الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أتلقاك وطرفي مطرق

محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)

2021 / 7 / 31
المجتمع المدني


الميتروبوليتان فيليب يتحدث عن سوريا

ترجمة محمد عبد الكزيم يوسف

أصحاب السيادة الإخوة المطارنة ، أيها الأحبة
نجتمع هذا المساء لنصلي على أرواح الشهداء العرب الذين سقطوا في حرب عربية عبثية لم يشهد لها التاريخ مثيلا . عندما خلع الرئيس زين العابدين بن علي بثورة في تونس وعندما خلع العقيد معمر القذافي في ثورة أخرى في ليبيا ، قالت الحكومة الأمريكية " هذا هو الربيع العربي" .

في عدد حزيران من مجلة الكلمة الناطقة باسم الابرشية الانطاكية الأرثوذكسية في أمريكا الشمالية ، كتبت افتتاحية بعنوان " هل هذا ربيع عربي أك زوبعة ؟ " هذه الزوبعة امتدت إلى مصر الجريحة وفلسطين والعراق وسوريا الحبيبة ولبنان الجميل وأصبح الأردن اليوم على شفير الهاوية . بعد أن هزمت العصابات الصهيونية الجيوش العربية مجتمعة في أول حرب بين العرب وإسرائيل ، انتفض الشاعر السوري الكبير عمر أبو ريشة ، وألقى قصيدة في حلب قائلا :

أمتي هل لك بين الأمم منبر للسيف أو للقلم ؟
أتلقاك وطرفي مطرق خجلا من أمسك المنصرم .

أمتي كم صنم مجدته لم يحمل طهر الصنم
هذا الأمس المنصرم الذي يبكيه عمر أو ريشة هو فجر الإسلام عندما حكم النبي محمد أصنام الكعبة . أو عندما طرد السيد المسيح الصيارفة وباعة الحمام من الهيكل قائلا : بيتي بيت للصلاة أما أنتم فقد جعلتموه مغارة لصوص .

هل السلفيون والتكفيريون الذين يذبحون الأطفال ذبح النعاج وينحرون الرجال في صدورهم ليخرجوا قلوب أعدائهم ويأكلونها مسلمون؟ لا و ربي !هؤلاء هم الكافرون، وإذا لم تصدقوني اذهبوا إلى القرآن الكريم وتعلموا المغفرة والحب . يقول النبي : " الإنسان أخ للإنسان أحب ذلك أم كره " . انصحوهم أن يقرؤا سورة آل عمران ، وسورة المائدة وسورة مريم لعلهم يفقهون . وسيدنا يسوع المسيح يقول : أحبوا أعداءكم وباركوا لاعنيكم ومن ضربك على خدك الأيمن أدر له الخد الأيسر .

ويقول أيضا : افعلوا بالآخرين ما تريدون أن يفعل الناس بكم .

عندما نرى أنهار الدماء تجري في العالم العربي لا نستطيع إلا أن نسأل : هل هم حقا مسلمون ؟ وعندما نرى الغرب المسيحي يزود البلدان العربية والشعوب العربية بالسلاح الفتاك ليقتلوا بعضهم بعضا ، لا نستطيع إلا أن نسأل : أين هم المسيحيون ؟

منذ أربعة أشهر خطف مطرانان أرثوذكسيان من حلب هما المطران يوحنا ابراهيم والمطران بولس يازجي . الإشاعات تقول أنهما حبيسان بين الحدود السورية والتركية و تقول إشاعات أخرى بأنهما قتلا والتحقا بملكوت السماء. ماذا فعل هؤلاء المطرانين المحبين لله الذين كرسا حياتهما للصلاة والمحبة وفعل الخير ليستحقا معاملة كهذه ؟ لماذا لم نسمع منهما أي شيء أو من خاطفيهما رغم كل هذه الأيام ؟ الثورات الحقيقية تصنع لخلق عالم جديد وليست للخطف وارتكاب الجرائم والسرقة وحرق الكنائس والمساجد وخطف المطارنة وسفك دماء الكهنة.

لا أريد أن أتكلم طويلا ، لكن اسمحوا لي أن اختم رسالتي ببعض أبيات من الشعر كتبها الشاعر الدمشقي الشهير والعظيم نزار قباني ، طيب الله ثراه ، في ذكرى تأسيس جامعة الدول العربية في مصر والتي نقلت إلى تونس بعد توقيع الرئيس أنور السادات سلام العار مع إسرائيل . أتذكر من قصيدته المشهورة الأبيات التالية الخالدة :

يا تونس الخضراء جئتك عاشقا
وعلى جبيني وردة وكتاب
إني الدمشقي الذي احترف الهوى
فاخضوضرت لغنائه الأعشاب
أنا يا صديقة متعب بعروبتي
فهل العروبة لعنة وعذاب
والعالم العربي إما نعجة
مذبوحة أو حاكم قصاب

هذا هو حالنا المأساوي اليوم . سلام الله ورحمته وبركاته عليكم .

Metropolitan Philip Saliba,Metropolitan Philip Speaks on Syria,2015.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف اليمنيين يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة


.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل




.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون


.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة




.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟