الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


( التفاهة وأثرها في الواقع العراقي)

طالب عباس العسكري

2021 / 8 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


التفاهة وأثرها في الواقع العراقي

انتشرت في الآونة الأخيرة بعض التفاهات التي لاقت رواجاً كبيراً في الأوساط الاجتماعية بسبب غياب الوعي والفكر بشكل كبير جداً وأن هذه التفاهات جعلت مُطلقيها من التافهين أصحاب شهرة واسعة من خلال مشاركتنا لهم مع الأسف في نشر محتواهم الذي لا محتوى له سواء بصورة مباشرة او غير مباشرة ، حتى أصبح اليوم في بلدي المشهور بتفاهته لا بأعماله او إنجازاته. وبعد هذه المقدمة اليسيرة لابد من بيان معنى التفاهة، والتافه، فا التفاهة : تعني نقص في الأصالة أو الإبداع أو القيمة، اما التافة : هُوَ رَجُلٌ غير متزن ، قَلِيل العَقْلِ لاقيمة لأَعْمَالِهِ، حَقِيرٌ. بمعنى ان وسائل التواصل الاجتماعي من استخدمها بشكل جيد من خلال محتوى يفيد العامة في حياتهم اليوميه على مختلف الاتجاهات ، تراه لم يلقي مراده كما القاه أصحاب التفاهات، فبعضهم ترك المثاليات و اضطر للنزول لرغبة الشارع من أجل الشهرة فأطلق التفاهات التي انعرف من خلالها لا بأيمانه بها لا بل لغاية الشهرة ، وهناك الكثير منهم من صرح بذلك لولاهذه المفردة او هذه التفاهة لم نكون مشهورين، إذ ان للفقر، والتعليم، ونقص الشخصيه سبب مهم في اتساع هكذا نماذج لانه يرى نفسه انه لاشيء يريد إكمال النقص في شخصيته بشي تافه ترتضيه نفسه من أجل أن يصبح مشهوراً من خلالها، والغريب في الأمر والحزن لم نقف عند هذا الحد فقط بل تطور الأمر اكثر من ذلك مع الأسف إذ نرى حكومات تدعم وتحتضن صاحب المحتوى الفاشل وتستقبله في مقراتها لتفاهته لا لانجازاته، أو فكرته، وكانها تستقبل نبي من الأنبياء او احد من الائمة او من أصحاب العقول الجبارة كمكتشف الأسبرين، والطاقه الكهربائيه وغيرهم، وأن أصحاب الفكر والوعي والعقل مغيبون ذنبهم لأنهم امتلكو عقلاً نورانياً فيه إصلاح البشرية ورفعهم من الوحل الذي عاشوا فيه طويلاً .... وبالتالي وفي وجهة نظري الشخصيه من يروج للتفاهة فهو تافه اياً كان منصبه او شخصيته، أو مذهبة، وتطرقنا لهذا الموضوع لما له من آثار سلبية كبيرة على الأوساط الاجتماعية من خلال تسفيه العامة وجعل عقولهم تتقبل السفاهة وتعتبرها شيء جيد من جانب، وأن وجودها لابد أن يكون موجود في كل شي ثانيآ.

وبالتالي بعد ما مرينا به خلال هذه الفترة واتساع رقعة التواصل الاجتماعي بشكل غير مسبوق تجد ان العقل العراقي بدأ بتقبل التفاهات ، والتافهين بشكل تدريجي الا القلة القليلة التي لازالت تحارب من أجل جعل الوعي والفكر حاكماً ويعلوا ولايُعلى عليه، لكن اني ارى ان هذا لايستمر طويلاً ما سيلان التفاهة وأثرها في واقعنا العراقي، ومن امثلتها أصحاب التفاهات الخاصه بعدم اخذ اللقاح الذين لقوا شهرة على تفاهة فقط لا عن أسس علميه صحيحة... وهذا ما سنشهده ينعكس سلباً أيضاً حتى على الانتخابات البرلمانيه القادمة لكثرة التافهين وغياب الوعي، فأن حكمنا التافهة بتفاهته، و اجت بنا التفاهات في تعاملنا فلا تلومنا أنفسكم على ظلمكم اولاً، وللاجيال القادمة ثانياً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإنفاق العسكري العالمي يصل لأعلى مستوياته! | الأخبار


.. لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م




.. ألفارو غونزاليس يعبر عن انبهاره بالأمان بعد استعادته لمحفظته


.. إجراءات إسرائيلية استعدادا لاجتياح رفح رغم التحذيرات




.. توسيع العقوبات الأوروبية على إيران