الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التوجيهي.. وماذا بعد!!

عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)

2021 / 8 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


ونحن بانتظار نتائج الثانوية العامة اتمنى على الطلاب الناجحين منهم وتأهل للدراسة بالجامعة او الكليات المتوسطة ان يأخذ بعين الاعتبار قدراته وميوله بالسعي للوصول الى الافضل من دون ان يتلهى بالأمل كاليتيم الذي يرجو المساعدة ولا يدري من اين ستأتيه. ايها الطالب ارسم طريقك ولا تترك لاحد ان يرسمه لك. صرخة ذلك الخريج الجامعي الذي يعمل على بسطة خضار وهو ينادي على احد الخريجين والذي كان يحتفي مع اصحابه بموكب من السيارات التي كانت تعبر بضجيها وصفيرها شوارع المنطقة، وقد جاء صوته اعلى من صفير السيارت اذ قال له : (معلم قبل ست سنين كنت زيك فرحان بنجاحي هيني على البسطة بستناك) وقد انتشر هذا الفيديو لانه جاء حقيقيا ومعبرا عن حال الكثير من الخريجين الباحثين عن وظيفة والذين يتحملون مسؤولية اختيارهم لدراستهم التي اما انها اختارتهم او لانها لا توافق متطلبات السوق. ايها الخريجون لا تتركوا الريح هي التي تسير بكم حيث شاءت، بل عليكم ان تبادروا وان كانت اولى الخطوات بسطة خضار، فالعمل يبعدك عن شبح الحاجة اما البطالة فأنها ستؤدي بك الى امكنة التأهيل النفسي ان طالت مدة انتظار الوظيفة المناسبة لتخصصك او قدراتك. ابقى دوما بهمتك ونشاطك واكمل مشوارك كما اردته لنفسك ومن فكر وصل، ومن بخل استغنى وبقي مكانه.
في حديث متلفز مع الاديب والكاتب المصري يوسف ادريس توجه للشباب واختص بكلامه من نجحوا بالثانوية العامة ناصحا لهم بأن تستند قراراتهم على ما ينفعهم في مستقبلهم. وضرب مثلا عن العالم المصري فاروق الباز الذي اختار الدراسة في كلية الجيولوجيا وهي كلية صغيرة في حينها ولم يكن يسمع بها احد، كما ان البترول لم يكن قد اخذ اهميته في تحديد اقتصاد البلاد. تفوق بكليته واثبت جدارته على مستوى العالم وحصل على وظيفة مهمة في وكالة ناسا ولم يلتفت الى عزوف الشباب عن اختيار كليته. ترك تخصصات مثل الطب والهندسة والتي كان معظم الطلاب يفضلونها وما زالوا رغم اشاعة البطالة بين صفوف الخريجين. اهتم بحلمه وسعى له، وسار الى حيث القمر بجد واجتهاد. يضيف الكاتب يوسف ادريس ان كثير من الطلاب الذين اختاروا الدراسة في كلية الهندسة او الطب بناء على مجموعهم اخفقوا في السنة الاولى من التخصص وفقدوا فرصة الدراسة بالجامعة لان اختيارهم لتخصصهم لم يكن بناء على قدراتهم التعليمية والتعلمية. في حديثه ايضا بذات اللقاء. قال: حين دخلت الى ورشة ميكانيك لتصليح سيارتي نادى صاحب الورشة على شاب وقال بفخر انه ابني الذي يساعدني ويحمل عني كثير من العمل. دهش لنقاء العلاقة التي تربط الاب مع ابنه وفخر كل واحد منهم بالأخر. قيمة العمل انت من يحددها، وقيمتك تكسبها من اخلاصك ومثابرتك في كل الاعمال التي تقوم بها.
احدهم يرى بأن مجتمعاتنا يمكن لها التقدم والتفوق اذا انصب اهتمامنا على التخصصات الاخرى. في العام الماضي تهافتت العديد من وسائل الاعلام على استضافة احدى المتفوقات بالثانوية العامة ليس لتفوقها كان الحديث معها بل لانها اختارت استكمال دراستها الجامعية في علم الفيزياء ولم تختار دراسة الطب او الهندسة. انها عقليتنا التي لا ادري كم من العقود سنحتاج لنتخلص من سوء نظرتنا واحكامنا المسبقة على من يختار مسار الوظيفة على حساب الدراسة لمن انهى الثانوية العامة، ننسى ان باب الدراسة يبقى مفتوحا لكل العمر وفرصة العمل يجب ان تأتي اولا.
في كل امر نحتاج الى نظام حديدي بحسب البير كامو، فهل تكون معاناة الشباب العاطلين عن العمل والغافلين عن الشعور بقوة الحياة يقينا لهم بأن ايديهم ليست مرتجفة وانهم ما يزالوا قادرين على العمل رغم كل التحديات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا