الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإخوان المسلمون آلة تدمير إرادة الإنسان في البلاد الإسلامية: تونس خير شاهد على ذلك

علي سيريني

2021 / 7 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بعد كل التجارب التي مرت على المنطقة منذ انطلاق الربيع العربي في عام 2011، مازالت منظمة الإخوان المسلمين تمارس أسوأ دور في تحطيم إرادة و حرية شعوب المنطقة. فهذه المنظمة في الواقع وفي العمق ليست سوى أداة مخادعة في يد الأنظمة والمنظمات الإرهابية السلطوية في منطقتنا. فهذه الأنظمة، تستعمل هذه المنظمة الغبية وتمطتيها لتحقيق أهداف لا يمكن في الواقع تحقيقها بهذه النتيجة المبهرة بدون منظمة فاسدة و غبية كمنظمة الإخوان المسلمين. فالأنظمة الديكتاتورية تستعمل هذه المنظمة للعب أدوار منوعة، وهي تلعب بعفوية هذه الأدوار طواعية وحتى بدون إدراك، وتماهيا مع ما هو سائد و مع ماهو غائيٌّ لدى السلطات الديكتاتورية. فالإخوان، إذا كان المطلوب أن يمثلوا دور الخطر الأمني فعلوا، وإذا كان المطلوب أن يمثلوا دور الأغنام التي تريد لعب دور الضباع و محاولتها بطريقة مشمئزة ويائسة للوصول إلى القيادة والحكم فعلوا، وإذا كان المطلوب الحفاظ على الأوضاع الراهنة، ومواصلة التثبط و الرتابة السياسية في ظل كبت الحريات و الفقر العام و إنسداد الأفق بوجه شعوبنا، عبر معارضة مشلولة الإرادة، فعلوا ذلك أيضا. ففي سوريا ساهموا في تثبيت أركان النظام السوري الطائفي، بعد أن إستدرجهم حافظ الأسد للرقص على أنغامه. وفي ظل سلطة حسني مبارك ساهموا في مد عمر نظامه عقودا طويلة، بعد أن تحولوا إلى كومبارسات السياسة المباركية، لا تقدم ولا تؤخر. وبعد الربيع العربي، تحولوا إلى معول هدم الربيع العربي، بعد أن أوصلوا بغبائهم عبدالفتاح السيسي إلى سدة الرئاسة، وبعد أن تحولوا هم أنفسهم إلى -ربما- أغبى سلطة سياسية في التأريخ. وقد وصل بهم الغباء أن يضحك السيسي منهم ومن رئيسهم الدرويش مرسي، عبر حركات مسرحية صدقها الإخوان أنها تعكس شخصية السيسي الحقيقية، منها إتصال السيسي بأفراد عائلته بحضور مرسي ليحثهم عبر التلفون أن يُصَلّوا حالا دون تأخير لأن الآذان قد حان وقته، بينما كانت البسمة تملأ وجوه مرسي و إخوانه، فرحا بوزير الدفاع أنه إبن بار لهم ولإخوانيتهم!
اليوم، بعد الإنقلاب الذي حدث في تونس برئاسة دمية فرنسا، رأينا راشد الغنوشي يذهب إلى أمام بوابة البرلمان المقفلة، التي بدت وكأنها بوابة أو شبكة سجن، كشخص مذنب متهالك و فاقد للإرادة، وبصوت خافت متذبذب يشكو جلّاديه ما يفعلون. وهذا الرجل يثبت أنه لا يعلم شيئا في السياسة والإعلام وفنونهما. وفوق ذلك ذهب وهو يلبس الكمامة المكعبة التي تُظهر وجه الإنسان كوجه الخنزير. والأسوأ ظهر على الشاشات من الجانب، كما يُصور المجرمون أثناء الإدلاء بإعترافاتهم. وبدت هيئة الرجل، كهيئة المتسول الذي يستجدي عطف الناس في الشوارع بصوته الخافت الحزين، لكي يساعدوه. وإذا كان شخص ما يعتبر نفسه قائدا لشعب، ويريد أن يحركهم ويوجههم نحو الطريق الأمثل في السياسة، فإن هذه الهيئة، لا تعكس شخصية قائد قوي و ذكي و محنك و صاحب كاريزما، تحرك الجماهير. بل على العكس، من حيث يدري الرجل أو لا، فإنه يبث في نفوس الناس اليأس و الإستسلام، واليقين بأنه قائد عاجز كئيب لا يقوى على شئ. هذا النوع من البشر يجب أن يعادوا إلى بيوتهم، لأنهم كما هم عالة على الفضاءات التي تخص المجتمع، وهم كما هم أسباب لتثبيط همم الناس و شجاعتهم و حركتهم نحو أفق حرّ ومشرق.
ولو كان هذا الرجل المهزوم نفسيا، يعرف أدنى أبجديات الإعلام والسياسة، لما رضي أن يخرج بهذه الهيئة و في هكذا موقف ضعيف وذليل، بل كان عليه أن يطلق تصريحا مختصرا وبقوة وعزم يطلب فيها الناس إلى الخروج من بيوتها والسيطرة على مباني و مؤسسات الحكومة والمحافظة عليها والقبض على الإنقلابيين. لكن مرسي والإخوان الذين كانت شفاههم تبتسم فرحا بالسيسي وهو يضحك منهم، فغنوشي حتى الآن ليس سوى الدم الذي يعيد الحياة إلى الخلايا الميتة للنظام الديكتاتوري الذي قضى عليه الشعب التونسي في عام 2011. والأنكى من هذا كله، فإن راشد الغنوشي الذي عبر عامه الثمانين و هو شيخ كهل، هل صحته و القدرة النفسية تسمح له أن يتولى القيادة، أم أن حب الزعامة يأبى أن يرتاح الرجل من هذه الهموم ويسند مهامه إلى شاب يكون هو له ناصحا ومرشدا، إن كان لديه أي رأي سديد ينفع العامة!
في الواقع، إن أفضل خدمة تقدمها منظمة الإخوان و رموزها القديمة والجديدة لشعوبنا هي أن تستقيل عن السياسة و تترك هذه الشعوب تشق طريقها من دون تدجيناتهم و دياغوجيتهم التي جلبت الويل و البلاء المقيم على بلدان منطقتنا، يمسي فيها الحليم حيرانا.
26 تموز 2021








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س