الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسراء ومعراج إِرْ بن أرسينيوس (5)

وديع بكيطة
كاتب وباحث

(Bekkita Ouadie)

2021 / 7 / 27
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


يحكي أفلاطون في مجلد الجمهورية الكتاب العاشر (ص 475) على لسان كل من سقراط وكلوكون عن المكافآت التي تنتظر كل من العادل والظالم بعد الموت، ويسرد سقراط قصة البطل العادل إِرْ بن أرسينيوس البامفيلي بالولادة، وقد استغرقت هذه الرحلة ألف سنة. وينبه في بدايتها أنها ليست من تلك القصص التي تخبرنا بها الأوديسة إلى البطل أليسناوس، بل هي قصة حقيقية.
تروي القصة أن إِرْ بن أرسينيوس قد ذبح في المعركة، وعندما رُفِعت أجساد الموتى وكانت في حالة فساد، بعد عشرة أيام، وُجِد جسده غير متأثر بالفساد، وحمل إلى البيت ليدفنوه. وبينما كان ممددا على ركيزة الجنازة، عاد إلى الحياة في اليوم الثاني عشر، وأخبرهم ما رأى في العالم الآخر. قال إن روحه ذهبت في رحلة مع رفقة عظيمة عندما غادرت الجسد، وأنهم أتوا إلى مكان غامض حيث هناك فتحتان متقاربتان في الأرض، وكان فوقهما تماما فتحتان في السماء. كان هناك قضاة جالسون في الحيز الوسط، أمروا العادلين بعد إعطاء الحكم عليهم وربطوا الحكم في مقدمتهم، أمروهم ليصعدوا بالطريق إلى الأعلى خلال السماء لجهة يدهم اليمنى؛ وأمروا الظالمين أن يهبطوا بالطريق الأسفل لجهة اليد اليسرى في أسلوب مماثل. هؤلاء حملوا علامات كل أعمالهم أيضا، لكنها موثقة على ظهورهم.
اقترب إِرْ منهم وأخبروه أنه وُجِدَ ليكون المرسَل الذي سيحمل التقرير عن العالم الآخر إلى الناس، وأمروه أن يسمع ويرى كل الذي كان ليُسمَعُ ويُرى في ذلك المكان. تطلع حينئذ ورأى الأرواح مُغادرةً من جانب واحد في كل من فُتحتي السماء والأرض عندما أُعطي لهم الحكم؛ ومن الفتحتين الأخرين الأرواح الأخرى، بعضها مرتفعةً عن الأرض ممتلئة غباراً ومُنهكةً بالسَّفر، وبعضها الآخر ساقطاً من السماء صافية ومتلألئة، وتظهر واصلة دائما وكأنها أتت من رحلة طويلة في وقت آخر، وانطلقت بسرور في الأرض الخَضِرَة حيث أقامت مخيما كما لو أنها في عيد.
تحابت وتحادثت تلك التي عرف واحدها الآخر، وتساءَلت الأرواح التي أتت من الأرض بفضولية عن الأشياء التي في السماء، والأرواح التي أتت من السماء عن الأشياء التحتية، وأخبر بعضها بعضا ما حدث لها في الطريق. وكانت التي أتت من تحت باكية ومتأسفة في تذكر الأشياء التي تحمَلتها ورأتها في رحلتها تحت الأرض، بينما كانت تلك التي أتت من عَلِ واصفة المناظر والمباهج السماوية ذات الجمال الذي لا يصدق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما التصريحات الجديدة في إسرائيل على الانفجارات في إيران؟


.. رد إسرائيلي على الهجوم الإيراني.. لحفظ ماء الوجه فقط؟




.. ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت فيه إسرائيل


.. بوتين يتحدى الناتو فوق سقف العالم | #وثائقيات_سكاي




.. بلينكن يؤكد أن الولايات المتحدة لم تشارك في أي عملية هجومية