الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفرقة القومية للتمثيل .. ماضيها وحاضرها ومستقبلها

سامي عبد الحميد

2021 / 7 / 29
الادب والفن


بدا التفكير بتاسيس فرقة مسرحية تابعة للدولة وبشكل جدي منذ تولي الراحل حقي الشبلي الادارة العامة لدائرة السينما والمسرح اواخر العام 1964 وخصوصا بعد ان تملكت وزارة الثقافة والاعلام مباني المعرض السوفياتي التي قدمت هدية لحكومة العراق بوقتها وكان من ضمن تلك المباني بناية المسرح التي سميت المسرح القومي . وفي ذلك الوقت وبعد ان اسدعيت من قبل استاذي الراحل حقي الشبلي لأرأس قسم المسرح في تلك الادارة قمت باستدعاء عدد من خريجي وطلبة اكاديمية الفنون الجميلة العليا وطلبة معهد الفنون الجميلة ليكونوا نواة الفرقة التي سميت (الفرقة القومية للتمثيل) وكان الاحرى ان تسمى ( فرقة المسرح الوطني) اسوة بقريناتها في عدد من الدول الاجنبية والعربية وكان المؤمل ان يتم تعيين اول مجموعة من الممثلين كموظفين دائمين في الدائرة الا ان الشبلي تردد في البت في امر لاسباب نجهلها .الى ان جاء عام (1968) حين صدر الامر الرسمي بتشكيل الفرقة وتعيين عدد من المسرحيين اعضاء فيها ومنهم الراحلون بهنام ميخائيل ومحمد القيسي ووجيه عبد الغني وقاسم الملاك. وعندما عين محسن العزاوي مديرا للفرقة بدا التخطيط الصحيح لعمل الفرقة على مبدا الانتاج المسرحي المستمر وبالفعل اخذ عطاء الفرقة الفني يتصاعد كميا ونوعيا منذ ذلك الحين وتزايد عدد اعضاء اذ ضمت الغث والسمين بعد ان انضم اليها اعضاء نقلوا من جهات اخرى غير وزارة الثقافة والاعلام ومن دون ان يخضعوا لنظام واضح لاختيار الكفاءة وللأختيار الصحيح ومع ذلك فلم يكن هنالك من هو عاطل عن العمل أو من لم يشارك في احد انتاجات الفرقة .
وشاركت عدد من المسرحيات في مهرجانات عربية وحازت على اعجاب وتقدير الجمهور ولجان التحكيم وحصلت على جوائز التفوق ومن تلك المهرجانات : مهرجان دمشق وايام قرطاج المسرحية ومهرجان ربيع المسرح في المغرب، ومهرجان القاهرة للمسرح التجريبي لاضافة الى مشاركاتها في المهرجانات المحلية. وخلال التسعينيات من القرن الماضي استمرت الفرقة في تنظيم وتقديم اعمال بارزة الاان انحرافا قد حصل في خط سيرها حيث اخذت تقدم مسرحيات هدفها اجتذاب جماهير واسعة على حساب المستوى الفني الرفيع وفي تلك المرحلة ظهرت اول بوادر الفساد الاداري والمالي للفرقة حيث اخذت الادارة تساوم عدداً من المنتجين من خارج كادر الدائرة والفرقة لغرض تمويل عدد من الانتاجات المسرحية مقابل عمولات مالية وكانت تلك الادارات تبرر توجهها المنحرف ذاك بتوفير مردودات مالية مجزية لاعضاء الفرقة اولا والكادر الوظيفي ثانيا . وكانت الاموال الطائلة التي تدرها تلك الانتاجات الهابطة في مستوياتها الفكرية والفنية هي التي دفعت بالحكومة الى تصنيف دائرة السينما والمسرح ضمن المؤسسات التي تعمل بموجب مبدأ التمويل الذاتي: ووقتها لم يجد ذلك المبدا معارضة من قبل اعضاء الفرقة لكونه يوفر لهم المبالغ المالية المضافة الى رواتبهم الزهيدة والغريب ان عدد اعضاء الفرقة قد تضخم بشكل غير اعتيادي في الايام الاخيرة من النظام السابق حيث قام المدير العام انذاك باضافة اعداد كبيرة من الممثلين والمخرجين والكتاب ممن كانوا يعملون في الفرق الخاصة الى الكادر الرئيسي للفرقة وذلك بتوقيع عقود مع اولئك المضافين ..
بعد ان تغير نظام الحكم منذ الشهر الرابع من العام 2003 توقف نشاط الفرقة القومية للتمثيل بسبب الوضع الامني وبسبب الخراب الذي اصاب بنايات المسرح الوطني ولكن العدد القليل من اعضاء الفرقة من الاصليين ومن المضافين ورغبة منهم في اعادة الحياة لفرقتهم فقدموا عددا من الانتاجات المسرحية التي لم يشاهدها سوى اعضاء الفرقة الاخرين وبعض الاصدقاء وشاركت تلك الاعمال القصيرة القليلة في مهرجانات خارج العراق اثبتت اصرار الفنان العراقي على استمرارية الحياة على الرغم من كل المعرقلات والصعاب .. واخذ اعضاء الفرقة بالغبن الذي لحق بهم جراء استمرار تطبيق نظام التمويل الذاتي حيث غابت تلك المبالغ الاضافية التي كانت تاتيهم من الانتاجات المسرحية طويلة الامد في عروضها ومن تاجير مرافق دائرة السينما والمسرح حيث توقف التاجير وتوقفت سيولة الموارد .. ووجد جميع من يعمل في دائرة السينما والمسرح انهم يتقاضون رواتب ضئيلة جدا مقارنة برواتب الموظفين الاخرين في دوائرالدولة الاخرى لذلك راحوا يطالبون بارجاعهم الى نظام التمويل المركزي ومعاملتهم من ناحية الرواتب معاملة اقرانهم من موظفي الدولة وبرروا للمسؤولين مطلبهم هذا بزوال الاسباب والمبررات التي دعت لتطبيق نظام التمويل الذاتي بيد ان الجهات العليا على الرغم من اقرارها باحقية المطالبة لم تستجب له واستمر موظفو واعضاء الفرقة يتذمرون ويشتكون وربما كانت لدى الجهات الحكومية العليا اسبابها لعدم تلبية المطلب واعتقد ان الكثرة العددية لاعضاء الفرقة القومية للتمثيل تلك الكثرة المبالغ بها، احد تلك الاسباب التي حيث ان (فرقة المسرح القومي) وهي التسمية الاصح لها مقبلة على معاودة نشاطها كما كان في السابق ووخصوصا بعد ان يستتب الامن في البلاد وتعاود المسارح فتح ابوابها بعد الترميم وستكون ادارتها ملزمة بوضع خطط قصيرة الامد واخرى طويلة الامد ومنها خطة نظام (الريبتوار). .. اقول في مثل هذه الحالة الجديدة فلابد للجهات العليا من ان تأخذ ذلك الامر بنظر الاعتبار وتعيد دائرة السينما والمسرح الى نظام التمويل المركزي حيث ان الرسالة الثقافية التي تقدمها هذه الدائرة لاتقل اهمية عن الرسائل التي تحملها الدوائر السيادية في الدولة والمسرح على وجه الخصوص هوالوجه الحضاري الاكثر سطوعا هذه الايام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي


.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة




.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با


.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية




.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-