الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الحكم الديني يعزز من السادية؟ الضحية هشام محمد هاشم أنموذجا

صوت الانتفاضة

2021 / 7 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


((الموت التعذيبي هو فن امساك الحياة في الوجع، وذلك بتقسيمه الى "ألف موتة" مع الحصول قبل ان تتوقف الحياة، على اشد حالات النزع)) ميشيل فوكو.

كان في مصر ابان حكم عبد الناصر، شخص اسمه "اللواء حمزة البسيوني" يعد من أشهر الشخصيات التي مارست التعذيب في سجون مصر، كان مطلق اليد، مات على يديه الكثيرون، كان يتفنن في تعذيب السجناء، يخلق الات ومواد ويستحدث الأفكار في التعذيب، كانت فترته من احلك الفترات التي مرت بها مصر؛ الحكم القومي في مصر واغلب البلدان العربية كان يعطي مجالا واسعا ورحبا لخلق شخصيات كهذه؛ ففي العراق مثلا، أيام حكم البعث، كانت هناك مناطق مشهورة في التعذيب "الامن العام، الشعبة الخامسة، مقر المخابرات، امن بغداد"، لا يذكر اسمها امامك الا وتأتيك آلام البطن؛ وقد انتج لنا البعث أسماء "رنانة" في التعذيب، لا تقل شأنا عن "حمزة البسيوني" منها "ناظم كزار، وطبان إبراهيم، علي حسن المجيد" وغيرهم الكثير.

انتهى الحكم القومي الشوفيني في العراق بواسطة الدبابة الامريكية، رسخ الامريكان هذه المرة سلطة الحكم الديني "الإسلام السياسي"، فكانت المأساة والمعاناة الكبرى، حكم بغيض جدا، تمثل بالسلب والنهب لكل ثروات البلد، وبالقتل والتهجير والحروب الطائفية والقومية والتغييب والاغتيال؛ تأسست الميليشيات والعصابات والمافيات، صار كل حزب لديه قوة مسلحة يحتمي بها، وكل قوة مسلحة لديها سجون ومعتقلات سرية وعلنية، تجري فيها كل ممارسات التعذيب، وجميعهم ينطلقون من منطلق ديني.

في أيام انتفاضة أكتوبر كان قسم من الشباب يختفي، وبعدها يظهر وعليه علامات التعذيب الجسدي، في بعض الأحيان كان ينقل بشكل مباشر تعذيب الناشطين الذين انتقدوا رجل الدين هذا او قائد الميليشيا تلك، بل ان بعض حفلات التعذيب التي تقيمها الميليشيات وقوات السلطة كانت تسرب "قصدا" عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ وما تفعله قوات "حفظ النظام" و "مكافحة الشغب" من عمليات قمع وتعذيب للمتظاهرين يؤكد ان هناك شرعية دينية لهذه الاعمال.

لا فرق بين قوات السلطة والميليشيات، فأحدهما مكمل للآخر، فما جرى لهشام محمد هاشم ذو الخمسة والثلاثين عاما، الاب لأربعة أطفال، والبريء من أية تهمة، والذي اقتيد الى أحد مراكز التعذيب في البصرة، ليموت هناك من شدة وطأة التعذيب، يكشف بوضوح، ان السادية التي عززها ورسخها الحكم الديني، المتمثل بسلطة الإسلام السياسي، هي الوجه الناصع والواضح لهذه السلطة، وبأنها انتشرت بشكل كبير داخل المجتمع، فمظاهر العنف صارت منتشرة بشكل لافت.

مات هشام وهو يتعذب من شدة الألم، مات هشام وهو لم يعرف لماذا هذا التعذيب والمعاناة؟ وهشام ليس الوحيد، فهناك الالاف من الشبيبة المغيبين، القابعين في سجون السلطة وميليشياتها، والذين لا يٌعرف عنهم شيء، وقد يتألمون من شدة التعذيب الان؛ مات هشام وكتب على شاهده "كل من عليها فان"، وهذا صحيح، فكل من على ارض العراق فان، بفضل السلطة الدينية الفاشية.

ان من يقرأ كتاب "تاريخ التعذيب في الإسلام" للمفكر هادي العلوي، يستطيع تلمس تلك العلاقة بين السادية والحكم الديني، فهو يستعرض تاريخ التعذيب ووسائله ورجاله، وفي ختام قسمه الأول يقول متألما:
((أنى كلما خضت في تاريخ هذه الهمجية الكبرى وددت لو ان البشرية لم توجد على الأرض وان الحياة بقيت عند حدود القردة العليا)) هادي العلوي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: مقتل مسؤول في منظومة الدفاع الجوي لحزب الله بغارة إسر


.. قبيل عيد الفصح.. إسرائيل بحالة تأهب قصوى على جميع الجبهات| #




.. مؤتمر صحفي لوزيري خارجية مصر وإيرلندا| #عاجل


.. محمود يزبك: نتنياهو يفهم بأن إنهاء الحرب بشروط حماس فشل شخصي




.. لقاء الأسير المحرر مفيد العباسي بطفله وعائلته ببلدة سلوان جن