الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاولة لإنصاف صدام حسين

عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي

2021 / 8 / 2
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


31 عاما مضت على اجتياح القوات العراقية للكويت. ذلك الحدث - الجريمة الذي مثل لحظة انعطاف مأساوية في أوضاع المنطقة برمتها، وكان له انعكاساته على العالم كله.

في مجرى تحليل الحدث جرى تداول نظريات مختلفة بشأنه، تتباين من حيث الجدية والعمق. من بينها ان صدام حسين عميل أمريكي، نفذ عبر غزو الكويت مخططا أمريكيا، مهد لواشنطن واوجد لها إمكانية الهيمنة على المنطقة، التي تمثل أحد أكبر خزانات الطاقة في العالم.
هذه النظرية لم تنتشر إلا بعد فشل عملية الغزو، وتدمير العراق. وكان بين بعض من روج لها، أوساط تحمست لعملية الغزو، و «لبطل» الغزو صدام حسين، ممن خاب أملهم فيه، فعادوا طائعين الى بيت نظرية المؤامرة، البيت الأكثر شعبية في منطقتنا، المتخاصمة فكريا مع كل ما هو علمي، ومتعارض مع الأماني.

لا يمكن إنكار ان حزب البعث، الذي تربى صدام حسين في صفوفه، كان يعتبر التآمر أمرا مشروعا في العمل السياسي من أجل تحقيق «أهداف الأمة».

وفي الثلاثين من تموز 1968 كشف الحزب صراحة عن انه اشترك في انقلاب 17 تموز، مع عسكريين اتهمهم بالعمالة للمخابرات البريطانية، وانه كان مضطرا لذلك.

وبغض النظر عن مدى صحة تهمة العمالة، التي وجهها الإنقلابيون البعثيون لشريكهم في الإنقلاب عبدالرزاق النايف، الذي سلموه حينها منصب رئاسة الوزراء، فان مجرد الإجهار بالتهمة يؤكد إستعدادهم للقيام بالتآمر، مع عملاء جهات أجنبية.
لكن هذا لا يعني انهم يعملون لصالح تلك الجهات الأجنبية. بل للإستعانة بتلك الجهات لصالح أهدافهم الخاصة. وهذا ما مضى فيه صدام حسين للنهاية، فبرع في عقد الصلات التآمرية مع مختلف الأطراف الحزبية والرسمية، المحلية والعربية والعالمية، لتحقيق أهدافه، التي تدرجت من قيادة حزبه في العراق، الى قيادة البلاد بلا منازع، الى قيادة العالم العربي وتشكيل قطب إقليمي، ينافس الأقطاب العالمية الأخرى. بعض تلك الأهداف كان ممكن التحقيق، فيما كان بعضها الآخر مجرد أحلام عصافير.
كما ان بعض القوى الآخرى التي حاول استدراجها الى التعاون معه في تحقيق أهدافه، كانت تدرك مراميه، وتحاول الاستفادة منها لتحقيق أهدافها الخاصة.

وفي حالة الكويت نجحت تلك القوى في الوصول الى أهدافها، بفضل الفارق الشاسع بين خبراتها فائقة التطور في ميدان النآمر مقابل تفاهة خبراته، وجهله الفاضح المرتبط بغروره ومبالغته في تقدير مستوى ذكائه.
وانتهى الأمر بكارثة له ولأسرته، ولحزبه وللعراق وعموم المنطقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السعودية.. شخص يطعم ناقته المال! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. الادعاء الأمريكي يتهم ترامب بالانخراط في -مؤامرة إجرامية-




.. هذا ما قاله سكان مقابر رفح عن مقبرة خان يونس الجماعية وعن اس


.. ترامب يخالف تعليمات المحكمة وينتقد القضاء| #مراسلو_سكاي




.. آخر ابتكارات أوكرانيا ضد الجيش الروسي: شوكولا مفخخة