الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحداث تونس : إنقلاب أم مسار طبيعي لخيبة ما ؟

بسام الرياحي

2021 / 7 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


تصدرت تونس في اليومين الأخيرين عنواين الصحف والأخبار وصفحات التواصل الإجتماعي المختلفة حتى على المستوى العالمي وسط تفاعل دولي مع الأحداث الأخيرة، منذ أن أصبحت قرارات الرئيس قيس سعيد حيز التنفيذ. رئيس تونس المنتخب منذ أكثر من ثمانية عشرة شهرا وفي عيد الجمهورية التونسية عقد إجتماعا عاجلا بمجلس الأمن القومي ليعلق عمل البرلمان ويعلن حل الحكومة التي يرأسها هشام المشيشي وتولي مهام النائب العام وفقا للفصل الثمانين من الدستور التونسي.قرارات تعني إحتكار الرئيس للسلطة التنفيذية وممارسة التشريع عن طريق المراسيم الرئاسية وحتى رئيس الحكومة يعين من رئيس الدولة ويعقد مجلس الوزراء بأوامر منه. وعليه عزز الجيش والقوات الأمنية المختلفة تواجدهم في شوارع العاصمة وأمام مجلس النواب وعلى بوابات المدن الرئيسية لتطبيق هذه الإجراءات وتفادي السيناريوات الأسوأ في ظل نزول متظاهرين للشوارع ووقوع تجاوزات في عدد من المدن والمعتمديات.قيس سعيد يبني موقفه في تعليق عمل الحكومة والبرلمان على الإحتجاجات التي عمت جهات البلاد وكان من الممكن أن تنزلق معها الأوضاع إلى منطقة التصعيد والعنف والإنفلات في عيد الجمهورية بالذات، كلام تفوه به الرئيس أمام مجلس الأمن القومي الذي ضم قيادات الجيش ومسؤولين أمنينن رفيعي المستوي ومستشاري الرئيس.والحقيقة أنه منذ بداية هذا العام ومع ما سببته جائحة كورونا، إنكمشت الصادرات وخسر الإقتصاد التونسي ربع حجمه مما جعل قيمة الدينار تتراجع مجددا وأمام تراجع كم المواد الأساسية الإستهلاكية التي تقوم تونس بشرائها من الخارج بما فيها الأدوية إرتفعت الأسعار علاوة على إرتفاع نسبة البطالة خاصة في صفوف الشباب وتواصل إستشراء الفساد هذا السرطان الفتاك القاتل الذي ضرب الإقتصاد الوطني وتراجعت معه الإنتاجية وفرص عديدة للإستثمار العام والخاص الأمر الذي كدر أكثر وضعية الشعب الذي يمارس حياته اليومية في ظل صعوبات وإحباط وخيبة أمل.من هنا نفهم ردود فعل غالبية المتفاعلين مع ما حصل وموجة التأييد والإندفاع الشعبي التلقأي المطالب بالمحاسبة دون التفكير أحيانا في عواقب بعض القرارات. بعد ثلاثين يوم بالضبط ستصبح حزمة القرارات التي أصدرتها رئاسة الجمهورية تحتاج لتمديد أو لإيقاف، النهضة الحزب صاحب الأغلبية هدد ضمنيا بالشارع قبل أن يتراجع راشد الغنوشي ويطلب من أنصاره الإنسحاب من أمام البرلمان الذي تتواجد فيه تعزيزات عسكرية، خطوة مفهمومة لفتح قنوات خلفية مع رئيس الجمهورية و إيجاد حلول خارج دائرة التصعيد وعسكرة الشأن العام والإنخراط أو التورط في سيناريوات مشابهة أليمة حصلت في دول مجاورة وأدت إلى ما أدت عليه ولا تزال. تورط جهات خارجية أو نقول مستويات أمنية من دول ما الأكيد موجود ونفهم ذلك بالتراشق المتبادل بين طرفي الخصام، خصام وخلاف سياسي هو الأخطر منذ الثورة التي أطاحت بنظام بن على وعبرت قوى سياسية عديدة عن رفض إقحام تونس في ما لا يحمد عقباه، الوضع الذي كان قائما وعروض برلمان الشعب الرديئة و إستشراء الفساد مع إحباط الشباب نحن متفقون حوله وننبذه ونطالب بإجتثاث الفاسدين وأحزمتهم القذرة وتجفيف منابع تمويلهم وتدخلهم في الشأن العام، لكن لا يعني أن ندخل مع البلاد في نفق العسكرة والإنقلابات والتصعيد الذي لن يخدم أحد ولن تستفيد منه أجيال تونس الطامحة لحياة كريمة حرة ومستقرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إنسحاب وحدات الجيش الإسرائيلي وقصف مكثف لشمال القطاع | الأخب


.. صنّاع الشهرة - تيك توكر تطلب يد عريس ??.. وكيف تجني الأموال




.. إيران تتوعد بمحو إسرائيل وتدرس بدقة سيناريوهات المواجهة


.. بآلاف الجنود.. روسيا تحاول اقتحام منطقة استراتيجية شرق أوكرا




.. «حزب الله» يشن أعمق هجوم داخل إسرائيل.. هل تتطورالاشتباكات إ