الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحراكات الجماهيرية سماتها وتطورها ومطالبها (1)

نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)

2021 / 7 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


بدأ مصطلح "الحراك" يفرض نفسه بقوة على أجندة الحياة السياسية الفلسطينية في السنوات الأخيرة، فعلى امتداد العقد الأخير شهدت الأراضي الفلسطينية المحتلة سلسلة من الحراكات الشعبية التي تفاوتت في طبيعة مطالبها (سياسية أو اجتماعية) وفي حجمها واتساع نطاقها، وكذلك في استمراريتها، ولكن يمكن القول بكل ثقة أن هذه الحراكات مثلت ظاهرة جديدة ومميزة، وفرضت حضورا لافتا في الحياة السياسية الفلسطينية.
ويمكن أن نعرف الحراك بأنه تحرك جماهيري ميداني، تقوم به مجاميع بشرية ويهدف للضغط على السلطة السياسية ومطالبتها بالقيام بهدف معين أو الامتناع عن تنفيذ مشروع ما، وغالبا ما يقترن الحراك الميداني مع حراك في العالم الافتراضي وخاصة عالم السوشيال ميديا، فيتخذه ميدانا رئيسيا لفعالياته او يستعين بأدوات هذا العالم لنشر مطالبه وتحقيق غاياته، كما تتسم هذه الحراكات بمشاركة ملحوظة من قطاع الشباب والعناصر غير المحزبة، وبأنها عابرة للمناطق والمشارب السياسية والفكرية بل وحتى للتجمعات التي قسّم إليها الشعب الفلسطيني.
وتتركز مطالب الحراكات والحراكيين في قضايا محددة ولا تمتد لتشمل برامج سياسية وفكرية وايديولوجية شاملة وواسعة او مستقبلية، بل يمكن أن تتركز في قضية وحيدة مثل المطالبة بإنهاء الانقسام، أو رفع العقوبات والاجراءات التي استهدفت غزة أو تحسين مستوى الحياة .
في تناولنا لموضوع الحراكات يجب ألا ننسى للحظة أن هذه التحركات السياسية والاجتماعية هي لشعب يرزح بكل مكوناته ومؤسساته السياسية والاجتماعية وسلطته وفصائله وحركته الوطنية تحت الاحتلال، وفي ظل انقسام مديد لا تبدو إمكانيات نهايته القريبة في الأفق .
تعددت اشكال هذه الحراكات، من حراكات وطنية سياسية تطالب بإنهاء الاحتلال والانقسام، او رفع العقوبات عن غزة، أو حراكات احتجاجية مؤقتة ضد خطوة معينة مثل الحراك ضد محاكمة باسل الاعرج، وصولا إلى حراكات مطلبية واجتماعية ونقابية واضحة مثل حراكات المعلمين والمحامين والضمان الاجتماعي.
ويمكن الافتراض ان بعض هذه الحراكات تطور من شكل إلى آخر، أو اندمج بغيره، او انحل ببساطة مع مرور اللحظة التاريخية.
من التعريف السابق يمكن لنا أن نستنتج عددا من المسائل السريعة التي ميزت هذه الحراكات:
• أن معظم التحركات الجماهيرية التي برزت خلال العقد الأخير قادتها حراكات مطلبية واجتماعية من خارج الأطر التقليدية للحركة الوطنية، أحيانا بمشاركة هذه الأطر او بعضها، واحيانا من دون مشاركتها ومقاطعتها.
• ارتبطت هذه الحراكات بما يمكن تسميته أزمة النظام السياسي الفلسطيني بكل مركباته بما في ذلك الفصائل التاريخية للحركة الوطنية وامتداداتها الجماهيرية والأطر النقابية والاتحادات الشعبية، حيث تعاني هذه الفصائل من مشكلات تنظيمية في البنى والياكل والأطر القيادية، وكذلك في البرامج السياسية، وكثير منها أصابه الجمود والتكلس وانعدمت أو ضعفت بوادر التجدد والتجديد، وغابت الانتخابات والديمقراطية عن حياتها الداخلية.
• الفصائل والقوى التاريخية ظلت تنظر بنوع من الشك والريبة والتوجس لهذه الحراكات ومن يقف وراءها ومن يدعمها، وراجت في الاونة الأخيرة اتهامات بأن الحراكات المطالبة بالعدالة لنزار بنات تستهدف حركة فتح، وتحدثت عن وجود أجندات خارجية تستهدف فتح تارة والمشروع الوطني الفلسطيني تارة أخرى، وقد اتسعت مروحة هذه الاتهامات لتشمل إسرائيل والدول الأوروبية المانحة وإيران وحماس وعزمي بشارة وحزب التحرير وأحيانا يضاف لكل هؤلاء اليسار بشكل عام والجبهة الشعبية بشكل خاص.
• تكرر لجوء السلطة (القيادة الرسمية في الضفة وسلطة حماس في غزة) للشدة المفرطة في قمع هذه الحراكات بما يشمل إطلاق قنابل الغاز، والضرب المبرح بالهراوات والعصي، واللكمات والركلات والسحل في الشوارع والاعتقال وتوجيه الشتائم والإهانات وضرب الصحفيين ومصادرة الهواتف وتحطيم الكاميرات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هجوم إسرائيل -المحدود- داخل إيران.. هل يأتي مقابل سماح واشنط


.. الرد والرد المضاد.. كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟ و




.. روايات متضاربة حول مصدر الضربة الإسرائيلية لإيران تتحول لماد


.. بودكاست تك كاست | تسريبات وشائعات المنتجات.. الشركات تجس الن




.. إسرائيل تستهدف إيران…فماذا يوجد في اصفهان؟ | #التاسعة