذى احدا لا يشكل مشكلة .
و لنفترض ان شخصا ما كان فى محطة القطارات و التقى باحد معارفه الذى ساله الى اين انت مسافر .فاجابه انه مسافر الى مدينة الف و هو فى الواقع مسافر الى مدينة ب .هذا الشخص اخفى الحقيقة اى مارس الكذب لكنه لم يسبب الاذى لاحد .لانه مارس حريته ان لا يقول الحقيقة و هو ليس مضطرا ان يقدم تقريرا لللاخر عن وجهة سفره .و لعل ها قد يخلق اشكاليه بين مفهوم الحرية و اشكاليه الكذب و هو موضوع يحتاج لكتابة اخرى .
ا الفيلسوف كانت وقف ضد الكذب بكل اشكاله لانه يحط من قيمة الانسان اضافه ان يساهم فى اضعاف و تقويض الحقيقة و بهذا يقف كانت ضد اى وجهة نظر تقول ان الظروف قد تبرر الكذب لانه يرى اننا بذلك نتعامل مع الاخرين كوسيله و ليس غاية و هو يرفضه بشدة .
لكن اشكالية الكذب لا تتوقف عند هذا .فهى قد تتجاوز النطق بغير الحقيقة الى مسالة السكوت عن الحق .و هذا موقف جان جاك روسو الذى يعتبر ان السكوت عن الحق عندما لا يكون المرء مضطرا لا يعتبر كذبا و هنا اشكالية اخرى .
افلاطون اهتم كثيرا بفكرة زرع قيم الفضيلة ضمن مشروعه للدولة التى اقترحها .
لكن عندما ناتى الى الابعاد السياسة و الاجتماعيه سنرى ان الامر اكثر تعقيدا .فهل على الدولة ان تنشر كل خططها امام العالم كله و كيف يمكن تعرف مفهوم الصدق فى حالات الحرب التىى تعتمد فى جزء منها علي الخدعة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفكيك حماس واستعادة المحتجزين ومنع التهديد.. 3 أهداف لإسرائي


.. صور أقمار صناعية تظهر مجمعا جديدا من الخيام يتم إنشاؤه بالقر




.. إعلام إسرائيلي: نتنياهو يرغب في تأخير اجتياح رفح لأسباب حزبي


.. بعد إلقاء القبض على 4 جواسيس.. السفارة الصينية في برلين تدخل




.. الاستخبارات البريطانية: روسيا فقدت قدرتها على التجسس في أورو