الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأجنحة المفقودة

ملهم جديد

2021 / 7 / 31
الادب والفن


الأجنحة المفقودة .

" كيف هبط أبونا آدم و أمنا حواء على الأرض !" سأل الطالب الصغير أستاذ الديانة .
"لقد هبطا و حسب !" أجاب الأستاذ .فقال الطالب : " أعني ، طالما وصلا من دون أن يموتا ، فلا بد أنه كان لهما أجنحة ! فلو كانا قفزا من الجنّة في الهواء الطلق من دون أجنحة ، لكانا خبطا على الأرض و ماتا بسبب ارتفاع المسافة ! " ابتسم الأستاذ و سأله : " و أين أجنحتنا نحن باعتبارنا من نسلهما ! " ثم أعقب ساخرا :"لو كان كلامك صحيح أيها العبقري ، أليس من المنطقي أن يكون لنا أجنحة ! " ابتسم الطالب و قال : " لقد قصّ الله أجنحتهما بعد أن هبطا على الأرض " . " و لماذا ! "سأل الأستاذ . فأجاب الطالب: "لأن الله خاف أن يخالفا أمره و يعودا إلى السماء و يدخلا الجنة خلسة " ابتسم الأستاذ مرة أخرى ، و قال : " لكن سبحانه و تعالى كان قد أمرهما بالنزول ، و حكم عليهما بالشقاء في الأرض . و ليس من المعقول أن يخالفا ربهما و يعودا إلى السماء ". ابتسم الطالب ، و ردّ بثقة : "ألم تقل لنا بأنهما عندما كانا في الجنة خالفا ما قاله لهما و أكلا من الشجرة المحرّمة ! ومن يعصي ربّه مرة سوف يعصيه مرة أخرى .فللعصيان طعم أحلى من طعم الطاعة ". عبس الأستاذ ، و فكّر ، ثم قال له : " لا أعلم إذا كان للشيطان ابن ! لكن في حال كان له ابن فلابد أن تكون أنت ابن الشيطان !" ثم لم يلبث الأستاذ أن أخذ يتلمس ظهره ، فتبعه باقي الطلاب بتلمس ظهورهم ، و من ثم بدأوا يهرشونها و كأنهم مصابون بالجرب . بينما بقي ابن الشيطان جالسا بهدوء ، و يداه أمامه مشبوكتان ببعضهما البعض . فجأة ظهر جناحان أسودان صغيران في ظهر الأستاذ ، ثم أخذا يكبران ، و أخذ شكله يتغيّر فأصبح يشبه الغراب . في نفس الوقت ، بدأت تنبت في ظهور الطلاب الصغار أجنحة صغيرة ملونة ، و كانوا بالكاد يستطيعون تحريكها في البداية ، ثم كبرت ، فأخذوا يطيرون في فضاء القاعة فيصطدمون ببعضهم البعض و يصرخون و يتضاحكون . ثم واحدا إثر الآخر بدأوا بالخروج من الشباك المفتوح على سماء ربيعية مشمسة . أما الأستاذ الذي كانا جناحاه الأسودان قد تطاولا بما يكفي ليوصلاه إلى مسافات بعيدة في السماء ، فلسوء حظه ، كانا من الكبر بحيث لم يكن قادرا على الخروج بهما لا من الباب و لا من شباك الصف ! خرج ابن الشيطان من الصف بهدوء ، و ذهب ليخبر المدير الذي اتصل برجال بالشرطة الذين قدموا مسرعين و أردوا الأستاذ - الغراب بخمس رصاصات وفّرت عليه رحلة طويلة في السماء ، و لم يكن من المضمون أن يستقبله فيها أحد بالترحاب المرجو . بينما تباين مصير باقي الطلاب - العصافير ، فمنهم من سقط صريع رصاص الصيادين ، و منهم من انتهى به الأمر إلى الحجز في أقفاص صغيرة تُعَلّق على البلاكين في الصيف ، و توضع في غرف المعيشة في الشتاء ، و منهم من ما زالوا يحومون فوق بيتهم و يزقزقون عسى أن تنتبه لهم أمهاتهم المشغولات بشطف الأدراج أو غسل الثياب أو نشر الغسيل أو الإنهماك بطبخ ما طلبه الأباء مساء اليوم السابق . و منهم من عرفوا ماذا يفعلون بأجنحتهم ، فحلقوا عاليا ، و كلما اجتازوا سماء انفتحت أمامهم سماء أخرى . بينما اعتقل رجال الشرطة ابن الشيطان و طلبوا منه رواية ما حدث ، فأخبرهم الحكاية غير أنهم لم يقتنعوا بحكايته ، و بدأوا بتعذيبه ليقول الحقيقة . قالها لهم ألف مرة فلم يصدقوه . و بعد سنة من احتجازه و تعذيبه من دون السماح له برؤية أحد ، أطلقوا سراحه بعد أن قطعوا يديه و لسانه . لم يكونوا يريدونه أن يكتب هذه القصة أو يرويها لأحد . خافوا أن ينبت للناس أجنحة فيطيرون و يختفون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81


.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد




.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه